اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > خوان ميرو.. منفيّ فـي وطنه

خوان ميرو.. منفيّ فـي وطنه

نشر في: 23 إبريل, 2011: 07:04 م

ترجمة: عبد الخالق علي أربعة أماكن لها أهمية كبيرة في حياة  خوان ميرو ، كل منها يساعد في فهم نفسيته المعقدة و الفن الذي صنعه .  الأول هو المكان الذي ولد فيه عام 1893 في حي برشلونة القديم. كان والده يعمل في صناعة و تصليح الساعات اليدوية. كان يشعر بالاختناق في هذه المدينة المحافظة .
لم يكن ميرو يمتلك موهبة بيكاسو العظيمة المبكرة ، و كان منذ صغره مولعا باللون المجرد و بالتركيب اكثر من ولعه بالعرض . لم يتمكن من انجاز رسومات اكاديمية ، و لهذا عندما بدأ بدراسة الفن في لوتجا – حيث درس بيكاسو – لم يكن متشوقا للبقاء فيها. في سن السابعة عشرة و تحت ضغط والديه عمل  كاتبا في احد المكاتب ، كان العمل منهكا مما ادى الى سوء حالته الصحية . لم يكن من السهل فهم ميرو . كان خجولا ، وجلاً لكنه يمتلك روحا لا تلين . بقي طوال حياته كاتالونيا صادقا. خلال الحرب الاهلية الاسبانية و في ظل حكم فرانكو  ، اعلن تعاطفه مع الجناح اليساري . كان لديه العديد من الاصدقاء ، و رغم ارتباطه بالسرياليين فانه لم ينتم الى اية جماعة و بقي مستقلا. في سن التاسعة عشرة ذهب للدراسة في مدرسة للفنون يديرها شخص كاتالوني يدعى فرنسيس كالي . كان لايزال غير قادر على الرسم و لا يعرف الفرق بين الخط المنحني و المستقيم . ساعده كالي و جعله يرسم حياة جامدة لأشياء بلا ألوان كقدح الماء . كان ميرو معجبا بكالي و عرف عددا من الاصدقاء في مدرسته للفنون ، و مثل بيكاسو قبله ، بدأ يستمتع بحياة الشارع .بدأ يعرف ان العالم الحقيقي كان في مكان آخر، و ان برشلونة تخلو من الرسامين التكعيبيين او السرياليين ، و ان معظم الفنون المعاصرة المعروضة في المدينة كانت كئيبة و من الطراز القديم. صار ينظر الى برشلونة و كأنها سجن ، ثم بدأ يحلم بباريس . رغم خجله شعر بالود تجاه  فرانسيس بيكابيا ، احد قادة حركة دادا الذي لجأ الى برشلونة خلال الحرب ، إلا ان بيكابيا فتح شهيته للمغادرة . غادر ميرو الى باريس في 1919 ، و قام بيكاسو بتقديمه الى التجار هناك واخذ يتحدث عن أعماله كما اشترى رسوماته منه . و رغم ان ميزو لم يكن يحب هؤلاء فقد وجد حرية شخصية و فنية في باريس ، في الشوارع و المتاحف و المعارض. كان فرحا بالمكان .المكان الثاني المهم في حياته هو بيت ريفي في مونت – رواج ، قرب الشاطئ في محافظة تاراكونا ، و هو مكان اشتراه والده عندما كان هو في السادسة عشرة . و مثلما صدمته بيئة باريس بجمالها فقد تأثر بهذا البيت و بالأرض المحيطة به المليئة بخمائل الزيتون ، ذات  الصخرة الحمراء المحززة. ظل هناك يرسم بسلام. رسم عددا من اللوحات المبكرة للمباني الواقعة ضمن ممتلكات والده من بينها المزرعة . كان مولعا ايضا بالجوانب الصغيرة للطبيعة : بالعشب و الأشجار  ، و بالحيوانات و تجهيزات المزرعة و الضوء القادم من البحر و ببعض القرى في المنطقة . صارت مونت- رواج ملاذا له من برشلونة ، و عندما وصل الى باريس صارت هي الملاذ من الأحاسيس القاسية التي سببتها له برشلونة ، و سرعان ما صارت ملاذا أيضاً من بعض المعارف هناك من الرسامين و الأدباء مثل همنغواي الذي اشترى منه لوحة المزرعة في 1923 . في العشرينات و بينما كان يتنقل بين باريس و مونت – رواج ، بدأت اعماله تتغير تحت تأثير السرياليين . عندما  ينفد منه المال و ليس هناك من يشتري اعماله ، كان يعود الى شقة العائلة في باسيج ديل كريدت ، ليعمل في استوديو في الطابق العلوي . في 1929 تزوج من بيلار جانكوسا التي تنحدر من عائلة مثقفة من مالوركا ، و في 1931 ولدت طفلتهم الوحيدة دولورس . عندما ذاع صيته ، وجد وكيلا اميركيا – بيير ماتيس – و ما بين 1932 و 1939 اقام 20 معرضا لأعماله في اميركا و أوروبا لكنه لم يقم اي معرض في برشلونة . في 1968 عندما بدأ حكم فرانكو بالتحول الى الليبرالية نوعا ما ،  منحوه فرصة لعرض بواكير اعماله في مستشفى دي لا سانتا كرو في برشلونة . شعر ميرو بالسرور لهذا التقييم لكنه في نفس الوقت شعر بالخسارة لعدم استطاعته عرض اعماله قبل هذا الوقت في المدينة التي ولد فيها. لقد استمد إلهامه من كاتالونيا . عاد أخيراً الى مدينته . طلب موقعا يبني عليه مؤسسته – مؤسسة خوان ميرو - . وهب العديد من لوحاته . كانت السلطات لا تزال غير متأكدة من شهرته لكنها قدمت له أجمل المواقع على جانب تل مونتجيس الذي يطل على المدينة و على البحر ايضا.كان المكان انيقا و تبدو قاعاته مقدسة قياسا بالعالم الخارجي . بالقرب منه يقع المتحف الوطني لفنون كاتالونيا حاليا الذي يضم مجموعة كان لها اعمق الأثر على ميرو في صغره ، مجموعة فاخرة من اللوحات الجدارية ذات الاقواس الدائرية جاءت من كنائس كاتالونيا . كان يحبها كما يحب نفسه . المكان الرابع الذي أطر فن ميرو هو الستوديو الكبير المليء بالضوء ، صممه له ( سيرت ) في ضواحي بالمادي مالوركا  منتصف الخمسينات ، و هو الآن مفتوح للجمهور و باق على حاله كما تركه ميرو عند وفاته مع بعض اعماله غير المنجزة و بعض الألوان و الفرشاة . وصل  ميرو الى مالوركا عن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram