ضمن فعاليات اليوم السابع لمعرض اربيل الدولي السادس للكتاب، استضافت قاعة المعرض عصر السبت الخبير في الشؤون الستراتيجية في مجلس وزراء إقليم كردستان، غياث الدين نقشبندي، الذي قدم محاضرة عن( أخلاق المهنة وميثاق العمل للمؤسسات والنقابات المهنية)، غياث الحاصل على ماجستير في العلاقات الدولية، ذكر ان من المعروف لدينا ان الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم يخضعون لميثاق العمل، وهو مجموعة من الاخلاقيات التي ترتبط بالمهنة، لكن في حقيقة الامر فان جميع المهن بحاجة الى ان يحكمها قانون خاص، وضرب مثالاً أن سائقي سيارات الاجرة اعضاء في نقابات العمال، لكنهم في حقيقة الامر ليسوا بعمال، لا بد اذن من ان يكون هناك قانون خاص بهذه الشريحة،
 مشيرا الى ان هناك مجموعة من الأخلاقيات مرتبطة بعمل سائق سيارة الاجرة أو الميكانيكي او السمكري ونحوها من المهن الاخرى، لكنها ليست قانوناً وانما عرف متبع لا يمكن الركون اليه في حال وقوع نزاع او خلاف حول القيام بعمل او الامتناع عنه، لابد من قانون يحكم بين المواطن ومن يقدم الخدمة ضمن اطار المهن اعلاه، وهذا ما نفتقر اليه هنا، حيث لاوجود لنص في القانون العراقي او القوانين في اقليم كردستان، يحكم على كهربائي ربط بطريقة سيئة كهرباء منزل ما فأدى الى احتراقه، لا وجود لنص يحكم على سائق سيارة اجرة تحرشه براكب معه، ويجب ملاحظة اللفظة (تحرش)وليس اعتداء، لان المفردة الاخرى تحكمها نصوص اخرى، وفي الحالة الاخيرة، القاضي او الحاكم كيف يفصل في الامر، بالتاكيد هو سيحكم على ان مواطناً ( وليس سائق تاكسي)تحرش بمواطن آخر، وهذا في الحقيقة غير صحيح، لان الطفل او المرأة لا تصعد في سيارة خصوصي بل في سيارة اجرة، والسائق استغل علامة(تاكسي)ليقوم بفعلته، ولا يجوز هنا أن نحكم على الحالة انها اعتداء مواطن على مواطن آخر، ولفت غياث انه زار المعرض يوم الخميس الماضي، لكن الشيء الطريف الذي حدث له، انه فتش اجنحة جميع دور النشر المشاركة ولم يجد كتاباً واحدا حول اخلاقيات المهنة !!، وقال بانه يحضر باستمرار الى المعرض في كل سنة، ويقضي ساعات بين الكتب باحثاُ عما يهمه فيها. الخبير في الشؤون الستراتيجية، قال بان المعرض ليس مجرد مكان لبيع الكتب، ينبغي علينا أن نفرق بين هذا المكان ومحال بيع الكتب العادية، معرض الكتاب ظاهرة ثقافية تنقل الحضارات وتجمعها في مكان واحد، وقديما كانت الحروب والتجارة هما من تنقل الحضارات، الآن معارض الكتاب هي من تقوم بذلك،  وعموما إقامة معرض للكتاب في اربيل دليل على ان الإقليم يخطو بثبات نحو التطور. لكن في ذات الوقت لابد من الإشارة إلى ان العملية الثقافية الطباعية والكتابية في إقليم كردستان ليست بقدر الانجازات الأخرى المتحققة فيها، ولا تواكبها، لدينا كم كبير من المجلات والصحف والكتب تصدر في كل حين، لكن كل ذلك في اطار الكم، وليس النوع، وهذه اشكالية ينبغي التوقف عندها والبحث عن حلول ناجحة لمعالجتها، ومن الجدير بالإشارة الى ان غياث الدين النقشبندي من عائلة اغلب أبنائها من  الوجوه الثقافية المعروفة، مارس العمل الصحفي لفترة طويلة، قبل ان يسافر الى خارج العراق، ويستقر حيناً من الزمن في استراليا، والتي عاد منها قبل نحو خمس سنوات ليقدم خبرته وخدماته لمعشوقته كردستان.