TOP

جريدة المدى > اقتصاد > اقتصاديون: الفوسفات والكبريت والغاز .. كنوز حبيسة يجب استغلالها لإثراء الموازنة الاتحادية

اقتصاديون: الفوسفات والكبريت والغاز .. كنوز حبيسة يجب استغلالها لإثراء الموازنة الاتحادية

نشر في: 16 ديسمبر, 2012: 08:00 م

اعتماد الموازنات السنوية للعراق على واردات النفط فقط، عُرف اعتاد عليه البلد منذ سنوات طويلة، رغم ما يمتلكه من ثروات طبيعية كبيرة كامنة تحت باطن الارض وقطاعات اقتصادية حيوية.

جدد عدد من النواب والخبراء الاقتصاديين دعوات تنويع إيرادات الدولة المالية من خلال استثمار معادن الفوسفات والكبريت، فضلاً عن استثمار الغاز الطبيعي، محذرين من بقاء الاعتماد على الإيرادات النفطية في بناء الموازنة العامة، لتجنب وقوع مشاكل محتملة على الاقتصاد الوطني.

عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النائب عن /ائتلاف العراقية/ نورة البجاري، شددت على ضرورة تنويع ايرادات الدولة المالية وعدم الاعتماد على النفط من خلال استثمار ثروات الكبريت والفوسفات لتجنب حدوث مشاكل اقتصادية محتملة.

وقالت البجاري: إن العراق يتمتع بثروات طبيعية كبيرة غير مستثمرة كالكبريت والفوسفات، ويمكن استغلالها لتجنب ازمات اقتصادية محتملة، كانخفاض أسعار النفط العالمية أو منع تصدير النفط في حال اغلاق مضيق هرمز.

وأضافت: على الحكومة ان تفكر بكيفية الخروج من الايرادات المالية الأحادية الريعية المعتمدة على مبيعات النفط لتنويع موارد الدخل القومي للبلد، ولا يمكن أن يبقى الاقتصاد الوطني متأثراً بتقلبات أسعار النفط العالمية.

وذكرت: يجب وضع خطة اقتصادية شاملة وواضحة تتضمن كيفية استثمار الموارد الطبيعية وتفعيل القطاعين الزراعي والصناعي وتوفير كل احتياجاتهم وتطبيق التعريفة الجمركية وفرض الضرائب، فهذه كلها ستوفر مبالغ إضافية الى خزينة الدولة وتجعل الاقتصاد الوطني متين ولا يتأثر بكل الأزمات.

وعلى الرغم من اكتشاف الكبريت في العراق منذ خمسينيات القرن الماضي، إلا أن العمل على استثمار مكامنه الكبيرة قد تأخر كثيراً فقد ظل استثماره مقتصراً على عزل الكبريت المصاحب للنفط في معمل استخلاص الكبريت في كركوك وبطاقة (150) ألف طن سنوياً، أما احتياطاته الكبيرة في المشراق جنوبي الموصل، بينما الفوسفات يعد من المعادن التي لها اهمية بالغة في صناعات الاسمدة المركبة الثنائية والثلاثية، و بعد أن تبين وجود احتياطات ضخمة من الصخور الحاوية على الفوسفات في منطقة عكاشات في الصحراء الغربية في محافظة الأنبار، بدأ العمل منتصف السبعينات على استثمارها، فأنشئ في منطقة عكاشات معمل لاستثمار (5, 3 ) مليون طن من الصخور الحاوية على الفوسفات لإنتاج (1) مليون طن من الفوسفات النقية.

أما مقرر لجنة الاقتصاد والاستثمار النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية محما خليل فأكد: أهمية تعزيز موارد الدخل القومي في بناء الموازنة الاتحادية من خلال استثمار الثروات الطبيعية وتفعيل القطاعات الإنتاجية الاقتصادية.

وقال خليل: إن العراق يمتلك إمكانيات ومقومات اقتصادية كبيرة وطاقات كامنة موجودة تحت باطن الأرض، ما زالت غير مستثمرة كالكبريت والفوسفات وغيرها.

وأضاف: أن تفعيل القطاعين الصناعي والزراعي مهم لتعزيز نشاط الاقتصاد الوطني، وسد الحاجة المحلية من المنتجات الزراعية والصناعية، فضلاً عن تعزيز دور الاستثمار الذي ما زال نموه بطيئاً في البلد.

بينما حذر الخبير الاقتصادي جليل الربيعي، من استمرار الاعتماد على الايراد النفطي في بناء الموازنة العامة والاقتصاد الوطني، داعياً الى ضرورة تنويع مصادر الايرادات عن طريق تفعيل القطاعات الاقتصادية الحيوية.

وأوضح الربيعي: في حال بقاء الاقتصاد الوطني والموازنة العامة معتمدان على الايرادات المتحققة من النفط سيشكل خطورة كبيرة في البلد، لأن ذلك سيؤدي إلى الركود وبطء في نمو الاقتصاد.

وتابع: يجب تنويع موارد الدخل القومي من خلال تفعيل القطاعات الحيوية كالصناعية والزراعية والسياحية، داعياً الى عدم الاعتماد على النفط لان المنطقة المحيطة بالعراق تعيش حالة من التوترات السياسية والتهديدات الدولية التي ربما تؤدي الى اغلاق مضيق هرمز ما ستؤدي الى كارثة اقتصادية في البلد.

وتشكل الايرادات النفطية نسبة 95 بالمئة من مجمل الموازنة العامة الاتحادية بحسب تقديرات الخبراء والمختصين بالشأن الاقتصادي.

من جهته، قال الخبير الإستراتيجي سلام القريشي: إن العراق يمتلك معامل صناعية ضخمة تفعيلها والاستفادة من منتجاتها لسد الحاجة المحلية ولتصدير الفائض منه للخارج كمعامل البتروكيمياويات والاسمنت في البصرة ومعمل السكر في ميسان، ما سيعزز من إيرادات الدولة المالية.

وذهب إلى أن هذه المعامل تعد من أكبر المعامل في الشرق الأوسط حيث ان الاعتناء بها سيعزز من موارد الدخل القومي للبلد.

يذكر أن شركة البتروكيماويات، التي تقع في الجانب الشرقي من ناحية خور الزبير في البصرة، تعد من أكبر الشركات التابعة لوزارة الصناعة والمعادن جنوب العراق، حيث يعمل فيها 4685 موظفا، غالبيتهم من المهندسين والفنيين، وتم بناء 7 معامل ضمن الشركة عام 1977 من قبل 5 شركات أميركية، وتنتج الشركة عدداً من المواد الكيماوية كالكلور والأولية التي تدخل في صناعة المواد البلاستيكية وبخاصة الحبيبات البلاستيكية ذات الكثافة المنخفضة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يقلص صادراته النفطية واستهلاكه المحلي
اقتصاد

العراق يقلص صادراته النفطية واستهلاكه المحلي

بغداد/ المدى أعلنت وزارة النفط، اليوم الجمعة، تخفيض وتقليص صادرات العراق من النفط الخام وتقليل استهلاكه المحلي. وذكرت الوزارة في بيان، تلقته (المدى)،: "تماشياً مع التزام جمهورية العراق بقرارات منظمة أوبك والدول المتحالفة ضمن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram