في مثل هذا اليوم من عام 1969 توفي العلامة الدكتور مصطفى جواد عن خمس وستين سنة حافلة بالبحث والتتبع والتحقيق ، أسدى فيها إلى المكتبة العراقية الكثير مما هو جزيل وجليل .
ولد مصطفى جواد في بغداد عام 1904 في أسرة تركمانية الأصل نزحت من أنحاء كركوك ، وقضى طفولته وصباه في الخاص ، وتخرج في دار المعلمين الابتدائية ببغداد التي عاد واستقر بها ومارس التعليم ثم واصل دراسته العليا في فرنسا ( السوربون) وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ العباسي . عين بعدها أستاذا في دار المعلمين العالية (كلية التربية) فضلا عن وظائف علمية مرموقة . كما أصبح عضوا في العديد من المجامع العلمية العربية ، وهو من مؤسسي المجمع العلمي العراقي وانتخب نائبا لرئيسه (1953).
ولعل مصطفى جواد أشهر مؤرخ لأحداث العراق منذ العصر العباسي ، وآراؤه موضع اهتمام وتقدير القراء والباحثين ، فقد كان دقيقا في بحوثه تسعفه ذاكرة وقادة ومصادر نادرة ، ومن أطرف مباحثه ما يتعلق بالخطط القديمة لبغداد وما يقابلها في العهد الحديث ، وله فيها آراء جريئة وقيمة . وبقي متواصلا مع البحث والتتبع إلى النهاية ، فقد أصيب في منتصف الستينات بمرض قلبي أدى به إلى الوفاة في مثل هذا اليوم عام 1969 . ومن أعماله المشهورة كتابه في التصحيح اللغوي (قل ولا تقل ) ،وكتابه سيدات البلاط العباسي والمباحث اللغوية ، ومئات المقالات التاريخية واللغوية والأدبية والبلدانية جديرة بالجمع والتحقيق ، فضلا عن تحقيقه وإخراجه العديد من الكتب التراثية المهمة . وهو بعد ذلك شخصية محبوبة لدى جمهور واسع من العراقيين الذين أنسوا لأحاديثه الإذاعية و التلفزيونية .