كانت مفاجأة مثيرة للعميد مدير مكافحة الإرهاب وهو يتلقى معلومات مهمة وموثقة تقود إلى القبض على إرهابي صادرة بحقه أوامر قبض عدة لجرائم إرهابية ... المثير أن الإنسان الذي قدم هذه المعلومات لجهاز مكافحة الإرهاب هو اقرب الناس للمجرم الإرهابي الهارب ... هي زوجته ورفيقة كفاحه طوال 12 سنة زواج ... ولكن ما الذي دفع الزوجة لهذه الخطوة غير المسبوقة ... ولماذا ابتسمت الزوجة بسعادة حينما شعرت بأن القبض على زوجها أصبح وشيكا ... أسرار ومفاجآت كانت في ملف قضية اكبر إرهابي قتل وذبح وفر هاربا خارج القطر!
فتش عن المرأة
حكمة قديمة استخدمها رجال الشرطة في تفسير أي جريمة غامضة... هذه الحكمة كانت في حملها من المعلومات التي أعطتها الزوجة (ل) الى أجهزة مكافحة الإرهاب ... المعلومات كانت شديدة الغرابة ... فالزوجة من المفترض أن تكون (غطاء وستراً) على زوجها ... كاتمة أسراره .. ورفيقة عمره ! الأمر اختلف مع (ل) ... كانت أشبه بالصياد الذي ألقى الشباك لتسقط الفريسة .. وتسهل اصطيادها .. بالفعل فعلتها مع زوجها ... الغيرة والرغبة في رد الصفعة لزوجها هي من الأسباب التي دفعتها لذلك ! وآه من المرأة حينما تكره بعد حب طويل .. تكون شديدة العنف والشراسة .. تنتقم فورا حتى تثأر لكرامتها ... وغريزتها الأنثوية وهذا ما فعلته الحسناء الشابة التي فتحت النار على زوجها وأصابته بضربة قاتلة في القلب ! (يستحق الإعدام ... ألف مرة ) هكذا قالت (ل) لمدير شعبة مكافحة الإرهاب وقدمت له كافة المعلومات التي تدين زوجها وتقدمه إلى المحاكمة .. بادرت الزوجة في حديثها للمدير قائلة : زوجي في سنوات الزواج التي قضيتها معه .. نسي أطفاله الذين تركهم بلا رعاية ولا مورد رزق بعد أن انساق وراء أهوائه وأحب امرأة أخرى وسافر معها الى سوريا بعد ان تزوجها ! لم تفلح محاولاتي في إعادته الى صوابه ومنزله ... وأسرته .. تغير تماما .. لم يعد (و) الذي أحببته وضحيتُ من اجله كثيرا ... كدت ان يلقي القبض علي في إحدى المرات بسببه حينما جعلني احمل حقيبة يدوية بها أجهزة تفجير دون ان اعرف محتوياتها ... ولكنني والحمد لله تداركت الأمر في الوقت المناسب وقبل ان يفتش ضابط السيطرة الحقيبة ألقيت بها في حاوية القمامة القريبة من السيارة ! الزوجة كانت تحمل الكثير من المعلومات عن زوجها وأعماله الإرهابية ... ولم تتردد في الإفصاح عنها عندما تحولت النيران المستعرة في قلبها إلى طلقات ترميها في قلب الزوج الذي أصبح يمثل لها الشيطان بعينه ... كانت تتمنى ان تراه وأجهزة المكافحة تقبض عليه قبل ان يهرب الى سوريا ... قصة وقضايا الزوج الإجرامية ... بدأت منذ سنوات .. حينما ضبطته أجهزة الشرطة وبحوزته أسلحة نارية كان يستعد لنقلها الى الرمادي ... أحيل الى المحكمة ... ولكن المحكمة أطلقت سراحه لعدم وجود الأسلحة حيث استولى عليها احد الضباط ! لم تمض شهور حتى تم القبض عليه مرة اخرى من قبل إحدى سيطرات الجيش بتهمة مراقبة ومداهمة احد دور المسؤولين في قضاء الشرقاط ... ولكنه دفع رشوة وأطلق سراحه بعد ذلك ... وبعد ان ضيقت أجهزة المكافحة والشرطة الرقابة عليه هرب إلى سوريا بجواز سفر مزور ! بعد ان اعترفت عليه مجموعة إرهابية بانه كان يقودها ويشرف على عملياتها وانه أمير المجموعة ! ولم تمض شهور حتى أصدرت احدى المحاكم حكما بالسجن عليه غيابيا لمدة 20 سنة ! خلال فترة المحاكمة كانت زوجته تصرف على أتعاب المحامي الذي وكلته للدفاع عنه حيث باعت جميع حليها الذهبية لتنفق على أتعاب المحاماة ! وعندما هرب (و) الى سوريا ... انتظرت (ل) ان يرد لها الجميل ... ولكنها لم تحصل منه على كلمة شكر واحدة ... بل وبدأت (ل) تشم رائحة امرأة اخرى في حياة زوجها ... كانت تتمنى ان تكون هذه الأحاسيس وهمية .. ولكنها كانت صادقة ... تعرف زوجها بسيدة في الموصل لم تكن أكثر جمالا منها ... حاولت كثيرا أن تثني زوجها عن هذه التصرفات ... لكن زوجها (و) أصم أذنيه عن كلماتها ... لم ير أمامه سوى (ف) الزوجة الجديدة التي اقتحمت حياته بقوة ... بعد أشهر تزوج (و) من (ف) ... ولكن مشاكل (ل) لم تتوقف عن هذا الحد ... بدأ زوجها بالامتناع عن تقديم المصرف لها ولأطفالها ..
هروب الإرهابي
فوجئت (ل) بهروب زوجها إلى سوريا مع زوجته الثانية .. هكذا وبدون مقدمات تركها .. وحينما تأكدت الزوجة من هذا الخبر بدأت تعد العدة للانتقام من زوجها توجهت إلى مدير شعبة مكافحة الإرهاب وقدمت له المعلومات والصور عن زوجها وتحركاته السابقة في عالم الجريمة وما يقوم به الآن في تجنيد الانتحاريين وإرسالهم الى داخل العراق ... التقيت بالزوجة في مبنى مكافحة الإرهاب حيث أكملت حديثها معي قائلة: لم أتخيل لحظة أنني سأصبح عدوة لزوجي والد أبنائي .. ولكنه هو كان البادئ ... وعليه ان يتحمل تبعات أعماله .. سأطالب بحقي وحق أطفالي حتى آخر لحظة من حياتي ... إلقاء القبض على (و) سيرد لي الكثير من حقوقي ... انا صاحبة الدور الأكبر في إخراجه من التوقيف عندما قبض عليه ولكن الآن سأرد له الصفعة ! بذلت جهوداً كثيرة في الحصول على معلومات مهمة عن عنوان تواجده في سوريا والمعسكرات التي يختلي فيها مع جماعات القاعدة ... ويدربهم ويرسلهم لتنفيذ العمليات ... جمعت هذه المعلومات وبالصور قدمتها إلى المديرية حتى أسهل عليهم القبض عليه قبل تنفيذ جرائمه مرة اخرى بحق أبناء شعبي ... كدت ادخل السجن وأصبح إرهابية بسببه حينما وضع حقيبة العبوات اللاصقة مع حليب اطفالي بدون ان اعلم ! ... كان يريد تضليل السيطرات والشرطة ... لم يفكر بمصيري ومصير أولادي الصغار حينما ادخل السجن واتركهم في الشارع ! زوجي تزوج بأخرى سهلت أمره بالهروب إلى سوريا ... أشقاؤها من أرباب السوابق وعملوا مع فلول القاعدة ... ويعلم الله كم أكابر في سبيل إيجاد مصرف البيت لي ولأطفالي الصغار ! في الوقت الذي هو يخطط لقتل الأطفال والنساء بدون رحمة ولا شفقه ! أنهت (ل) حديثها معي ... وتركت المعلومات الموثقة بالصور أمام مدير مكتب مكافحة الإرهاب الذي بدأ يتابع إجراءات القبض عليه مع السلطات العليا في الوزارة ومع القضاء العراقي!