البصرة / متابعة المدى انطلقت في محافظة البصرة، أمس الخميس، فعاليات مهرجان المربد الشعري الثامن بمشاركة أكثر من 300 شاعر وناقد من جميع المحافظات العراقية، وعدد من الشعراء العرب والأجانب، في حين أكد اتحاد الأدباء أن ابرز ما يميز الدورة الحالية للمهرجان عدم تدخل وزارة الثقافة في تنظيمها بعد تقليصها ميزانية الدورة إلى 150 مليون دينار، اعتبر المشاركون المهرجان فرصة لتواصل الشعراء.
من جانبه قال فوزي الاتروشي  وكيل وزارة الثقافة في كلمة افتتح بها المهرجان الى النهوض بالثقافة العراقية من خلال الدعم الجاد للمثقف العراقي وتعزيز مفاهيم الديمقراطية في العراق الجديد . وقال رئيس اتحاد الأدباء العراقيين في البصرة كريم جخيور في حديث صحفي  إن "فعاليات مهرجان المربد الشعري الثامن انطلقت، امس، في محافظة البصرة بمشاركة أكثر من 300 شاعر وناقد من جميع المحافظات العراقية وعدد من الشعراء العرب وشاعر أجنبي من الدنمارك"، مبينا أن "المهرجان سيستمر لمدة ثلاثة ايام".وأضاف جخيور أن "المهرجان يتضمن عقد ثلاث جلسات للقراءات الشعرية وثلاث جلسات نقدية واحدة منها حول الرواية والشعر وأخرى تتناول المنجز الإبداعي للشاعر العراقي مظفر النواب الذي اقترنت الدورة باسمه بعد أن اقترنت الدورة السابقة باسم الشاعر بلند الحيدري"، مشيرا إلى أن "ابرز ما يميز الدورة الحالية للمهرجان هو عدم تدخل وزارة الثقافة في تنظيمها بعد تولي اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين تنظيمها بشكل كامل".وتابع جخيور أن "وزارة الثقافة قلصت دعمها للمهرجان إلى 150 مليون دينار عراقي بعد أن كان 250 مليون دينار خلال العام الماضي 2010"، لافتا إلى أن "حكومة البصرة المحلية تعهدت بدعم المهرجان بـ15 مليون دينار لكننا لم نتسلم المبلغ بعد . من جانبه قال الناطق الإعلامي لاتحاد أدباء وكتاب البصرة الشاعر عبد السادة البصري إن المهرجان سيحمل اسم الشاعر مظفر النواب وسيضّيف الشاعر المعاصر (شيركو بي كه س) ليكون الشاعر المحتفى به هذا العام تعزيزاً لقيم الثقافة الوطنية العراقية، وإيماناً بالمنجز الشعري العميق لهذا الشاعر المتميز الذي قدم منجزاً يستحق الدراسة والبحث، حيث ستخصص محاور بحثية ودراسية لأعمال الشاعر يسهم فيها عدد من النقاد.  ويستضّيف المهرجان أكثر من 175 شخصية أدبية وثقافية من داخل العراق، إضافة إلى 30 شخصية عربية وأجنبية، فضلا عن مشاركة وفد أدبي خاص من دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيتضمن المهرجان إقامة معرض للكتاب، ومعارض فوتوغرافية، وتشكيل شخصية وجماعية، إضافة إلى أن الفرقة السيمفونية الوطنية ستقدم عرضاً فنياً مسائياً، وهناك العديد من الفعاليات التي ستقدمها فرق الفنون الشعبية داخل المدينة. واعرب البصري عن أمله أن تكون دورة هذا العام إضافة حقيقية في مسيرة هذا المهرجان العتيد، بعد ان لاحظ الجميع التطور الكبير الذي شهده المهرجان طيلة الدورات السابقة، بخاصة الدورة الأخيرة في العام الفائت التي شهدت مشاركة شعراء من أمريكا والسويد وإسبانيا وتركيا، وسوريا وعمان والمغرب ، متمنيا أن تكون دورة هذا العام خطوة أخرى لتعزيز مكانة الحدث الثقافي البارز. يشار إلى أن أول مهرجان مربد انطلق في الأول من نيسان أبريل عام 1971، وجرت العادة أن يقام في العاصمة بغداد لكن بعد سقوط النظام السابق نقل الى البصرة لانها تمثل موقعه التأريخي، وبلغت دورات المهرجان 18 دورة سنوية لغاية عام 2002، قبل أن يتم إلغاء تسلسلها في العام 2003، حيث أعلنت وزارة الثقافة في العام 2004 عن شروعها بتطبيق تسلسل جديد لدورات المهرجان، وبذلك تكون الدورة الجديدة لعام 2011 هي الثامنة على التوالي.من جانبه قال الشاعر مظهر حسن من محافظة بابل إن "مهرجان المربد الشعري يوفر فرصة مثالية لتواصل الشعراء العراقيين مع بعضهم، والتعرف بعمق على المشهد الشعري العراقي، وطبيعة الإنجازات التي اكتسبها والتحديات التي يواجهها"،وأعتبر حسن في حديث لـ "السومرية نيوز"، أن "المهرجان لا يقتصر على القراءات الجلسات الشعرية والنقدية وانما يتضمن معارض تشكيلية وفوتوغرافية وفعاليات موسيقية منها لوحة فلكلورية راقصة، وعزف منفرد على العود، إضافة الى اوبريت بعنوان غريب على الخليج".يذكر أن المهرجان يستمد عنوانه من سوق المربد الذي كان يقع في قضاء الزبير في محافظة البصرة نحو 590 كم جنوب بغداد، وهو أشبه بسوق عكاظ قبل الإسلام، ولقد كان السوق مخصصاً لبيع الابل والبغال قبل ان يتحول خلال العصر الأموي الى ملتقى للشعراء والأدباء والنحاة الذين كانوا يجتمعون فيه وينظمون مناظرات شعرية وحلقات نقاشية وفكرية، وبخلاف الأسواق الأدبية الأخرى التي كانت مخصصة لأقوام الجزيرة والحجاز، كان سوق المربد متسعاً لأعراق مختلفة من فرس وصينيين وهنود وأقباط وعرب، ومن أبرز شعراء المربد جرير والفرزدق وبشار بن برد وأبو نواس، كما أن الجاحظ والكندي وسيبويه والأصمعي والفراهيدي كانوا من أشهر رواد السوق الذي تعرض إلى الاندثار منذ قرون