TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > حالة ثورية

حالة ثورية

نشر في: 12 إبريل, 2011: 05:05 م

فريدة النقاشوعي عميق بضرورة اليقظة الثورية هو ما يلهم شباب 25 يناير وينظمهم لمواصلة التظاهر كل يوم جمعة، مع الإصرار علي الشعار الذي انطلق العمل الثوري منذ اللحظة الأولى في ظله وهو «سلمية .. سلمية». وهذه اليقظة هي التي حمت شباب يناير حتى الآن من الوقوع من فخ الصراع الجانبي مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة بما يهدد العلاقة الرائعة بين الجيش والشعب، ويكشف صور التآمر عليها من قبل عناصر الثورة المضادة وبقايا الحزب الوطني المسعورة لاستعادة السلطة.
 ويؤجج هذا الوعي الشعبي جنبا إلى جنب الواقع الاجتماعي الاقتصادي الذي لم يتغير حالة ثورية نموذجية، حيث ترفض الملايين العيش وفقا للنظام القديم الذي يواصل العيش، كما تعجز الطبقات الحاكمة عن إدارة الحكم بالطرق القديمة التي تتشبث بالبقاء، بينما يتواصل النهوض العارم في فعالية الجماهير الاجتماعية والسياسية. وأبرز مثالين على هذا النهوض: المشاركة الواسعة وغير المسبوقة للملايين في الاستفتاء على التعديلات الدستورية من جهة، واستجابة الملايين أيضا لدعوة التظاهر في كل أنحاء الجمهورية يوم الجمعة من كل أسبوع.وسوف تواصل هذه الحالة الثورية النمو كلما تباطأ كل من المجلس الثوري والحكومة في إنجاز الوعود التي اطلقوها استجابة لمطالب الثورة. قال «محمد مصطفى» وهو عضو في اتحاد شباب الثورة في واحد من اللقاءات الكثيرة التي نظموها لعرض وجهة نظرهم «إن النظام السابق يراهن على إنهاء الزخم الثوري من خلال مؤسسات الظاهر فيها أنها مع الثورة، والباطن غير ذلك، وفقط لتحقيق أهدافهم الخاصة والتصالح مع الحزب الوطني، وأزعم أن ما يحدث هو تواطؤ وليس تباطؤا في ظل وجود الصفوف الثانية والثالثة للفساد».. وهذه إشارة لأن مطلب التطهير هو جدي وجذري.ويدرك شباب الثورة جيدا أنهم لم يكونوا وحدهم في الساحة الثورية ولم ينشأوا في الفراغ، وأن الأحزاب والجماهير الغفيرة التي مهدت للثورة عبر سلسلة طويلة من الإضرابات والاعتصامات والاحتجاجات هي التي لعبت دور الآلة التي حطمت نظام مبارك وأطاحت برأس النظام، كما أنها هي الصانع الواعي لأشكال الحياة الجديدة المرتقبة والتي لاتزال تكافح من أجلها، لكنها لم تستطع بعد أن أزاحت الرئيس وبعض أعوانه أن تغير سلطة الدولة كلية، ومن ثم تستخدمها لإعادة تنظيم المجتمع ودفعه إلى طريق التقدم، بتغيير العلاقات الاجتماعية القائمة على الاستغلال لبنائها من جديد على أساس من المساواة والعدالة والمواطنة واحترام الكرامة الإنسانية. وفّرت الثورة الثقافية وعنوانها كلاً من الوعي الجديد وثورة الاتصال بشبكتها العنكبوتية وآليات التواصل الاجتماعي التي انتجتها.. وفرت المقدمات الضرورية للثورة السياسية، وتحولت الثقافة إلى سياسة وما زالت الثقافة والسياسة تتبادلان الفعالية في الحالة المصرية والتي تسير شعوب عربية كثيرة على خطاها مستخدمة أدوات العصر الجديد لتغيير حياتها.وسوف تغتني الثقافة الجديدة ثورية الطابع إلى ما لا حد له من هذه الحالة، ويولد مثقفون جدد من صفوف الجماهير - صانعة الثورة ووقودها- مع إعادة تكوين المثقفين الذين نشأوا في ظل النظام السابق سواء كانوا قد قاوموه أو استكانوا له أو حتى مالأوه.ولما كانت الثورة تعمل على إظهار كل ما هو جميل وكل ما هو قبيح في سلوك الناس وحياتهم ليتصارع الجميل والقبيح حول مضمون الحياة الجديدة، فإنه كلما حققت الجماهير نصرا أزاحت القبح وحاصرته وأشاعت نمطا جديدا من الحياة والأخلاق والسلوك مقتربة شيئا فشيئا من المثل العليا في التضامن وإنكار الذات والانحراط في الإبداع الجماعي للحلول والحفاظ علي الملكية العامة وإشاعة الديمقراطية في إدارتها وعدم السكوت على الظلم والسعي بكل قوة لإطاحة الاستغلال على المدى الطويل.. وبصرف النظر عن التقلبات وأشكال الخداع والتلاعب سوف تظل هذه الحالة الثورية ملهمة للملايين ترعى يقظتها وتطلعها المشروع لحياة جديدة أساسها العدل والمساواة والكرامة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram