بغداد/ فراس القيسيالسياسة العراقية الخارجية في مواجهة أزمة جديدة بسبب تبني عدد من النواب مواقف متضاربة حيال ما يجري في منطقة الشرق الأوسط. كما أن الحكومة العراقية وضعت نفسها على المحك في أوج أزمة البحرين التي تبنت قضيتها وتركت قضايا أخرى ما ولد حالة من الامتعاض لدى دول مجلس التعاون الخليجي
وهو ما قد ينتج عنه ردود فعل عكسية تجاه ملفات كانت الحكومات المتعاقبة حريصة على غلقها، قمة الأزمة تكمن في طلب دول مجلس التعاون الخليجي بتقديمها طلبا للجامعة العربية بإلغاء عقد القمة العربية في بغداد. الجامعة العربية، أكدت أمس أن طلب دول مجلس التعاون الخليجي إلغاء القمة العربية جاء بسبب موقف العراق من أحداث البحرين، متوقعة عقد اجتماع استثنائي لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ قرار أو للبت في طلب مجلس التعاون.وقالت مصادر مسؤولة في الجامعة إن "الطلب الذي قدمه مندوب الإمارات لدى الجامعة العربية السفير محمد الظاهري لإلغاء القمة العربية المزمع عقدها ببغداد جاء بسبب موقف العراق المؤيد للاحتجاجات المعارضة ضد الحكومة البحرينية".ممثل العراق الدائم لدى جامعة الدول العربية، نفى أمس الأربعاء، أن تكون دول مجلس التعاون الخليجي قد قدمت طلبا لإلغاء القمة العربية المزمع انعقادها في بغداد مطلع أيار المقبل. وقال قيس العزاوي "ينبغي أن تقدم دول مجلس التعاون الخليجي أو أحدى الدول مذكرة رسمية إلى جامعة الدول العربية تتضمن طلباً بالإلغاء أو التأجيل وجامعة الدول ستبلغنا بطبيعة الحال"، مشيراً إلى أن "ما تناقلته وسائل الإعلام يندرج في إطار نظرية الاحتمالات وهو مجرد حديث إعلامي ونحن لا نعمل بالاحتمالات ولكن نعمل على مذكرات رسمية". مضيفا أن "الجامعة لم تتلق أية مذكرة من أية جهة تتضمن طلباً بالتأجيل أو الإلغاء". وكانت القمة العربية قد تأجّلت خلال اجتماع لوزراء الخارجية العرب عقد في آذار الماضي، إلى موعدٍ أقصاه 15 آيار القادم، على أن تُعقد في نفس موقعها. وجاء التأجيل بسبب الاضطرابات التي شهدتها عدة دول عربية. وكان وزير الخارجية، هوشيار زيباري، قد أكد في وقتٍ سابق من الأسبوع الحالي أنّ القمة العربية ستعقد في موعدها يومي العاشر والحادي عشر من المقبل، مشيراً إلى أن تكلفة تضييف القمة في بغداد بلغت نحو 450 مليون دولار. وبدأت بودار أزمة قوية بين دول الخليج والعراق، بعد أن تقدم مجلس التعاون الخليجي بطلب رسمي للجامعة العربية لتأجيل القمة العربية الـ23، والمقررة في بغداد في الشهر المقبل، وقالت مصادر إن هذا القرار تم الاتفاق عليه خلال اجتماع مجلس التعاون الخليجي على مستوى وزراء الخارجية الاثنين الماضي.وعلمت مصادر أن الجامعة العربية تقوم بدراسة الموقف لتبدأ اتصالاتها بدولها الأعضاء في إطار الطلب الخليجي الذي تم تقديمه أمس الأول، الثلاثاء، والذي كشف عنه وزير الخارجية البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، وتتم هذه الاتصالات بتكتم شديد في محاولة لاحتواء الأزمة بين العراق ودول الخليج، حيث إنه حتى الآن هناك إصرار عراقي على عقد القمة في موعدها ببغداد. وفي حين أن الشيخ خالد ذكر أن مجلس التعاون الخليجي طلب في رسالة إلى الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إلغاء القمة العربية المقررة في العراق، ولم يذكر سبباً للطلب، إلا أن المصادر أكدت أن هذا القرار يأتي كرد فعل مباشر على انتقاد العراق اللاذع للبحرين على مواجهاتها العنيفة للمتظاهرين هناك.
الجامعة العربية: إما إلغاء القمة نهائياً.. أو حرمان بغداد منها
نشر في: 13 إبريل, 2011: 11:04 م