يوجد الكثير من الطاقات التدريبية العراقية المتميزة منتشرة في الكثير من البلدان، لكن هذه الطاقات التدريبية لم يتم منحها الفرصة محلياً لأسباب عدة لعل أبرزها افتقادها إلى التجربة مع الفرق المحلية كون بعض الظروف أجبرتها على الابتعاد عن الوطن.
ولنا في هذا المجال تجربة كادت تكون مميزة لولا أن بعض الظروف وقفت في طريقها ما جعلها تعود إلى من حيث أتت وأعني هنا مدرب نادي الميناء في بداية الموسم الماضي المغترب يونس القطان، حيث استطاع هذا المدرب أن يرسم أسلوباً متميزاً لفريق الميناء، فضلاً عن ذلك أنه حاول أن يفرض نظاماً احترافياً متقدماً على فريقه من خلال تجربته في العمل بالملاعب الأوروبية، إلا أن ما قدمه من أسلوب متطور لم يُعجب البعض حيث أرى كما يرى الكثيرون أن الكرة العراقية خسرت القطان في وقت كانت بأمس الحاجة إلى خدماته خصوصاً وأنه عايش الكثير من الفرق الأوروبية المتطورة ونهل منها الكثير من التجارب والعلوم الكروية.
إن فرقنا المحلية وبرغم أنها اتفقت مع مدربين يقودونها في الموسم الكروي الحالي، إلا أن الكثير منهم سيُبعدون عنها بعد أن بدأت حلقات المسلسل المعتاد رؤيته كل موسم وهذا المسلسل عنوانه" الإقالة والاستقالة" حيث تم بثّ حلقتين من حلقاته حتى الآن الحلقة الأولى شملت مدرب الطلبة خلف حسن، بينما الحلقة الثانية كانت من نصيب مدرب السليمانية خسرو كوران. ما يعني أن الساحة الكروية المحلية بحاجة ماسة إلى إعادة بعض الكفاءات التدريبية المتواجدة في الخارج، وقد رأينا كيف ربحت الكرة العراقية في الموسمين الماضي والحالي المدرب جمال علي الذي نجح مع الطلبة وحتى الآن يحقق نجاحات كبيرة مع دهوك.
من هذا المنطلق ومن باب التذكير أرى أن هناك مدرباً عراقياً جيداً، له تاريخ مشرف مع المنتخبات الوطنية كلاعب ويحمل شهادة أكاديمية، كذلك له تجارب تدريبية خارج العراق ناجحة ومنها تجربته مع فريق العربي القطري الذي عمل معه كمدرب مساعد لموسمين متتاليين وحقق معه نتائج جيدة وكانت إدارة النادي المذكور التي يتواجد فيها الخبير الكروي المعروف مؤيد البدري ترغب في إسناد مهمة تدريب فريقها له، إلا أنها في اللحظات الأخيرة كانت تبحث عن مدرب أجنبي لأسباب خاصة بها.
هذا المدرب الذي أقصده هو اللاعب الدولي السابق مهدي عبد الصاحب الذي عُرف كمهاجم كبير فرض نفسه في وقت كان المنتخب الوطني يعجُّ بالمهاجمين الكبار أمثال فلاح حسن وعلي كاظم وحسين سعيد واحمد صبحي وعلي حسين محمود، حيث يتواجد مهدي عبد الصاحب الآن في السويد وهو يحرص على أن يعمل في بلده بعد غياب طويل عنه، لأنه يمتلك مقومات المدرب الناجح من تاريخ جيد وشهادة أكاديمية وقدرة على القيادة ويمتلك الخبرة في تحليل المباريات ورسم الخطط، لذلك فأن أي فريق من الفرق المحلية يستطيع إعادة مهدي عبد الصاحب إلى الملاعب المحلية سيكون متفضلاً على الكرة العراقية، لأنه سيقدم لها مدرباً متميزاً يستطيع أن يصنع جيلاً يتعامل مع خطط اللعب الحديثة ووفق الأساليب الاحترافية السائدة في الكرة الأوروبية، لذلك نتمنى أن يُمنح هذا المدرب وكذلك بقية زملائه من المدربين الطامحين في العودة إلى بلدهم الفرصة في العمل بدلاً من أن يبقى يُقدم خدماته إلى فرق خارجية.
لهذا أتمنى على إدارات الأندية أن تفكر جيداً في كيفية إعادة مدربينا الذين يعملون في الخارج إلى ملاعبنا، لأنهم يمثلون مكسباً كبيراً للكرة العراقية برمتها.