اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > سعدي الحديثي فـي ملتقى الخميس الإبداعي.. بداوة الصحراء وهدير نهر الفرات

سعدي الحديثي فـي ملتقى الخميس الإبداعي.. بداوة الصحراء وهدير نهر الفرات

نشر في: 16 إبريل, 2011: 06:12 م

المدى الثقافي اليوم نحتفي بمبدع من طراز خاص،مبدع هبط ذات أنين بين حافتي نهر وصحراء ،كان أول ما تهادى الى سمعه هدير نهر يتردد صداه أنينا في عمق صحراء واسعة ،هذا الهدير الأنين لم يفارق مسامعه حتى هذه اللحظة ،ليحمله في حله وترحاله معرفا العالم بمعنى هدير نهر ليس ككل الأنهار، فهو نهر الله ،وانين صحراء ليست ككل الصحارى، انها صحراء العراق الممتلئة شجنا لا مثيل له.
بهذه الكلمات قدم الجلسة كاظم مرشد السلوم مشيرا الى عذوبة صوت د. سعدي الحديثي وقال : منذ ذلك الحين وهو يغني الفرات ومن يغني الفرات فهو يغني العراق بداهة ،فكلاهما رديف الخليقة والخير والحيرة الأبدية ،وكلاهما يكون هائما وجميلا ومبدعا او لا يكون .وتحدث الدكتور سعدي الحديثي عن البدايات التي أوصلته الى هذا الفن الفلكلوري الذي كانت حاضنته الأولى البداوة وقال :ان الصوت البشري هو آلة تجمع الأصوات كلها ،والآلات مسألة  حضرية ،يعني بعدما تكونت الحضارة والاستقرار اخترعوا  الآلات ،فالآلة مرحلة ثانية ،الإنسان بدأ  الغناء وحده بدون آلة  من خلال وجوده وحده ،ان  البدو لا يمتلكون الآلات ،البدو الذين يؤسسون كيانات كبيرة تكونت عندهم أدوات منها الربابة وهي صناعة مجتمع حضري .وأضاف عن ايام  السجن في (نقرة السلمان ): كنت دائما أغني وانا سعيد ،وحتى بين أهلي وأصدقائي  وانا في منتهى السعادة ،ولكن الأغاني التي أغنيها يتم تسجيلها من قبل الآخرين ولكنهم يتلاعبون بها ويحرفونها ،ان اتعب في ملاحقة المفردة والجملة البدوية واذهب الى عمق الصحراء في سبيل الحصول على جملة او أغنية أصيلة بنت البادية النقية ، ربما لم احصل على معلومة ابحث عنها لعدة سنوات ،وعندما بحثت عن عتابة (هبة هبوب الشمال وبردها شيني ) ربما طال البحث عنها عشر سنوات ،وأنا ازور المحافظات في تتبع الموروث البدوي  .وقد غنى الفنان الحديثي بعض الأغاني بمصاحبة عازف القانون جمال عبد العزيز .وأضاف حول الأغاني التي غناها الآخرون وكانت من ألحانه ومن بعضها هي ( كوم درجني وامش جدامي / ولا تخاف من أهلي ولا أعمامي / وهي أغنية بسيطة ريفية من مناطقنا وانا سمعتها من هيت وحديثة ومن مناطق مختلفة وكانت من أربعة مقاطع ألفّت منها مقطعين وأعطيتها للفنان إبراهيم العبد الله وكنت في حينها مدير الفنون الموسيقية وغناها ولكن بطريقة فيها بعض  الإبهام وقد سمعتها قبل شهر من المطرب ماجد  المهندس ،وقد أعطيت من قبل تسع أغان لرياض احمد وأغنية لسعدون جابر – كل الهله بحبيبي الجان ازعيلان – وسعدون جابر مطرب مهذب ودؤوب وعلى خلق .وقال أمين عام الاتحاد الأدباء  ألفريد سمعان ان سعدي الحديثي فنان مثقف بكل ما تحمل الكلمة من معنى، لقد عرفت ابن حديثة يتلقى العلم على ضفاف الفرات الجميل ثم درس في دار المعلمين وكلية الآداب ، ما يذكرني بسعدي وأنا كنت لا أعرفه إلا في سجن نقرة السلمان وكنا أكثر من ألفي سجين وكنا نلتقي على موائد الطعام – القصعة – وكان سعدي يغني فتتوقف الأيدي عن  الطعام ويبرد الأكل وكان يجيبه الشاعر مظفر النواب، وكانت هذه الواقعة تكاد تتكرر يومياً وكان السجناء سعداء بهذا وهم يستمعون الى مبدعين جميلين، وفي نفس الوقت يتغير جو السجن المشحون بالقهر في هذه الصحراء المقيتة ،وهذا وجه من أوجه الصمود الذي كان يعانيه السجناء في تلك الأيام العصيبة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram