 البصرة /عبد البطاط أينما تذهب في البصرة إلى الأحياء الراقية أو الشوارع والأزقة الضيقة تجد أطناناً واطناناً من النفايات بأشكال وألوان مختلفة منها نفايات نايلون واخرى بقايا أطعمة ومكان ثالث فضلات عيادات  أطباء وصيادلة  ،تلوث بيئي غير اعتيادي لم يسلم منه حتى الانهر المملوءة بأطنان من الفضلات والاطارات التالفة والقناني البلاستيكية المستهلكة .. تلوث بدرجة عالية وغير مسموح فيه في كل الدول المتقدمة منها والمتأخرة .
 وفي لقاء مع المهندس (طه ياسين القريشي) مدير البيئة في المنطقة الجنوبية قال .." يتجلى تلويث البيئة النهرية في مدينة البصرة من خلال تغير خصائصها الفيزيائية والكيمائية والبايولوجية ،إذ تتصف مياه شط العرب والجداول المتفرعة عنه بانخفاض درجة شفافيتها وعكورتها بسبب وجود العوالق الصلبة ،كما تتصف بلونها الرمادي وبقاع لزج اسود ، كما تتميز تلك المياه أيضا برائحة  ناتجة عن تحلل الطحالب والمواد العضوية والصلبة والأحياء الميتة فيها ..وأضاف هناك تباينا مكانيا نسبيا في درجة التلويث البكتريولوجي وبشكل خاص خلال فترة المد ،إذ تنخفض هذه الدرجة في جداول المعقل والجبيلة والخورة بسبب عمليات التنظيف المستمرة في تلك الجداول مقارنة مع الجداول الأخرى ،وكذلك في شط العرب لتصل إلى (11000،9000،460000،24000)لكل 100مل على التوالي فيما ترتفع في بقية الجداول إلى (2400000) لكل 100 مل ، ومن الجدير بالذكر أن تلك القيم تتساوى في جميع الجداول وفي شط العرب خلال فترة الجزر ، وتؤثر بعض المتغيرات المائية في التباين المكاني لمستويات التلويث في البيئة النهرية في مدينة البصرة.واوضح بان احتواء المياه الثقيلة وبشكل خاص مياه الصرف الصحي على العديد من أنواع البكتريا والمواد العضوية  يؤدي الى تغير الخصائص البايولوجية للبيئة النهرية وثمة تباين مكاني في الخصائص المذكورة في أعلاه ،أن بعض الجداول في المدينة أكثر تلوثاً بالمياه الثقيلة من غيرها من الجداول ،ومن شط العرب أيضا فقد سجلت أعلى التراكيز لتلك العناصر في جداول الرباط والخندق والعشار ، ويعزو ذلك إلى تركيز العديد من الصناعات على جانبي هذه الجداول كالصناعات الغذائية التي تطرح مياها الثقيلة الحاوية على الخمائر والحوامض والسوائل الزيتية ،كما هو الحال في صناعة الألبان فضلا عن المياه الملحية الناتجة عن غسل قناني الحليب والعصائر ، إضافة إلى ما يطرح عن ورش تصليح الزوارق والمضخات الزراعية من دهون وأصباغ وحوامض .طرق بدائية في التعامل مع النفاياتوحذرت  خيرية عبود / مديرة بيئة البصرة من ان عدم رفع النفايات الصلبة من المحطات الوسطية باستمرار .. جعل الكثير من المواطنين يتذمرون ويشتكون من الروائح الكريهة لتعفنها ، إضافة إلى تكاثر الحشرات وتأثير ذلك على صحة الموطنين ومطالبتهم البلدية بإبعاد هذه المحطات الوسطية من المناطق السكنية وتوفير المتطلبات البيئية فيها ورفع النفايات منها باستمرار ،وعدم السماح للأهالي بدخول هذه المواقع وحرق النفايات من خلال نقاط حراسة حول هذه المواقع أو إلغائها ،وعلى البلدية الإسراع في تنفيذ المراحل النهائية لإنشائه وتخليص المدينة من النفايات . كما أن المحارق الطبية في المستشفيات وعدم كفاءتها وصلاحيتها في حرق النفايات التي تتطلب توفير محارق نظامية ذات درجة حرارة ، تستلزم من دائرة الصحة توفير محارق ذات كفاءة عالية للمستشفيات بدلا من الموجودة حاليا وإنشاء اخرى نظامية كبيرة للمحافظة توضع خارج المدينة لتستوعب جميع المخلفات الطبية والبلدية لتلافي خطورتها على المواطنين . وتقترح مديرة بيئة البصرة الإسراع بتخصيص مواقع لطمر المخلفات الملوثة بالإشعاع تتوفر فيها الشروط والمواصفات المحددة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في منطقة حفر الباطن التي تبعد أكثر من 170 كم عن مركز المدينة .ويلاحظ ان في البصرة ظاهرة فريدة من نوعها هي دخول الأثاث القديم والمستعمل من الكويت التي انعكست سلباً على البيئة، حيث تقول  خيرية عبود: أن موضوع دخول الأثاث القديم والمستعمل عبر المنافذ الحدودية رغم توجيه مجلس المحافظة بعدم دخولها لما لهذا الموضوع من خطورة بيئية وصحية على المواطنين بسبب احتواء هذا الأثاث على مواد وسلع منزلية وأجهزة تالفة لا تصلح للاستعمال وانها مجرد نفايات لا ترتقي الى مستوى المواد المستوردة، ولها تأثيرات صحية وخطيرة على المواطنين الذين يقتنونها ،إضافة إلى أنها تعتبر نفايات تضاف إلى الموجودة في المحافظة ، لذا حيث قرر مجلس حماية وتحسين البيئة في البصرة تبليغ ممثلي المنافذ الحدودية بمنع دخول هذا الأثاث المستعمل .  السكراب والإشعاع ... وبشأن قطع السكراب الملوثة يقول سكرتير مجلس حماية البيئة خزعل مهدي..." لقد استمرت عمليات الفحص والعزل أكثر من شهر وبجهود استثنائية من قبل فريق العمل ( كوادر شعبة الوقاية من الإشعاع ) صباحاً ومساء ،وقد تم عزل أكثر من (4) أطنان من قطع السكراب الملوثة قرب فندق حمدان ، حيث تم نقلها بواسطة متعهد إلى موقع الطمر في منطقة ( خرانج) التي تبعد أكثر من (170 كم ) من مركز المدينة وبإشراف ومتابعة المديرية (شعبة الوقاية من الإشعاع ) .أما قطع السكراب غير الملوثة فقد تم نقلها إلى الشركة العامة للحديد والصلب وعلى شكل مراحل خلال شهر ،حيث قامت