اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > طب وعلوم > الصحف فـي زمن الانترنت

الصحف فـي زمن الانترنت

نشر في: 18 إبريل, 2011: 06:05 م

ترجمة: عادل العامل يقول فيليب ميْيَر: إن الأنترنت يدمّر نموذج عمل الصحف القديم بطريقتين . فهو ينقل المعلومات بكلفة صفر قابلة للتغيير ، الأمر الذي يعني أنه لا يواجه عوائق للنمو ، بخلاف الصحف ، التي عليها أن تدفع تكاليف الورق ، و الحبر ، و وسائل النقل بتناسبٍ مباشر مع عدد النسخ المنتَجة . و تكاليف الدخول إلى الأنترنت منخفضة . فكل مَن لديه كومبيوتر يمكنه أن يُصبح ناشراً ، كما أظهر مات دراج حين أذاع قصة مونيكا ليفينسكي في عام 1998و طلعت علينا مدوّنات لا تعد و لا تحصى بعدئذٍ . و فوائد الكلفة هذه تجعل من المناسب أو المعقول تكوين عمل تجاري من المعلومات العالية التخصص ، و هو اتجاه كان قائماً قبل الأنترنت .
و إذا عدنا إلى عام 1966 ،نجد أن عالم الاجتماع ريتشارد مَيسِل قد قدّم تقريراً عن ذلك في المؤتمر السنوي للاتحاد الأمريكي لبحوث الرأي العام في سوامبكوت ، بمسَشوسيتس . فقد كانت وسائل الإعلام المتخصصة تتمتع ، منذ الحرب العالمية الثانية ، بالنمو أكثر من وسائل الإعلام العامة . و كان ذلك صحيحاً عبر جميع البرامج . و كانت المجلات الفصلية ، بجماهيرها المحدودة ، أفضل أداءً من المجلات الشهرية ، والشهرية أفضل أداءً من الأسبوعية . و كانت صحف و مجلات الجماعات تنمو أكثر من تلك التي في العواصم . و كان التأثير ظاهراً للعيان حتى في مسرح نيو يورك . فإنتاجات غير برودوَي Off-Broadway ، بمسارحها الأصغر و مضمونها الأكثر تخصصاً ، كانت تنمو أكثر من تلك التي ببرودوَي . و قد قابلتْ صحف ما بعد الحرب تحدي التخصص بشكلٍ جيد نوعاً ما لفترة من الوقت . و صارت صحيفة العواصم فسيفساءً من المواد المستهدفة على نحوٍ ضيق . و كان القليلون يقرأون الصحيفة بكاملها ، لكن الكثيرين يقرأون الأجزاء التي تناشد اهتماماتهم المتخصصة .  و ما زلتُ أتذكر زميلاً من متدربي البحرية في عام 1953، حين كانت الحرب الكورية قائمةً . و كان يشتري الصحيفة بحماس كل يوم . و بدلاً من البحث عن أخبار الحرب ، كان يحل لغز الكلمات المتقاطعة ثم يرمي الصحيفة بعيداً . و كان يقول لي : " ألغاز الكلمات المتقاطعة ، ذلك ما تفلح فيه جميع الصحف " . و قد أكد تسويق الصحف منذئذٍ على الطرقٍ الكفيلة بإحسان انتقاء المواد المناسبة لفسيفساء مثل تلك الاهتمامات النوعية إلى درجة عالية . ويـــــــرى روبرت بيكارد ، و هو اقتصد وسائل إعلام ينظر إلى الصحف من منظور عالمي ، أنها تحاول أن تفعل الكثير جداً . و قال إن الصحف  " تظل توفر ( مائدةً من كل ما يستطيع المرء أن يأكله ) من المضمون ، و تظل تقلل من نوعية ذلك المضمون لأن ميزانياتها المالية أخف على نحوٍ مستمر . و هذا خيار غير معقول لأن جمهور القراء الأقل اهتماماً بالأخبار قد تخلّى الآن عن الصحيفة . "والصحف التي ستواصل البقاء مع قدرة الانترنت على مخاطبة جمهور معين ستفعل مثل هذا على وجه الاحتمال بنوعٍ ما من المضمون الهجين : تحليل ، و تفسير و نشر تقارير تحقيقية في إنتاجها المطبوع الذي يظهر بشكل أقل من اليومي ، بالاقتران مع تحديث updating مستمر و تفاعل من القراء على الشبكة .غير أن الوقت بالنسبة لهذه الستراتيجية يتضاءل إن لم يمر الآن . فسمة الانترنت الأقوى الآن أنه يشجع الابتكار المنخفض التكلفة ، و بإمكان أي واحد أن يتصرف كما يرى . و يخجلني أن أُقر بأن كتاب ( الصحيفة المتلاشية ) لا يتضمن أي ذكر لكريج نيومارك ، الذي يرى تقوية الحافز الشعبيّ الروح ، و الذي يدعوه أهل الأعمال بـ " المنافس السيىء " لأنه يظهر مهتماً بخدمة المجتمع من تكوين المال . و هو يكوّن المال بالفعل عن طريق زج أنواع جديدة من المستعملين ، لكن الجزء الكبير من خدماته مجّانٍ . فهو مثل هنري فورد الذي قام ، بعد تقديمه الـ Model T ، بتخفيض الأسعار ، و زيادة الأجور ، و التركيز على حصة السوق و ليس تصعيد الأرباح . إنني ما زلت أعتقد بأن أهم نتاج للصحيفة ، النتاج الأقل تعرضاً للتبديل ، هو تأثير الناس الذين تتوجه إليهم . و هي تكسب هذا التأثير من خلال كونها المصدر الموثوق به للأخبار ، و التحليلات و التقارير التحقيقية المنتَجة محلياً حول الشؤون العامة . و المعلومات عن هذه الشؤون و غيرها متوفرة بكثرة اليوم ، و بالتالي فنحن بحاجة اليوم إلى معلومات معالَجة كما حصل في الزراعة بالنسبة لبعض الأغذية . و المادة الخام لهذه العملية هي الصحافة القائمة على الشاهد أو الدليل evidence-based ، و هو ما لا ينتفع فيه المدوّنون bloggers . و ليس كل القرّاء يطلبون مثل هذه النوعية ، و إنما سيطلبه اللبّ المتعلم ، والقائد للرأي العام و المسوّق للأخبار ، من الجمهور القارىء للصحف . و هم سيصرّون على ذلك كدفاع ضد " معلومات الاتصالات communication  الإقناعية " ، التعبير البديل للإعلان ، و العلاقات العامة و التلفيق ، الذي يستغل تشويش المعلومات المتراكَمة . و يحتاج القرّاء و يريدون أن يكونوا مزوَّدين بدفاعاتٍ قائمة على الحقيقة . ويمكن أن تكون لدى الصحف فرصةً إذا ما استطاعت أن تلبّي هذه الحاجة بالاستمرار على نوع من المضمون الذي يمنحها تأثيرها الجماعي الطبيعي . وللحفاظ على الموارد الكفيلة بذلك ، سيكون عليها طرح المواد التافهة من مائدة المضمون . لقد عرف أفضل الناشرين على الدوام أن للثقة قيمة اقتصادية . و لقد أوردتُ في ( الصحيفة المتلاشية ) تقريراًعن أن أسعارالقيام بالإعلان قد ازدادت بنسبة 3.25 دولار لكل ( وحدة إعلان قياسية ) مقابل زيادة كل نقطة مئوية لدى أشخاص قالوا إنهم يصدقون ما يقرأون في الصحيفة

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق
طب وعلوم

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق

 نيويورك/ ا. ف. بأزاحت شركة "غوغل" الأمريكية الستار عن مشروعها الجديد الذي أطلقت عليه رسمياً اسم "Project Glass"، عارضةً للمرة الأولى شريط فيديو عن هذا المشروع عنوانه (يوم واحد (One day- تلقي فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram