اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > إلى وزارة الثقافة.. عن الكنوز البشرية العراقية

إلى وزارة الثقافة.. عن الكنوز البشرية العراقية

نشر في: 18 إبريل, 2011: 06:17 م

باسم عبد الحميد حمّودي الأعمال الخالدة يذكرها الناس وتتناقل ذكر من قام بها الأجيال، فما زال ذكر حمورابي  كأول راع للشريعة الإنسانية طاغيا رغم أن الحقيقة التاريخية  تقول  أن قوانين أشنونا هي السابقة.  وما زال الناس يذكرون للمأمون إنشاء بيت الحكمة وقياس العلماء في زمنه وبدعم منه لمحيط الأرض لأول مرة
 وما زال الناس يذكرون  إنشاء المتحف العراقي على يد الآنسة كروتورد بل السكرتيرة الشرقية لدار الاعتماد ببغداد , ويذكرون بالخير إرسال الملك فيصل الأول للنحات فائق حسن الى أوروبا للدراسة ودعم عبد الكريم قاسم الرائد الكبير جواد سليم لإنجاز نصب الحرية واهتمام نوري السعيد بالمقام العراقي وسعيه لتنويطه، واهتمام الآسرة المالكة العراقية بالمسرح وبتأسيس البدايات الأولى للفرقة السمفونية . كان ذلك قبل أن تؤسس في العراق وزارة خاصة بـ(الثقافة)، وعندما أسست وزارة(الإرشاد) بعد تموز 1958 كان الهدف منها ضبط عملية التوجيه لصالح الحكم الثوري الجديد، ولم يصدر عن تلك الوزارة غير بعض المطبوعات الثقافية القليلة ,وعندما تغير أمر الوزارة إلى (الإعلام) ثم الى (الثقافة والإعلام)قادتها الكثير من  الأسماء وصدرت عنها الكثير من القوانين ونتج عن ذلك عمل ولكنه عمل مزبور.  فالكثير من وزراء الثقافة في العراق استيزروا وغادروا، و معظمهم لم يترك أثرا طيباً بل أن المثقفين وصلوا إلى قناعة مفادها ان الابتعاد عن أعتاب وزارة الثقافة يوفر لهم الراحة والصحة !   لست أبحث في هذا الأمر ولا أريد الإساءة لأحد ممن ما زال يسيء للثقافة العراقية ويعتبرها مجرد واسطة لإيفادات مستمرة، لكني أحاول التنبيه إلى أمر حيوي يستطيع معالي الدكتور وزير الثقافة  ان يقوم به كعمل ستراتيجي للوزارة، وهو مشروع (الكنوز البشرية العراقية) و(الكنز) إنسان  يمشي على قدمين وقد أعطى الثقافة العراقية :فولكلورية شعبية أو رسمية فصيحة شيئاً خدم به العراق , والكنزليس لفظ جئت به وحدي بل يعتمد على دراسات قامت بها المنظمة العالمية للتربية والثقافة والعلوم التابعة للامم المتحدة (اليونسكو) وقد جاء بترجمة (المكنز) وأن كنت أفضّل إطلاق لفظ (الكنز البشري)عليه، وهو نوع من البشر تميز بخصيصة لا يستطيع الكثيرون  ان يقوموا بها  بل قد يتفرد الكنز عن سواه بها . من أمثلة الكنوز البشرية المتفردة : منعم فرات النحات الفطري – عزيز علي عالم المنولوجات النقدية – جواد سليم –الشيخ أحمد الوائلي – لطفي الخوري- حقي الشبلي- كامل العبللي-  زهاء حديد – الجواهري الكبير -  كامل الشيبي – عبد الحميد العلوجي- عفيفة اسكندر –زهرون الصائغ – جورج حبيب – عبد الله العزاوي-  المحامي الديواني حسين علي الحاج حسن – محمود العبطة – فرقة الزبانية – فرقة مجاهد – جبار الجبيراوي-  إرشاك –حازم باك- المصوّر جان – الحاج زبالة – المعمار إبراهيم جاسم العبطة- بافي الخانجي – نعّوش -  فريق المزهر الفرعون- عبد الحميد الكنين – خليل رشيد – عبد اللطيف الدليشي – أكرم فاضل الصيدلي – عبد الحليم لاوند – مرادا لداغستاني – فائق بيكه س –بيره مرد – رفيق حلمي- عبود زلزلة -السيد ناجي يوسف –حسين الشعرباف –  جبوري النجار – سيف الدين ولائي  -وغيرهم كثير ورب سائل يسأل  ما الذي يجمع الدليشي بفايق بيكه س ؟ وما لذي يجمع حازم باك بعفيفة ؟  وهكذا . الجواب على مثل هذه الأسئلة هو أن كل (كنز) منهم  متفرد بعالمه وبما قدمه لأهله وللإنسانية من قول او فعل أو عمل ,وأن واجب الجهة الثقافية الأساسية في البلد هو أن تقوم بحفظ آثارهم وتبويب الدراسات عنهم وتنشيط  العمل البحثي من أجلهم فهم يمثلون كل أصناف الإبداع العراقي   أي كل  من أبدع فيه وما أضافه . وإذا كانت الأجيال التي تعيش ايامنا هذه تعرف الجواهري والوائلي وزها حديد وجواد سليم فإنهاقد لا تعرف تأثير المصور أرشاك على الفوتوغراف في العراق، وقد لا تعرف ما اعطاه عبود زلزلة للتربية والتعليم في العراق وما قدمه حسين علي الحاج حسن في مجال توثيق المراسلات العشائرية والمواثيق، وما أعطاه عبد الله العزاوي للدراما الإذاعية وللفرق المسرحية القديمة، وما قدمه ابراهيم جاسم العبطة لفن المعمار الشعبي البغدادي وعبد اللطيف الدليشي في توثيق ألعاب صبية البصرة وعبد المحسن المفوعر السوداني في توثيق ألعاب أطفال العمارة وشعرها الشعبي، ولا جهد علي الخاقاني في جمع الفنون الشعرية الشعبية ولافلان وفلان في صياغة عمل  أو في أحداث تغيير جوهري داخل المجتمع .الكنز البشري لا يكون كنزا الا بما أعطاه لمجتمعه وراد فيه وتوثيق آراء هؤلاء وأعمالهم وحيواتهم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram