كتب رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي على صفحته في فيسبوك، ان اغلاق قناة البغدادية جاء بسبب "مخالفات مالية وقانونية"، لكن ناشطين في مجال حرية التعبير ونوابا من التيار الصدري والتحالف الكردستاني، ردوا بالقول ان هناك انتقائية في تطبيق القوانين واختيارا لتوقيتات حساسة، هي التي تجعل الحكومة تستغل كل شيء لضرب خصومها.
ويوضح هؤلاء ان البغدادية محطة ظلت تتحدث بجرأة وتناولت على نحو شامل ملف صفقة السلاح الروسي بشكل خاص، والبنك المركزي، واتاحت لمعارضي المالكي فرصة ان يقولوا اشياء كثيرة بعد ان ظلوا مقيدين مع محطات اخرى تابعة للحكومة، او تعمل بحذر في ظل ضغوط مختلفة تمارسها السلطة في محاولة الحد من صوت الاحتجاج عبر وسائل الاعلام.
واكد شهود عيان لـ"المدى" امس الاحد، ان موظفي البغدادية طالبوا القوات الامنية التي تغلق القناة بالسماح لهم بالمرور لاخذ بعض اشيائهم الشخصية، الا ان القوات المرابطة رفضت ادخالهم.
وكانت قوات أمنية داهمت قرابة الساعة الثالثة من بعد ظهر امس الجمعة مكاتب قناة البغدادية وأمرت العاملين بإخلائها وعدم العودة إليها، ثم قامت بإقفال المكاتب ووضعت عناصر لحراستها. وأكدت البغدادية عير شاشتها إغلاق جميع مكاتبها في العراق، وطالبت العاملين فيها بالتجاوب مع القوات الأمنية، كما طالبت الحكومة بتوضيح اسباب الاغلاق.
وتقول وزارة الداخلية انها تنفذ امرا بغلق مكاتب القناة استجابة لاوامر قضائية صادرة من هيئة الاعلام والاتصالات. وبينت في بيان ان سبب ذلك مخالفة القناة "ضوابط البث والارسال وعدم توقيعها لائحة السلوك الاعلامي وعدم دفعها تكاليف ورسوم البث الخارجي".
اما المالكي فقال في تعليق على حسابه الخاص بصفحة التواصل الاجتماعي فيسبوك "إن سبب الاغلاق عدم دفع القناة لتكاليف ورسوم البث الخارجي اضافة لعدم توقيعها على لائحة السلوك الاعلامي".
لكن مدير مرصد الحريات الصحفية علق على ذلك بالقول ان اغلاق البغدادية في هذا التوقيت دون غيرها من الفضائيات ينطوي على اسباب سياسية لان الاخيرة تمثل رأيا معارضا للحكومة.
وقال زياد العجيلي لـ"المدى " ان قضية التردد الطيفي والضرائب المالية المترتبة "امر لم تحسمه هيئة الاعلام، وجعلته معلقا ليكون وسيلة ضغط تستخدمها الهيئة ضد اي وسيلة اعلام لاتتناسب مع اتجاهات الحكومة، وفي التوقيت الذي تشاء".
ويقول العجيلي ان هيئة الاعلام "هي مؤسسة تابعة للحزب الحاكم ويفقد البرلمان السيطرة عليها، وكل اعضاء الهيئة باستثناء بعض الفنيين مرتبطون بالحكومة ومجلس النواب يعجز عن محاسبة اعضائها".
واعتبر العجيلي ان اغلاق البغدادية في هذا التوقيت على الرغم من وجود قنوات اخرى مهددة بالاغلاق جاء "بسبب استضافة القناة بعض الشخصيات من التيار الصدري والجهات المعارضة لحكومة المالكي" مؤكدا في الوقت نفسه ان بعض الجهات المتنفذة والمقربة من رئيس الحكومة وضعت "بلاك ليست" او قائمة سوداء "ضد بعض الاعلاميين والنواب المرفوض استضافتهم في الكثير من البرامج في قنوات عراقية تمارس عليها ضغوط مختلفة من قبل المتنفذين".
وانتقد مدير مرصد الحريات مايسمى بلائحة السلوك الاعلامي مؤكدا ان الكثير من الاعلاميين لايعرفون تلك القائمة التي يصفها بغير الواضحة "لانها لم تصغ بشكل يتوافق مع الاعلام المحلي ولا الدولي". الى ذلك قال مقدم برنامج قضية رأي عام على قناة البغدادية عماد العبادي، ان القناة تم اغلاقها بعد ان "اتهمت من قبل مكتب رئيس الوزراء بانحيازها الى كتلتي الصدريين والتحالف الكردستاني واهمال وجهة نظر دولة القانون".
ونفى العبادي في اتصال مع "المدى" ان "تكون القناة منحازة الى اي طرف، فهي تستضيف دوما اطرافا في كل الكتل وخاصة من دولة القانون".
وتقول هيئة الاعلام والاتصالات ان الجهات التنفيذية "تباطأت في اغلاق قناة البغدادية الصادر بحقها امر اغلاق منذ سنتين" مشددة على ان الكثير من القنوات الفضائية "لاتلتزم باخلاقيات البث والارسال وعليها التزامات مالية"، مرجحة "اغلاق وسائل اعلامية جديدة خلال الايام المقبلة صادرة بحقها اوامر اغلاق".
وقال المتحدث باسم الهيئة مجاهد ابو الهيل ان احد الاسباب التي ادت الى اغلاق البغدادية هي "الالتزامات المالية فضلا عن عرض برنامج (خلي نبوكا)" قبل 3 سنوات والذي يصفه ابو الهيل "بالمسيء الى الفنان العراقي".
لكن كتلة الاحرار التابعة للتيار الصدري تقول ان اغلاق البغدادية جاء بعد كثافة الملفات التي فتحتها ضد الحكومة ورئيسها.
وقال النائب حسين المنصوري "في الفترة الاخيرة قامت قناة البغدادية باستضافة عدد من الشخصيات التي كشفت تورط الحكومة في قضايا مهمة، وكشفت ملفات حول تورط الحكومة بقضية البنك المركزي وصفقة السلاح الروسي".
فيما قال النائب عن التحالف الكردستاني حميد بافي "نحن ضد التضييق على وسائل الاعلام، وقيام الحكومة بغلق البغدادية ارهاب فكري يمارس بشكل ممنهج ضد وسائل الاعلام".
رئيس الوزراء يكتب على فيسبوك: البغدادية مدانة قانونياً والنواب يردون: جريئة تريدون اسكاتها
نشر في: 16 ديسمبر, 2012: 08:00 م
جميع التعليقات 4
عراقي حاير
اني اقترح على السيد المنصور بالله رئيس الوزراء (حفظه الله ورعاه) أن يقوم بانشاء محكمة شبيهه بمحكمة الثورة .. لأن صدك هاي دوخه .. ميت هيئة ولجنة ومحكمة دستورية واتحادية ومجلس قضاء اعلى .. عليش هاي الدوخة دسويلك محكمة وحدة وبيوم واحد تكدر تسد عشرين قناة وتك
ابو محمد
بهذه المواقف يفضحون انفسهم بأنفسهم
مرزوق البدري
السلام عليكم انااا انصح العراقيين للصف الصفوف مع حكومه الما لكي ولا كانت لديهاا اخطاء الافضل النصح والتعديل الخطاء وقول للعراقين والله اذا رحل المالكي خساره للعراق كل وصدقوني كل هذوله الذين ينادون بتغير الماكلي يدون الكرسي ومصلحتهم وحزبهم وليس مصلحه الوطن
حسين جاسب البهادلي
ت