اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > الغاز في حياة غاليلو

الغاز في حياة غاليلو

نشر في: 18 إبريل, 2011: 06:10 م

الكتاب: غاليليو راصد السماءالمؤلف: ديفيد ووتونترجمة: عبد الخالق عليجذب شهيد العلم  (غاليليو غاليلي) كاتبي السيرة الذاتية أكثر من غيره من العلماء من أمثال كوبرنيكوس، كيبلر، نيوتن، و اينشتاين. خلافه مع الكنيسة الكاثوليكية الرومانية حول حركة الأرض و الاعتراف المفروض عليه و جوابه اللاذع " مع ذلك فأنها تتحرك "، كلها تشكل دراما رفيعة المستوى.
هكذا كان يفكر (برتولت بريخت) الذي كتب مسرحية "غاليليو" ثلاث مرات. في المرة الأولى عام 1938، صور فيها غاليليو بطلا، وعند إعادتها للمرة الثانية بعد الأضرار التي لحقت بهيروشيما و ناكازاكي، يصور غاليليو كأداة بيد الدولة. اما النسخة الأخيرة ذات الصبغة الماركسية المكتوبة في 1953، بعد ان عاد بريخت من أميركا إلى ألمانيا الشرقية، فإنها تصور بريخت كأداة بيد الدولة، و هي تحدثنا عن بريخت اكثر مما عن غاليليو. كذلك يصور كاتب السيرة شيئا عن نفسه. و كما ان القارئ لن يتفاجأ عندما يجد ان كتاب " غاليليو" لمؤلفه هيلبرن يتضمن شرحا لأقليدس، فان قارئ كتاب " غاليليو " لديفيد ووتون – الذي يتضمن فصلاً عن " تشكيك غاليليو " - لن يتفاجىء أيضاً عندما يجد ان ووتون يكتب عن الإلحاد. كل من هذه الكتب يعرض  معرفة تامة بكتب غاليليو ; هيلبرن، و هو استاذ متقاعد في تاريخ العلم في جامعة بيكرلي و اكثر دقة في مدخله، يخلط سرده بالذكاء و التهكم، اما ووتون، و هو مؤرخ في جامعة يورك، فانه يبرع في تأمل دوافع غاليليو و في منحنى حياته و يسعى الى فهم سبب اهتمام غاليليو كثيرا برأي كوبرنيكوس الذي يقول بان الشمس هي مركز الكون. ان قصة غاليليو مليئة بالألغاز، في 1597 كتب الى كيبلر بانه يؤيد كوبرنيكوس أساساً، مع حجج غير محددة تدعم فكرة كون الأرض تتحرك حول الشمس، لكنه لم يستجب لكيبلرعندما حثه على التمسك بآرائه. بدلا من ذلك استمر غاليليو في تدريس الرأي القديم عن مركزية الأرض، بينما أحرز تقدما ملحوظا في دراسة حركة الأجسام الساقطة. لغاية سن السادسة و الأربعين لم يقم غاليليو بنشر أي شيء ذي أهمية. ثم في 1610 ظهر فجأة على المسرح العالمي بكتاب " رسول النجوم " معلنا اكتشافه، من خلال التلسكوب، لبراكين و جبال القمر، و الأقمار الأربعة لكوكب المشتري، و حقيقة  ان (درب التبانة) مكون من ملايين النجوم البعيدة. بعد ذلك جاء اكتشافه لأوجه كوكب الزهرة -  التي أثبتت انها تدور حول الشمس و ليس حول الأرض -  و اكتشافه للبقع الشمسية. في 1615 انتهى مستقبل غاليليو في الاكتشافات العلمية رغم ان بعض كتبه المؤثرة لازالت غير منشورة. ساعده " رسول النجوم " في الحصول على وظيفة في محكمة ميديسي في فلورنسا. خاب ظن اصقاءه في البندقية و غضبوا لقراره مغادرة بادوا و البندقية الى تسكانيا التي كانت تحت سيطرة الفاتيكان. يزعم ووتون بان غاليليو كان له هدف طموح: هو إقناع المرجعية الرومانية في ان تفتح خيار علم الكون بين مركزية الأرض لأرسطوطاليس و مركزية الشمس لكوبرنيكوس، و ان ذلك يمكن تحقيقه من فلورنسا. رغم ان غاليليو لم يكن مباليا بالأجر المعروض عليه، فقد اصر ان يكون لقبه " فيلسوفا ". كان يريد ان يصبح فيلسوفا موثوقا لكي يحكي كيفية خلق  العالم، و ليس مجرد رياضي قادر على تقدير خطة افتراضية من اجل حساب مواقع الكواكب. في كلتا السيرتين يظهر غاليليو بطلاً غامضاً. يشرح ووتون في البداية كيف ان الوثائق المتبقية قد قام الأصدقاء و العلماء بتمحيصها و تلخيصها و هم الذين كانوا حريصين على إظهار غاليليو كاثوليكيا مخلصا، أما تلخيص ووتون  فهو أن علم الكون بالنسبة لغاليليو يسمو على النظرية و ان مركزية الشمس لكوبرنيكوس أثبتت  " عدم أهمية الجنس البشري ". لكن فكرة عدم أهمية الإنسان تنتمي الى زماننا و ليس الى زمان غاليليو. اما هيلبرن فلم  يعلن عن أي خلاف ديني حول دور غاليليو عدا مركزية الأرض، رغم وجود بعض الخلافات. و بعكس ووتون فانه لا يرى أي تشكيك مبطن تحت الكاثوليكية المعلنة، و يذكر بان غاليليو، عندما كان تحت الإقامة الجبرية في منزله بتهمة الهرطقة، قد منح رخصة من أوريان الثامن لحضور صلاة  القداس في إحدى الكنائس القريبة. يتفق الجميع على ان غاليليو كان شخصا أنانياً معجباً بنفسه لدرجة انه كان دائما يسيء الحكم بقدرته على إقناع السلطات بآرائه. محاولته من خلال علماء الفلك اليسوعيين في 1615-1616 لأقناع الفاتيكان، جاءت بنتيجة عكسية و أدت، حسب رأي ووتون، الى المزيد من الجفاء مع اليسوعيين. ووتون و هيلبرن كلاهما ينتقد مجافاة غاليليو غير المبررة لليسوعيين، و يسلط هيلبرن الضوء على العثرات العلمية لغاليليو في جداله مع اليسوعيين، و فيما بعد في "  الحوار الجدلي حول  النظامين الرئيسيين للعالم " (1632)، و يعلق هيلبرن قائلاً "ليس من طبيعة غاليليو أن يقبل التصحيح من الآخرين". كان "الحوار" مقارنة حيادية بين مركزية الأرض و مركزية الشمس، إلا أن غاليليو لم يستطع أن يمنع نفسه من إعطاء الصدارة لمركزية الشمس. لقد تم تحذيره من التمسك أو تدريس ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram