الكتاب: حياة بسمارككتابة: يونثان شتاينبرغترجمة: المدىأصبح أوتو فون بسمارك، الرئيس المفوّض لبروسيا في ايلول1826. وتعيينه كان دحرجة يائسة للنرد من قبل الملك ويلهلم الأول، الذي واجه أزمة حادة عندما رفض البرلمان الموافقة على لائحة تزيد من الخدمة العسكرية والإقلال من الاحتياطي المدني.
وبعد فترة من التأمل، قام باستدعاء (اليونغر) العضو الأكبر سناً من الطبقة الارستقراطية، المكروه من الليبراليين بسبب تصريحاته الرجعية، وغير الموثوق به من المحافظين وكتاب شتايتبيرغ، في كتابه الجديد عن بسمارك"سيرة حياة"، يقول باختصار،"ان مجرد ذكر اسم بسمارك كان يثير الكراهية في قلب كل من يعتبر صديقاً حقيقياً لبروسيا." وكان هناك اعتقاد سائد من إن مجرد تعيينه سيثير ردة فعل وسيفتح الطريق أمام الديكتاتورية العسكرية.وبعد تسعة أعوام وثلاثة حروب، تم إقصاء النمسا عن الشؤون الألمانية، وهزمت فرنسا، وتأسست دولة ألمانيا تسيطر عليها بروسيا، وأصبح ويلهلم الأول إمبراطوراً لها.والليبراليون الذين هاجموا بسمارك بعد الانتصار البروسي على النمسا عام 1866، بدأوا بعد ذلك في الاحتفاء بذلك السياسي العبقري كما انهم اقروا موافقتهم على لائحة تفيد بتجاوز كافة التجاوزات السابقة التي حصلت دستورياً من قبل بسمارك.وقبل ثلاثين عاماً، اصدر كاتب السيرة البارز لوثار غول كتاباً يتحدث عن" الثورة البيضاء لبسمارك".واستمر بسمارك في قمة السلطة للعشرين سنة التالية، يكيل الاتهامات لمنافسيه السياسيين، متجهماً على أفراد حكومته، مع توالي المشاكل، التي كان هو من يختلقها أصلاً. إن نظام الحكم الهجيني الذي تأسس عام 1871، والذي تولى فيه منصبي، الرئيس المفوض والمحافظ للإمبراطورية الألمانية الجديدة، تطلب عملاً متوازناً صعباً.وبدأ الأمر أصعب، لأن بسمارك، الذي وضع رهانه على شعبية المحافظين، مثل معاصريه لويس نابليون وبنجامين دييزرايلي، أصدر مرسوماً لتحديد السن القانونية المشاركة في الانتخابات العامة.وقد انتهى هذا الامر إلى استفادة الديمقراطيين الاجتماعيين في الثمانينيات من القرن التاسع عشر. والتجأ بسمارك إلى كافة حيله في الأعوام ومنها ساسة مزّق تسد، والتحالفات المرقعة من اجل الحفاظ على الأمن الوطني. ولكن ويلهلم الاول ومن جاء بعده وهو فريدريك الثاني، توفيا في عام 1888، ليتسلم العرش بعدهما ويلهلم الثاني.وبعد صراعات سياسية وحرب إرادات، مع القيصر، كانت النتيجة إقصاء بسمارك عن الحكم في عام 1896. وقبل سنوات من وفاته عام 1898، حيث تشكلت أسطورة بسمارك، كتب مذكراته وعزز مكانته كقائد غير رسمي للمعارضة.ويأخذ المؤلف قراءة عبر حياة هذه الشخصية ذات الحجم غير المألوف، بدءاً من طفولته غير السعيدة ما بين والد ضعيف وأم باردة المشاعر(عندما كنت طفلاً كرهتها)، والى مرحلة الشباب وعلاقته مع الطلاب وشجاره في الجامعة التي كان يدرس فيها (كوتينجن)، وأيضاً علاقته الفاشلة مع الجنس الآخر (من بينهن امرأة انكليزية)، وذلك قبل زواجه بيوهانافون بوتكامير.بدأ بسمارك الانخراط في السياسة خلال ثورة 1848، وأصبح مدللاً لدى المحافظين بعد الحرب وأمضى الأعوام العشرة التالية في السلك الدبلوماسي، مبتعداً تدريجياً عن المحافظين مكوناً شخصيته الجديدة.كان بسمارك ذا شهية للطعام والشراب والدخان وبطبيعة الحال السلطة السياسية. ويصف المؤلف تفاصيل حياة بسمارك وميله الى البذخ، وكيفية تقدمه الصفوف في الحياة السياسية. كما انه يتحدث عن علاقته بويلهلم الأول- وهي السنوات المهمة في حياته.ويسرد شتاينبيرغ، صورة قابلة للتصديق عن مزاج بسمارك العنيف: قاس وحساس في الوقت نفسه، قادر على بذل جهد من اجل تدمير حياة هاري فون ارنيم،وحزين لوفاة كلبه سلطان.وهذا التناقض بدا واضحا في كتاباته، فهي توحي بالذكاء (خاصة في المراحل الأولى) وخشونة في البعض الآخر. ومن الجدير بالذكر، إن كارل ماركس، كان من المعاصرين لبسمارك، يميل لقراءة شكسبير وهايني، والأعمال الكلاسيكية والمعاصرة ويشكو من الأرق الدائم وأمراض أخرى بعضها حقيقية ومنها متخيلّة يتوهمها.ويركز الكاتب على موهبة بسمارك الوحيدة وهي في مقدرته على استخدام إرادته الفعالة مع افتقاره إلى قاعدة للسلطة: سواء أكان بيروقراطياً أم قائد حزب. ولكن قوة بسمارك، كما يراها شتاينبيرغ، تركّزت في الجاذبية الكامنة لديه والتي سحرت الآخرين ووضعتهم في دائرته، وذلك يقول عنه "أشهر رئيس دولة في عصره وربما في كافة العصور":إن كتاب:"بسمارك – قصة حياة"، نجح في تقديم صورة شاملة لبسمارك على الرغم من كونه يعزو مسألة،"الوحدة الألمانية"، إليه، متجاهلاً ان إعادة النظر، بشكل عام، في العلاقات الدولية في الستينيات من القرن التاسع عشر هي التي قادت إليها. ويعتبر هذا الكتاب، الأفضل في اللغة الانكليزية عن القائد البروسي ذي التناقضات وشخصية دمّرت نفسها.rn عن/ الغارديان
بســــمارك: تناقضــات فــي شخصيته
نشر في: 18 إبريل, 2011: 06:10 م