اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > المربـد وما أدراك ما المربــد؟

المربـد وما أدراك ما المربــد؟

نشر في: 18 إبريل, 2011: 06:15 م

يوسف أبو الفوزلا أقصد بالعنوان ـ السؤال عن معنى كلمة "المربد" ،  إذ أدرك ان الكثيرين يعرفون أصله اللغوي وماذا قال فيه جدنا الأصمعي ، وكيف أنه ما هو الا اسم لموقع في البصرة ، وجد مع تأسيسها ، كان مربطا للخيل والإبل، وفي العهد الأموي تحول إلى سوق أدبية ، صارت تقدم فيه قصائد الشعر بالمفاخرة والخطب ، مثله مثل سوق عكاظ . في الأيام السود ، التي عصفت بالعراق ، خلال حكم الطاغية صدام حسين، وبفعل من سياسة التبعيث ، وحرارة تصفيق وردح جلاوزة المجرم صدام حسين من حواريّي النظام ومثقفيه وطباليه،
 تحول المربد من جديد الى مربط للخيل والإبل! إذ كان النظام الديكتاتوري يبيد الشعب العراقي حروباً وسجونا وأنفالاً وحصارات وقبوراً جماعية ، بينما كل مرة هناك مئات الشعراء ـ !! ـ في "المربط" يطبلون ويردحون لفارس الأمة والقائد "الزرورة " ، الذي عسكر البلاد والشعر وألبس الثقافة ثياب الخاكي والموت!لقد قيل ان لمهرجان المربد ديونا كثيرة وعليه ان يسددها للشعب العراقي ، فهل تم شيء من هذا خلال سنوات ما بعد سقوط الصنم ؟مع سقوط النظام الدكتاتوري، وفي العراق الجديد ، العراقي الديمقراطي، كنا نأمل ، ان يتعافى العراق كوطن ، وان تعود الروح الحقيقية الى الحياة الثقافية ، وان تسود الممارسات الصحيحة التي تنظر إلى الثقافة العراقية والمثقف ، بمنظار الانتماء للعراق والثقافة العراقية بروافدها المتعددة، وان لا يكون هناك تمييز ، أو مكان للإخوانيات والمحاباة والموالاة في وضع قوائم ضيوف أي مهرجان ثقافي ، خصوصا مهرجان يراد له ان يكون مهرجانا للثقافة العراقية ، مثل مهرجان المربد ، فما الذي  يا ترى يمكن أن يقال عن المربد الثامن ؟!شخصيا لا أعرف كل أسماء القائمين على المهرجان ، ولا أعرف كل أسماء اعضاء ما سميت بـ " الهيئة العليا لمهرجان المربد الثامن" ، ولم أسمع كثيراً عن المهرجانات السابقة ، بقدر ما نشر في الصحف العراقية ، وظل في البال عالقا بعض ما نشر من الشعر الذي قدم هناك ، والكثير من الانتقادات عن عدم كفاءة القاعات ورداءة أجهزة الصوت ، وفوضى في الإدارة ، وتدخل بعض رجال دين في قراءات بعض الشعراء ، وامور اخرى يعرفها الإخوة المربديون جيداً.أقول هذا وأأكد بأني لا أفتح في كلماتي هنا، نارا على احد، ولكن أمامي قائمة طويلة بأسماء المدعوين الى مهرجان المربد الثامن، وهي تحوي 284 اسماً، وهو عدد كبير وجيد ، وبينهم زملاء واصدقاء واساتذة لي ولهم باع معروف في الحياة الثقافية والإبداع ، لكن أثارتني تلك الملاحظة، التي تتصدر القائمة، وشعرت وكأن كاتبها يوجهها لاسماء يعرفها جيداً ولا يريد حضورها، وأقصد الملاحظة التي تقول" وتعتذر الهيئة العليا واللجنة التحضيرية عن استقبال من لم يرد اسمه في قائمة المدعوين "! ، وكأنها سور وحاجز تريد إغلاق باب المهرجان؟إن شعار الدورة الثامنة، التي زهت بحمل اسم مبدع عملاق مثل مظفر النواب ، يتكون من كلمات : " ثقافة .. حرية .. تغيير " ! شيء رائع جدا ، ان تصل أصوات الشارع ومتظاهري ساحة التحرير والاحتجاجات المطلبية الى قاعات الشعر ، فتقفز كلمة "التغيير" إلى هناك، مما يدعونا الى انتظار قصائد تحمل روحا جديدة، لكن ماذا عن "الحرية" هنا ؟ أين الحرية في الانتفاع من مهرجان ثقافي بغض النظر ان يكون المرء مدعوا أو لا ، وأين المبادئ الموضوعية في التعامل مع الثقافة العراقية ومنتجيها عند اختيار ضيوف المهرجان ؟ لفت انتباهي ان هناك اسماء من بين المدعوين ، طالما نظّرت وسوقت لعبارات ومصطلحات ـ اعتبروها نقدية ـ صارت ممجوجة ـ كالشتائم ـ مثل "مثقفي الخارج ومثقفي الداخل "، حسناً .. لنسلم بهذا التقسيم الفج والقسري، ولنسأل كم مثقفا من " اهل الخارج " تمت دعوتهم الى مهرجان المربد الثامن ؟في الصحافة العراقية ورد ضمن الاخبار المنشورة عن مهرجان المربد الثامن بأن من ضمن الضيوف هناك ثلاثين شخصية عربية و"أجنبية" ؟ يا ترى كم عدد الشعراء والمثقفين العراقيين المدعوين من خارج الوطن ، هل هم جزء من هذا " الثلاثين " ؟ ويا ترى هل هذا العدد من " أهل الخارج " المدعو قسمة عادلة ؟ وكم شاعرة أو مثقفة نجد بينهم ؟ وكم شاعرا من الشباب ؟ وهل "الهيئة العليا" لا تعرف اسم الضيف الدانماركي ـ يبدو الاجنبي الوحيد ! ـ فتكتب اسمه "نلسن الدنماركي "، ام ان هذا اسمه حقا، او ان هاتفا أخويا وحارا آخر الليل وعاجلا طلب إضافة اسمه ـ بداعتي لا تزعلني ! ـ فلم يكن هناك وقت للاستفسار عن اسم السيد " نلسن " ! الكامل ؟ يا ترى ألم يكن بالإمكان أن يكون هناك تيمو الفنلندي ، وجاك البريطاني ؟ وسارا الفرنسية ؟ و ... !خلال السنوات التي كان فيا "المربد" مربطا للخيل والإبل ، أيام كان الشعراء " الكسبة " يتبارون لتحويل كلمات وخطب و"خرط " المجرم صدام الى قصائد شعر وبعر ،  لا أحد يستطيع ان ينكر الدور الإبداعي والموقف الواضح الذي حمله المثقف العراقي الذي تشرد قسرا في المنافي خارج الوطن دافعا ضريبة اتخاذه موقف حكم العفالقة الديكتاتوري ومحاولة مسخ روح الثقافة العراقية ، والآن حين يراد للمربد ان يكون مربدا حقيقيا ، وللشعر ان يعاود بهاءه ،  ألا يستحق هذا المثقف العراقي المنفي ، من كو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram