بغداد / المدى دعا رئيس المجلس الاعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم الحكام العرب الذين تشهد بلدانهم انتفاضات شعبية إلى الانصياع لإرادة مواطنيهم وتلبية حقوقهم المشروعة. وحذر من ان ارتفاع معدلات البطالة في العراق أصبح يشكل ظاهرة خطرة تترك آثاراً سلبية على الواقع النفسي والاقتصادي والأمني للمجتمع العراقي، معتبرًا ان ازدياد عدد العاطلين سيؤدي الى ارتفاع معدلات الجريمة. وفي ما يخص تأجيل انعقاد القمة العربية في بغداد،
أعرب الحكيم عن شعوره بالإحباط من تأجيل آخر لها، مؤكدا ان هذا الأمر محبط أيضًا للعراقيين وللعرب جميعًا، ومسيء لسمعة الجامعة العربية ودولها والعمل العربي المشترك، وذلك حينما تعجز هذه الدول عن تنظيم قمة لمناقشة همومها المشتركة في ظل هذه التحولات الكبرى التي يشهدها العالم العربي".وعبّر عن أمله في ان يتم تجاوز هذه الإشكالية، وان تعقد القمة العربية في موعدها المحدد او في وقت قريب "مما يعيد الامل للمواطن العربي في إمكانية تطوير العمل المشترك ضمن المنظومة العربية وتحقيق الاستقرار والسلام ورصّ الصفوف بين الدول العربية".وكان من المقرر انعقاد القمة في بغداد في العاشر من الشهر المقبل، لكن دول مجلس التعاون الخليجي طلبت تأجيلها بسبب ما قالت انه الموقف العراقي المؤيد التظاهرات الاحتجاج في البحرين ضد حكومتها، الامر الذي يمكن معه تحديد أيلول لمقبل موعدًا جديدا للقمة.rnالأوضاع العربية الراهنةوحول الأحداث التي يشهدها العالم العربي حالياً، أشار الحكيم خلال كلمة في الملتقى الثقافي الاسبوعي للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي في بغداد، بحضور شخصيات تمثل شرائح المجتمع العراقي، إلى انه يتابع بقلق وألم ما يجري في الساحة العربية من صراع بين الشعوب الطامحة للحرية والكرامة والراغبة ببناء دولها على أسس دستورية تشريعية وتنفيذية والعودة الى الانتخابات والتداول السلمي للسلطة وتحسين الواقع المعيشي والالتزام بالديمقراطية أساساً لإدارة شؤونهم وأمورهم وبين "الحكام المستبدين الطغاة الظالمين الذين لا يرون إلا أنفسهم ومصالحهم".وأشار الى تجميد دول أرصدة مالية هائلة بمئات مليارات الدولارات لهذه الدولة او ذلك الحاكم، فقال "بدأت تظهر الأرقام، وبدأنا نتعرف إلى حجم الميزانيات التي أودعت في المصارف الأجنبية، والناس يعيشون الفقر والفاقة والحرمان في بعض هذه الدول العربية، وما سمعناه عن ليبيا وحدها من سقوط عشرة آلاف ضحية وخمسة وخمسين الف جريح، يثبت ان هؤلاء الحكام لا يعلمون ان كل قطرة دم لبريء ستتحول الى بركان يهزّ عروش هؤلاء الطغاة والظالمين". وناشد الحكام العرب الوقوف عند هذا الواقع واتخاذ الإجراءات الصحيحة التي تبقي لهم الذكر الحسن من خلال الانصياع للإرادة الشعبية والتماشي مع الحقوق المشروعة والمطالب الحقة لهذه الشعوب.rnالانتفاضات العربية درس للعراقوأكد الحكيم ان ما يجري في المنطقة العربية اليوم يمثل درسًا بليغًا للعراق ورسالة مفتوحة للمسؤولين فيه، تذكرهم على الدوام بمسؤولياتهم الشرعية والوطنية في تلبية احتياجات الناس والاهتمام بخدمتهم وتوفير الظروف المعيشية الملائمة لهم والوقوف عند همومهم وقضاياهم. وقال: ان امام العراق فرصة حقيقية وتاريخية لتحقيق الاعمار والازدهار وتحقيق الانطلاق الكبير، والواضح في هذه التجربة، حيث اصبح العراق يتقدم العديد من الدول العربية بتجربته الديمقراطية ونظامه السياسي التعددي، وما عليه الآن إلا ان يثبت قدرته على ان يقدم النموذج الطيب والمتميز في مجال الخدمة العامة وفي تحقيق الأعمار والازدهار وتلبية احتياجات الناس وتوفير الأمن والاستقرار حتى يكون قدوة تقتدي به الدول العربية. واكد قدرة العراق على مد يد العون والمساعدة الى اشقائه العرب وتقديم تجربته الديمقراطية المميزة، خصوصًا مع توفر عناصر النجاح في هذه التجربة والمتمثلة في العقول العراقية الزاخرة والثروة والامكانات والعمق الحضاري، معتبرًا ذلك عناصر قوة مهمة تمكن العراق من الانطلاقة الحقيقية. وشدد بالقول "لاينقصنا شيء لتحقيق الاعمار والبناء وانجاح التجربة وتعزيز الشراكة والثقة بين الاطراف العراقية وتوحيد الرؤية في عملية بناء الدولة وترميم المنظومة الادارية والتشريعية، مما يسهل عملية انسجامها مع متطلبات المرحلة، ووضع الرجل المناسب والكفوء في الموقع المناسب حتى يحقق النتائج المرجوة التي يريدها المواطن العراقي في الاعمار والازدهار".rnتردّي الوضع الأمني الى ذلك، اشار الحكيم الى التطورات الأخيرة على الساحة الأمنية أخيرًا والانفجارات واستهداف بعض المحال التجارية واغتيال بعض كبار المسؤولين خلال الايام القليلة الماضية، وقال ان هذا يؤشر تراجع الوضع الأمني، مشددا على ضرورة الوقوف على اسبابه والدوافع التي ادت إلى مثل هذه الخروقات الأمنية وضرورة معالجتها، معتبرًا أن الحفاظ على الأمن والاستقرار مدخل مهم من مداخل تحقيق النجاح والاستقرار. ودعا الى تعيين وزراء الوزارات الأمنية الثلاث، وإناطة حقائبها الى شخصيات مستقلة كفوءة، "ولاسيما ان المؤسسة الأمنية العراقية تستعد لتحمل مسؤولياتها الكاملة في تحقيق الأمن والاستقرار في ظل انسحاب القوات الاجنبية بالكامل في نهاية هذا العام الحالي".rnالبطالة وانهيار القطاعين الزراعي والصناعيفي المقابل لفت الحكيم الى ا
الحكيم:تأجيل قمة بغداد محبط ومسيء للعمل العربي المشترك
نشر في: 21 إبريل, 2011: 07:54 م