فالح الحمرانيترددت الأنباء في موسكو وطهران عن استكمال بناء أول محطة كهروذرية للطاقة النووية في إيران. ومن المتوقع أن يتم في وقت لاحق هذا العام إطلاق عمل محطة بوشهر للطاقة النووية التي تقع على الخليج والقريبة جدا من العراق. و جعلت الكارثة في اليابان الكثير من الخبراء النوويين ينظرون للبرنامج النووي الإيراني من زاوية مستوى الضمانات الأمنية المتوفرة له، و يدعون الى عدم حصر المخاوف فقط من أبعاده العسكرية. وثمة أسئلة عديدة لديهم بشأن المقاييس الأمنية التي تعتمدها إيران ببناء المنشآت النووية نظرا لما تشكله من أخطار على بلدان المنطقة وإيران نفسها.
وتقع محطة بوشهر باعتراف الخبراء في مكان خطر، لكون ان هذه المنطقة منطقة زلازل وهذه حقيقة معروفة، ففي إيران تحدث سنويا حوالي 4000 هزة أرضية". وكان زلزال قد وقع في بداية ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي بقوة 5.4 وفقا لمقاييس ريختر مركزه غير بعيد عن المحطة الكهروذرية في بوشهر. إضافة لذلك فان زلزلا وقع عام 1969 كان قد دمر تماما القرية التي تقع مكانها اليوم المحطة الكهروذرية. ويعود سبب بناء المحطة في هذا المكان إلى كونها بعيدة عن المناطق السكنية الرئيسية في ايران وكذلك لتصريف المياه الملوثة في الخليج، ولكن المحطة بالنتيجة تقع قريبا جدا من المراكز السكنية الكبرى في جنوب العراق وبلدان الخليج العربية لاسيما البصرة والكويت العاصمة والدوحة. وثمة قناعات لدى المختصين بشؤون سلامة المنشآت النووية بان تعرض إيران زلزال بقوة 7 درجات سيسفر عن كارثة واسعة النطاق، وإذا ما تسربت الأشعة النووية في الخليج فإنها ستؤدي إلى كارثة بيئية اكثر فداحة من كارثة تشيرنوبل، معيدا الأذهان الى ان الشركة الروسية التي أقامت المحطة الكهروذرية بشير نوبل هي نفسها التي تبني الآن محطة بوشهر.وأشار تقرير معهد التحقيقات الاستراتيجية في لندن السنوي الى عدم توفير الجهات الايرانية الضمانات الأمنية الكافية للمنشآت النووية بالبلاد. وضرب التقرير مثلا لذلك بالمفاعل النووي في اراك العامل على الماء الثقيل، حيث لم تتمكن إيران من انتاج الهيكل المعدني اللازم لغلق محور ارتكاز المفاعل ولم تستطع استيراده من الخارج، إضافة إلى أن إنتاج إيران الوقود للمفاعل البحثي لا يخلو من الخطر. واكد التقرير بانه إذا ما قررت إيران أنتاج الوقود في مفاعل "داكويني" فان هذه ستكون عمليه انتاج خطرة، علما بان هذا المفاعل يقع عند أعلى نقطة في الخليج لذلك فثمة اسباب كثيرة تستدعي الشعور بالقلق من البرنامج النووي. ويرى بعض الخبراء الروس ان المفاعل النووي الإيراني في محطة بوشهر الكهروذرية يمكن ان يشكل خطرا لا يقل عن مفاعل محطة تشرونبيل الذي انفجر في ثمانينيات القرن الماضي وأسفر عن نتائج فادحة على المنطقة والدول المجاورة. وبرأيهم أن مثل هذا التطور يمكن ان يحدث بسبب الجهود الأمريكية الإسرائيلية الرامية لدس فايروس على غرار فايروس "ستو اكس نيت" في أجهزة الكمبيوتر التي تدير المحطة.ويلح الخبراء الروس على ضرورة تأجيل إطلاق عمل المحطة وفق الجدول الزمني الذي تصر عليه طهران.ونقلت مراكز تحليل روسية عن مصادر استخباراتية غربية ان العلماء النوويين الروس الذين ساعدوا إيران على استكمال بناء المحطة النووية في بوشهر يرون ان تأثيرات فايرس مثل "ستواكس نيت" يمكن ان تؤدي الى كارثة تكنولوجية مثيلة لكارثة محطة تشيرنوبل التي وقعت عام 1968.واعرب العلماء عن قلقهم البالغ من تداعيات الأضرار الفادحة التي ألحقها الفايروس مجهول الهوية بشبكة أجهزة الكمبيوتر والتي أشارت بعض المصادر الى وقوف أمريكا وإسرائيل وراءه..وإذا كان خطر السلاح النووي الإيراني على أمن العراق ومنطقة الخليج مسألة افتراضية نظرا لان قدرات طهران غير كافية بعد لإنتاجه، وان قوى عظمى تتصدى لها، فان خطر محطة بوشهر النووية الإيرانية أصبح فعليا ومحدقا بالجميع.والمسألة ليس فقط لان المحطة القريبة من شواطئ جميع الدول المطلة على الخليج، كائنة في بلد ليس لديها خبرة بإدارة مثل هذه التكنولوجيا الخطرة وعدم ثقتها بالآخرين للتعاون، بل الخطر يكمن في ان أشكال هذه المحطات كافة عرضة للمخاطر الطبيعية او بعامل الإنسان، وليس هناك من يضمن لها الامن100 %، وهذا ما تشهد عليه الانفجارات التي وقعت في محطات مشابهة في بلدان متطورة وذات خبرة، وكان أشهرها وأكثرها فداحة محطة تشيرنوبل في نهاية ثمانينات القرن الماضي والتي أعادت «إلى الأذهان اندلاع الحرائق في روسيا، فمازالت آثارها الخطرة ماثلة حتى الآن وتتجسد في تعرض الناس هناك لأمراض خبيثة وولادة اطفال مشوهين، ويخشى الناس من تناول محاصيل المنطقة الزراعية، علما ان تصميم محطة بوشهر يشبه الى حد كبير بناء محطة تشيرنوبل.لهذا السبب بالذات فان بعض الدول المتحضرة التي تحترم الحياة البشرية وتدافع عن صحة الإنسان الجسدية والنفسية تخلت عن فكرة المحطات النووية وفضلت المحطات الكهرومائية او التي تعمل على الوقود والشلالات.ومن يرى ان المحطة ستكون مصدر خير لإيران لانها ستزود مساحات واسعة مكتظة بالبشر والمصانع والحقول بالكهرباء الرخيصة، وأنها رمز التقدم واستخدام التكنولوجيا الراقية وتعطي دفعة قوية للاقتصاد، فانه يتناسى ان المحطة بنيت بأيد وعقول أجنبية ولكن بتمويل إيراني.ولكن حينما يرحل الأجنبي عن المحطة التي يعرف أسرارها فانه سيترك فراغا
هل تشكل محطة بوشهر بإيران خطراً نووياً على أمن العراق والخليج؟
نشر في: 11 إبريل, 2011: 05:47 م