 تحقيق/ وائل نعمة عدسة: أدهم يوسفحين يتحدث المسؤولون عن حاجة البلاد إلى قرابة الستة آلاف مدرسة،نستنتج بأنها تعاني اكتظاظا  لا مثيل له، وزيادة مفرطة بعدد الطلاب مقابل شحة بالبنايات.وفي زيارة بسيطة لاحدى مدارس شرق  بغداد مثلا،
 ستجد الطلبة تزيد إعدادهم عن الـ85 فردا في الصف الواحد ، يجلس معظمهم على الارض، ويضطرون في احيان كثيرة الى الوقوف لمشاهدة مايكتب على السبورة .يرى مختصون  أن ازدحام الطلبة في الصف الواحد  يسبب انتقال الأمراض بين التلاميذ الصغار بشكل سريع، كما يؤثر الضجيج على الأذن والسمع لديهم، فضلا عن وضعية الجلوس الخاطئة التي  تؤثر على عظام الأطفال.من جانب اخر جاءت المنحة الايرانية بمشروع اسمي في حينها بالبناء السريع ، او الأبنية الجاهزة ، ليعزز وبشكل سريع عدد المدارس ويقلل من مشكلة الازدحام والمخاطر المترتبة على صحة الطالب ووضعه النفسي، وقد وضع وزير التربية السابق في حينها  الحجر الاساس  لهذا المشروع قبل ثلاث سنوات لتشييد مئة مدرسة بطريقة التنفيذ السريع في بغداد ومئة أخرى في المحافظات .الخزاعي والمنحة الإيرانية خضير الخزاعي ذكر في وقتها و خلال حفل الافتتاح في منطقة الشعلة: ان حاجة البلاد الى المدارس تبلغ اربعة الاف مدرسة في عموم المحافظات، مضيفا ان الوزارة توجهت لاتباع اسلوب البناء الجاهز كإجراء آني للحد من هذه المشكلة.واشار الخزاعي الى ان مدة انجاز هذه المدارس لا تتجاوز الستة أشهر ، مشددا انها منخفضة التكاليف.كما وبين انه سيتم تجهيز المدارس حال انجازها بجميع المستلزمات والمواد المختبرية وأجهزة الحاسوب،و ذكر مدير المشروع المهندس سعد محمد  ان هذه المدارس في بغداد ستتوزع بين جانبي الكرخ والرصافة بواقع 24 مدرسة في الكرخ و58 في جانب الرصافة، مضيفا انه سيتم تشييد 19 مدرسة ضمن قاطع تربية الكرخ الاولى و18 مدرسة في الكرخ الثانية وخمس مدارس ضمن مديرية تربية الكرخ الثالثة فيما سيتم تشييد 19 مدرسة ضمن قاطع الرصافة الاولى و21 للرصافة الثانية و18 ضمن قاطع تربية الرصافة الثالثة.وكشف مدير المشروع ان بناء هذه المدارس يعد الاول من نوعه في البلاد التي يتم تشييدها بأسلوب البناء السريع وباستخدام الهيكل الحديدي بدلا من الطابوق، مبينا ان أربع شركات تشترك في تنفيذ المشروع منها ثلاث محلية واخرى ايرانية بسعة 12 صفا لكل مدرسة التي تتألف من مبنى رئيس من ثلاث طبقات، إضافة الى مختبرات وغرف إدارية وبناية المجموعة الصحية وساحات رياضية.واوضح مدير الابنية المدرسية في الوزارة بأن هذا المشروع يعد قفزة نوعية  بتاريخ العراق بالنسبة للأبنية المدرسية ، لانها صحية من حيث دخول الأوكسجين والضوء، والتبريد والكهرباء وعدد الطلاب والمختبرات.بالنتيجة وبعد ثلاث سنوات وبعد خروج الوزير الخزاعي  لم تنجز مدرسة واحدة من هذا المشروع!من جهته يؤكد حبيب عبد الحسن الشمري مدير الأبنية المدرسية في حديث لـ"المدى " ان كل مشروع  جديد يكون فيه بعض الاخفاقات ،وبسبب رغبتنا بأن يكون المشروع على أعلى درجات الدقة والحداثة في التصميم تأخرنا بفحص  المواد وبجلب المستلزمات من خارج العراق، مشددا على ان عدم قدرة دخول الشاحنات الى العراق بسهولة قد عرقلت من انجاز المشروع ،موضحا " كنا نتمنى ان تكون المعامل في العراق والمستلزمات الخاصة بالبناء  من الداخل ايضا حتى نستطيع ان نسرع من فترة الانجاز". كما لم يغفل المدير ذكر الضوابط الادارية والروتين على مستوى المصروفات  والتي ساهمت ايضا في تأخر المشروع ، مؤكدا "الوزارة تضغط بشكل مباشر على الشركات وتتخذ كل الإجراءات القانونية بحقهم" .وكان قد عزا المهندس جاسم حسين المسؤول عن مشروع الابنية المدرسية في المديرية التلكؤ في انجاز البنايات الى  تعاقدهم مع شركة لفحص المواد خارج العراق ، وهي  تأخرت في الفحوصات ، مشددا على انه سبب خارج عن ارادة ومسؤولية المديرية. فيما يرمي مدير العقود في دائرة الأبنية المدرسية حسن زيد إبراهيم اللائمة على المقاولين وعلى الشركات في تعطيل المشاريع الخاصة بالأبنية المدرسية ،مشيرا إلى أن الشركة او المقاول الذي يخرق بنود العقد او يتأخر في التنفيذ سيواجه غرامة مالية  لا تتجاوز الـ 10% من قيمة العقد واذا تمادى في خطأه سوف تسحب المقاولة منه وتعطى الى شخص آخر ، مؤكدا "هذا حدث بالفعل مع بعض الشركات والمقاولين حينما اخلوا بشروط العقد سحبت المقاولة منهم وأعطيت إلى شخص آخر".غرامات ومحاسبة الوزير في حين أشارت وزارة التربية الى ان المشروع سيتم انجازه خلال الفترة القادمة بعد احداث تغييرات على مستوى الشركة المنفذة.وليد حسين الناطق باسم الوزارة اكد لـ"المدى " ان التربية قد الغت المناقصة القديمة المقدمة من قبل احدى الشركات، لانها لم تستطع ان تنفذ العقد، موضحا " ان الوزارة تعاقدت مع شركة اخرى لانجاز المشروع.كما وشدد حسين على ان التربية قد حصلت على غرامات من