بغداد/ هشام الركابياستقبل رئيس الجمهورية جلال طالبان في قصر السلام ببغداد وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس والوفد المرافق له المؤلف من السفير الامريكي لدى العراق جيمس جيفري والقائد العام للقوات الاميركية في العراق الجنرال لويد أوستن.وفي مستهل اللقاء رحب الرئيس طالباني
بالوفد الزائر، مؤكدا أهمية تطوير التعاون البناء وتعزيز العلاقات الثنائية بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الاميركية بما يضمن المصالح المشتركة ورقي شعبي البلدين الصديقين.وجرى خلال اللقاء تقييم مستوى التعاون الأمني والعسكري بين الجانبين، فضلا عن الدعم الذي يقدمه الجيش الامريكي للقوات المسلحة العراقية في مجال التدريب والتجهيز وتأهيل بنيتها التحتية لكي تضطلع تلك القوات بالمهام الملقاة على عاتقها في الدفاع عن المنجزات المتحققة وتوفير الاستقرار ومحاربة الإرهاب.وأكد رئيس الجمهورية ووزير الدفاع الامريكي أن هناك مجالات واسعة للتعاون الثنائي المثمر في ضوء الاتفاقية المعقودة بين البلدين لاسيما اتفاقية الإطار الاستراتيجي، وبما يسهم في تعميق علاقات الصداقة المتينة بين الجانبين.وقدم الرئيس طالباني خلال اللقاء شكره وامتنانه للولايات المتحدة الاميركية وجيشها على مساعدة الشعب العراقي في التخلص من النظام الدكتاتوري البائد، فضلا عن دورها في الوقت الحالي في دعم العملية السياسية و المسيرة الديمقراطية في البلاد.كما تمت وفي محور آخر من اللقاء مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.وفي سياق متصل ومع بدء العد التنازلي لخروج القوات الاميركية من العراق فان بوادر أزمة سياسية مقبلة على العراق بسبب رغبة أميركية بتمديد بقائها في العراق بعد نهاية عام 2011. ولعل زيارة وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس إلى بغداد الذي سبقه اتصال لنائب الرئيس الاميركي جوزيف بايدن المسؤول عن الملف العراقي مع رئيس الوزراء نوري المالكي تهدف إلى تمديد بقاء القوات الأميركية في العراق لما بعد 2011. وفي ظل هذه المعطيات فان رئيس الوزراء نوري المالكي يواجه ضغوطاً كبيرة من قبل بعض القوى السياسية المناهضة لوجود القوات الاميركية من جهة ومن الإدارة الاميركية من جهة أخرى مما دعاه إلى عقد اجتماع مع كبار ضباط الجيش قبيل لقائه بوزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس. من جانبه أشاد وزير الدفاع الاميركي خلال لقائه بالمالكي بالتطورات الجارية في العراق على مختلف المستويات ، واكد استعداد بلاده لدعم الحكومة العراقية ومساندة قواتها الأمنية في مجال التجهيز والتدريب.من جهته أكد النائب عن تحالف الوسط جواد البولاني أن الوقت قد حان لأن تتولى القوات العراقية مسؤولية الدفاع عن أمنها وإدارة زمام بلدها رافضا بقاء القوات الاميركية في العراق.وقال البولاني في تصريح له أمس إن العراق لم يجن من دخول القوات الاميركية سوى المشاكل والمآسي التي عقدت الأمر العراقي ومشهده السياسي والأمني. وأضاف أن هناك نهجا سياسيا على الحكومة أن تتبعه لكي تتمكن من إدارة البلاد وفي المقدمة منها العمل باتجاه تعزيز الاستقرار السياسي والعمل باتجاه المصالحة الوطنية الحقيقية وطي صفحة الماضي والتوجه نحو سماع الشعب ومطالبه والحفاظ على مكانة العراق في المنطقة من خلال إقامة أفضل العلاقات مع محيطه العربي والتوجه إلى التنمية وتقديم الخدمات ورفع المستوى المعيشي للفرد العراقي. وأشار البولاني إلى ضرورة أن تضع الحكومة ستراتيجية حقيقية للاعتماد في الفترة المقبلة على الإمكانات العراقية وعدم الاعتماد على الاجنبي في الحفاظ على الامن والاستقرار في البلد . يذكر ان الانسحاب الاميركي من العراق سيكون نهاية العام الحالي، بحسب الاتفاقية الأمنية الموقعة بين العراق وأميركا. ووقع العراق والولايات المتحدة الاميركية اتفاقية نهاية عام 2008 ودخلت حيز التنفيذ منذ الأول من كانون الثاني عام 2009 وتقضي بانسحاب كامل للقوات الاميركية من العراق بحلول نهاية عام 2011. وشكك عدد من السياسيين بإمكانية تسلم الجيش العراقي للملف الأمني، بسبب قلة التدريب والتجهيز.
بوادر أزمة سياسية مع اقتراب موعد الانسحاب الأميركي

نشر في: 8 إبريل, 2011: 08:37 م