 متابعة/ المدىجسر المجر الكبير، تم بناؤه في السنة الأولى لثورة عبد الكريم قاسم عام 1958، من قبل شركة بريطانية, ليربط بين ضفتي القضاء، يعتبر من أهم معالم القضاء التراثية, وتحفة معمارية، فقد شيد بطريقة تسمح للجسر بالدوران على نفسه, ليفتح المجال أمام الزوارق الكبيرة لقادمة من الأهوار آنذاك, محملة بخيرات الأهوار، لتنقلها إلى المدن. هذا الجسر البالغ من العمر 49 عاما، امتدت إليه أيادي الفساد، لتقطع أوصال (محجر) الجسر وتستبدلها بحديد إيراني لن يصمد طويلا أمام رطوبة النهر.
 لماذا تم استبدال المحجر الأصلي؟ من هو المسوؤل الحقيقي عن تقطيعه؟ المحجر وعلى الرغم من عمره، ألا أنه مازال بحالة ممتازة, فقد عمدت الشركة البريطانية التي بنت الجسر إلى استخدام فولاذ مقاوم للرطوبة وغير قابل للتآكل ومخلوط بمادة النحاس النقي، أما الحديد المستعمل في المحجر الجديد فهو من نوعيه رديئة جدا، وغير مخصص لمقاومة الرطوبة، وربما لن يصمد أكثر من 6 أشهر.  يقول المواطن أمين كشكول لميسان اونلاين (لقد ولدت في القضاء، وترعرت في القضاء, وكبرت مع هذا الجسر, اشعر أنهم سرقوا مني اعز أصدقائي)، أما المعلم المتقاعد طارق رحيم الساعي فقد قال (هذا الجسر من أهم رموز القضاء، وتقطيع أوصاله بهذه الطريقة الهمجية، يدل على لامبالاة المسوؤلين بالوطن وبتراثه. وطالب وزير الإسكان والتعمير أن يجري تحقيقاً حول الحادث, خاصة وان مديرية الطرق والجسور هي التي قررت استبدال محجر الجسر بدون أي مبرر منطقي). الغريب في الامر, ان الحكومة المحلية تدعي أنها لا تعرف مصدر (المقاولة) وان التنفيذ جاء بالضد من رغبتها.. لكن الكثير من المواطنين، حسب ميسان اونلاين، أكدوا أن أعضاء مجلس القضاء ومن ضمنهم رئيس المجلس قد استخفوا باعتراض أهالي المجر حول استبدال سياج الجسر قائلين (هي ضلت بس على الجسر) وكأن الأمر لا يعنيهم أبداً.