 السومرية نيوز/ دهوك  أحيت محافظة دهوك بإقليم كردستان العراق،  امس الاول الأحد، اليوم العالمي للغجر، فيما دعا ممثل الغجر بالاقليم الحكومة الى الاهتمام بالتراث الغجري وإنقاذه من الاندثار، مؤكداً كذلك وجود استعدادات لتأسيس منظمة نسوية للدفاع عن حقوق الغجريات في دهوك.وقال ممثل الغجر في إقليم كردستان يونس زاهر بيرو لـ"السومرية نيوز"، إن "المجتمع الغجري في إقليم كردستان يملك تراثاً ضخماً بالامكان الاستفادة منه للإسهام في إغناء الثقافة والتراث الكردستانيين، وأن هذا التراث مهدد بالإندثار بسبب الإهمال وعدم توثيقه"، داعياً الجهات المعنية "بضرورة الاهتمام به وانقاذه من الضياع".
وأضاف بيرو أنه "قدم مقترحا للجهات المعنية بإنشاء متحف خاص بالتراث الغجري في المنطقة،لإحياء الفن والثقافة والتراث الغجري"، لافتاً إلى أن "الغجر يتمتعون بتراث غني مثل الأغاني والحكايات والأساطير فضلا عن الأزياء و الأعمال اليدوية والأكلات الخاصة بهم".وأوضح أن "غجر كردستان تمكنوا من إيجاد علاقات مع الغجر الأوربيين وهم يعلمون حالياً في مجال التبادل الثقافي مع غجر دولة السويد"، مبيناً أن "وفداً منهم سيزور السويد خلال الفترة المقبلة لتطوير العلاقات بين الجانبين".وشهد مجمع آدار السكني الخاص بالغجر ويقع بجنوب دهوك يوم الجمعة الماضي، احتفالات فنية وثقافية احتفاء باليوم العالمي للغجر تخللت الاحتفالية نشاطات ثقافية وفنية خاصة بالغجر. وكانت الأمم المتحدة أعلنت في العام1992اختيارها يوم 8 نيسان من كل عم يوماً عالمياً للغجر بناء على اقتراح المنظمة الدولية الغجرية" اتحاد رومانو"، فيما يقدر عدد الغجر في البلدان الأوربية بنحو10،ملايين نسمة وتقطن أكبر أقلية غجرية في بلغاريا. وعلى جانب آخر، أشار ممثل الغجر في إقليم كردستان إلى أن "الاستعدادات تجري حالياً لتأسيس منظمة خاصة بالنساء الغجريات في دهوك"، مبيناً أن "المنظمة تهدف تفعيل الحركة النسوية بين الغجريات ورفع الوعي الاجتماعي والثقافي بينهن". ولفت الى أنه "تم تقديم الطلب إلى الجهات المعنية مؤخراً للموافقة لإقامة هذه المنظمة الخاصة بالنسوة الغجريات والتي تعد الأول من نوعها في منطقة الشرق الأوسط"، على حد تعبيره. وأضاف بيرو أن "أوضاع الغجر في دهوك شهدت تحسناً ملحوظاً خلال الأعوام الماضية، ما أدى إلى تغيير إيجابي في المجتمع الغجري في المنطقة"، مبيناً أن "تلك التطورات جاءت نتيجة اهتمام حكومة الإقليم بتحسين أوضاعهم".ويشرف المجتمع الغجري في مدينة دهوك، نحو 460 كم شمال بغداد، على التخلي عن خصائصه التي يعرف بها لا سيما ميله الى الترحل بشكل مستمر، إذ تستقر نحو 264 أسرة غجرية في مجمع أدار السكني، 10كم جنوب دهوك، الذي أنشأته حكومة الإقليم عام 2008، واستطاعت تلك الأسر الاندماج والتأقلم مع أسلوب الاستقرار مما أدى إلى إحداث تغيير ملحوظ في نمط معيشتها. ويطلق على الغجر في دهوك  تسمية "القرج" وهي كلمة تركية الأصل وتعني "بيت الشعر" في إشارة إلى ترحالهم الدائم وعيشهم في بيوت الشعر، لكنهم يحبذون تسميتهم  بـ"هوستا" أي المهني أو المحترف، ويعرف الغجر بممارستهم مهناً وحرفاً عدة أبرزها الصناعات اليدوية كصناعة الغرابيل والسلال والحدادة والأواني الخشبية وبعض الآلات الموسيقية، فضلاً عن أدائهم الفني المتميز في الحفلات والمناسبات.