بغداد/ المدى دعت الكتلة العراقية زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى التريث في قرار رفع التجميد عن جيش المهدي. وتأتي دعوة العراقية في وقت كشف قيادي في التيار استعداد الجناح العسكري للعودة الى العمل المسلح، فيما اكد رئيس الحكومة نوري المالكي قدرة الأجهزة الأمنية على تثبيت الاستقرار في غياب الامريكيين.
وقالت ميسون الدملوجي الناطقة الرسمية باسم العراقية امس"ندعو السيد مقتدى الصدر الى التريث بهذا القرار لأننا نعتقد جازمين بأن قرار التجميد كان أصلا لحصر حمل السلاح بالجهات الحكومية الرسمية فقط". وشددت الدملوجي في تصريح صحفي على ان اطلاق حمل السلاح بيد الجميع مرة اخرى يضيع الفرصة الحالية للعمل بآليات فرض القانون ويخلط الامور بشكل ربما يوظف ضد مصلحة العملية السياسية ككل. وكان مقتدى الصدر دعا في كلمة ألقيت نيابة عنه في تظاهرات أنصاره في ساحة المستنصرية أمس الأول، أنه"في حال عدم خروج المحتل من البلد، فإن هذا يعني أمرين تصعيد عمل المقاومة العسكرية، وتصعيد المقاومة السلمية والشعبية بالاعتصامات والصرخات التي تقول إن الشعب يريد إخراج الاحتلال، داعيا الى مقاومة عسكرية"سنية وشيعية تقول أخرج يا محتل"، مهدداً بـ"رفع التجميد عن جيش المهدي في حال عدم خروج المحتل". وترى الدملوجي ان خروج القوات الاميركية من البلد حاجة وطنية متفق عليها، واستدركت بالقول"لكن العراق يحتاج الى توفير الامن والسلم الوطني وهذا يحتاج الى تدريب جيش صغير باعداده كبير بفعاليته وقدرته على ضبط الامن في البلد والحفاظ على حدوده من الاختراق الامني، لذلك لا بد من مراعاة هذا العامل الوطني ايضا في تمكين القوات العراقية من وسائل التدريب والتجهيز لكي يكون دورها كافيا لسد فراغ مرحلة ما بعد الانسحاب"على حد قولها.على صعيد متصل، أكد رئيس الوزراء نوري كامل المالكي خلال زيارة لمقر وزارة الداخلية ان القوات العراقية قادرة على حماية الامن بعد رحيل الاميركية.وقال المالكي خلال ترؤسه اجتماعا ضم الوكلاء والمدراء العامين في وزارة الداخلية على ضرورة الحفاظ على المكتسبات الأمنية التي تحققت.واضاف:إن قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية قادرة على تحمل المسؤولية الكاملة نهاية هذا العام بعد أن يتم انسحاب القوات الأميركية، بل انها تحملت هذه المسؤولية قبل هذا الزمن.من جهته، أكد قيادي في التيار الصدري على أن الجناح العسكري التابع للتيار بدأ يستعد لـ"المقاومة العسكرية"ضد القوات الأميركية في حال بقائها بعد 2011، لافتاً إلى أن"المختصين"في جيش المهدي هم من سيحددون أماكن ومواقع استهداف القوات الأميركية إن كانت داخل قواعدها أو خارجها.وقال حازم الاعرجي في حديث لوكالة كردستان للأنباء إن"جيش المهدي لم يرفع عنه التجميد بعد، لكنه بدأ بالتهيؤ للمقاومة المسلحة ضد القوات الأميركية حصراً لا غيره في حال بقائها بعيد المدة المخصصة وهي 2011".وقرر الصدر تجميد"جيش المهدي"عام 2007 على خلفية أحداث زيارة النصف من شعبان التي جرت في نهاية شهر آب الماضي من العام نفسه والتي جرى خلالها الاعتداء على عتبات كربلاء المقدسة وذهاب الكثير من زوارها ضحايا.وبحسب اتفاق موقع بين بغداد وواشنطن فإن الأخيرة ستتواجد قواتها في العراق للسنة الأخيرة ضمن انسحاب يجري العمل عليه منذ ثلاث سنوات.إلا أن نائب الرئيس الأميركي جو بايدن قد المح عند زيارته إلى العراق في الثالث عشر من شهر شباط الماضي إلى إمكانية بقاء قوات بلاده في العراق لفترة أطول بالرغم من تأكيده التزام حكومة بلاده بالاتفاقية الأمنية.في حين أشارت وزارة الدفاع الأمريكية"البنتاغون"قبل أيام إلى أن الولايات المتحدة لا تعتزم إعادة النظر في الجدول الزمني المحدد لانسحاب قواتها من العراق والمقرر أن ينتهي بحلول نهاية العام الحالي.ويعتقد البعض أن التيار الصدري داعم أساسي لحكومة نوري المالكي، بعد أن أبرم الجانبان صفقة تعهد المالكي بموجبها منح الصدريين مناصب حكومية رفيعة فضلا عن الإفراج عن معتقليهم، إلا أن الأعرجي أكد على أن"المناصب التي تحصل عليها التيار الصدري قليلة"، مستدركا كلامه بالقول"لدينا أكثر من أربعين مقعدا نيابيا وسنصوت على خروج الاحتلال وعدم تمديد بقائه إن طُلب ذلك".