محمود النمر احتفى ملتقى الخميس الإبداعي بالقاص والروائي محمد خضير الذي يشكل علامة بارزة من علامات الإبداع العراقي ،وقدم الجلسة الشاعر والإعلامي هادي الناصر الذي أشاد بتجربته، مشيراً إلى أعماله التي وصلت المحافل العالمية من خلال نتاجاته الأدبية التي اتخذت شكلاً آخر في تشكيل الوعي في (بصرياثا) (وكراسة كانون) و(45 درجة فهرنهايتي)(وحدائق الوجوه) (ورؤيا خريف) وغيرها من الأعمال الأدبية التي كانت لها حضور في المحافل الثقافية .
وفي بداية الجلسة قال الروائي محمد خضير: لا يمكن ان أتكلم في حضرة المبدع محمود عبد الوهاب الذي يعرف الكثير عني منذ البدايات الاولى التي تشكل اكثر من أربعة عقود . وكان اول المتحدثين الروائي محمود عبد الوهاب عن بداية تعارفه بمحمد خضير حيث قال :هذه الروح النبيلة اول من بشر بهذا المبدع هو الراحل علي جواد الطاهر الذي تنبأ بهذا القاص الكبير.وأشار عبد الوهاب إلى أنه التقى به في بداية السبعينيات ، وقد رآه وجهاً مصغياً، وكانت البداية علاقة شفاهية مبنية على الاطلاعات المتبادلة في الكتب والقصص ثم تطورت هذه العلاقة الى ان أصبحت عالماً من محبة وأدب وصياغات تمثل تاريخا إنسانياً عميقاً في العلاقات المثمرة والمستديمة .وأكد محمود عبد الوهاب أن محمد خضير ساعده في الكثير حتى في كتابة عنوان إحدى قصصه وهي – طيور بنغالية – كما كانت هناك الكثير من العنوانات في كتبه هي مركّبة وسردية أيضاً وليست مضللة ،حتى في كتابه – حدائق الوجوه – هي نصوص تتكون من عوالم داخل عوالم من تأثيث المكان والزمان وحتى وجوه تلك الشخوص إنها خارج منطقة السرد المعروف لدينا .وقال الناقد فاضل ثامر ان منجز محمد خضير يشكل إشكالية بسبب منجزه النادر الذي لا يتكرر وهو نحات يصنع منمنمات خاصة.وأشار فاضل ثامر إلى ان بصرياثا تعتبر انعطافة كبيرة حيث تمثل شكلاًَ جديداً في هذا التنوع الذي يمثل لقطات حدثت في ذهنية هذا القاص والمفكر ،إنه يفكر كثيراً لأنه قارئ جيد وله كشوفاته الخاصة.تحدث بعدها الناقد ياسين النصير قائلا : محمد خضير يقرأ كل العلوم ،في الطب والسياسة والطبيعة والادب وهي تمثل كشوفات عن الأماكن القصية والمعزولة والمليئة بالحوادث، ومعظم أبطاله لهم أسماء دالّة ،بدأ بالتجريب واهتم بالسلالم والغرف الضيقة المعزولة، وحين تقرأ لمحمد خضير لا تجد الايدولوجيا ،ولم يكن منعزلا عن الحياة الاجتماعية .القاص جهاد مجيد قال: ان منجز محمد خضير هو خلاصة السرد العراقي وانه سلك تلك الوسائل الفنية وكان سباقا وحاملا وعيا نقديا ،لذلك كانت له وسائله الخاصة به التي لا يمكن لأحد ان يشابه هذه التجربة .وأشار الناقد علي حسن الفواز الى تمرد محمد خضير على مفهوم الجماعات ،وحاول ان يمسك صوتا استثنائيا وصنع له حقلا خاصا به ،لذلك جعل النقد العراقي في حيرة من كتاباته الإبداعية .وقرأ الشاعر رياض النعماني ورقة جاء فيها : اللغة عند محمد خضير طريق معرفي فريد للكشف عن العلاقات وحيوات واشياء تضجّ بها قصص محمد خضير هي لغة ضوء وعفاف وحياء لا نجدها إلاّ في كتب الصلوات ورؤى أصحاب الأرواح الكبيرة ،ومن له مقام يرفعه الفكر الى طبقات يستحيل فيها الكلام الى غناء، والإيقاع يعمّ هناك في هذا العالم اللغوي.واستذكر الناقد والإعلامي جاسم العايف بعض الذكريات التي لايعرفها الآخرون عن محمد خضير، مشيراً الى عمق هذه العلاقة التي تمتد الى عدة عقود ومازالت حية تكتمل بالود وقال : ان البعض يظن ان أبا مناف منعزل عن الآخرين ولكن هذا الظن لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة فهو رجل صاحب علاقات اجتماعية وصلته بالآخرين عميقة وعالية بمبادىء الود والصفاء.فيما أشار الشاعر حمد الدوخي الى منجز محمد خضير والى لغته السينمائية وهندسته السردية التيلاشبيه لها في السرد العربي .وكانت الكلمة الاخيرة لمحمد خضير الذي تحدث باختصار عن تجربته واصفاً فيها الأمكنة والشخوص وتضاريس الازمنة التي مرت عبر دهشة الوعي المبكر، فهو يستمدّ تلك الرؤى من العوالم الماضية المحفورة في حيطان الذاكرة التي تمثل تاريخ مدينة لم يفارقها منذ اكثر من خمسين عاماً.
نقوش على حيطان بصرياثا
نشر في: 22 إبريل, 2011: 05:04 م