بغداد/ هشام الركابي كشف مصدر أمني رفيع المستوى أمس أن الحكومة قلقة من عرقلة عملية الانسحاب الاميركي المرتقب من العراق نهاية العام الحالي . وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه لحساسية القضية إن رئيس الوزراء يسعى إلى المسك بقوة بالملف الأمني خوفا من حصول أي تدهور امني قد يعيد البلاد إلى المربع الأول في ظل غياب الوزراء الأمنيين.
وأضاف أن الهجمات بالصواريخ والمقذوفات التي تتعرض لها المنطقة الخضراء بين الحين والآخر تمثل إحدى المخاوف التي قد تزداد مع الانسحاب الامريكي. وذكر أن القائد العام للقوات المسلحة يجري بين الحين والآخر اجتماعات مطولة مع القيادات الأمنية لبحث سبل تعزيز الوضع الأمني وإيقاف المحاولات التي تحاول التأثير على المنجزات الأمنية. وتابع أن بعض الخلايا المتشددة والمرتبطة ببعض الدول المجاورة تحاول عرقلة عملية الانسحاب من خلال تنفيذ هجمات منسقة على المعسكرات والارتال العسكرية الاميركية مما ينعكس على الأوضاع الأمنية وتبيان عدم قدرة القوات الأمنية العراقية على المسك بزمام الملف الأمني بشكل كامل. من جانبه كشف الائتلاف الذي يقوده رئيس الوزراء نوري المالكي، أمس السبت، عن وجود جهات داخلية وخارجية لم يسمها مسؤولة عن تصاعد وتيرة العنف في البلاد مؤخرا بهدف التأثير على جدولة الانسحاب الاميركي من العراق، مبينا ان الاتفاقية الأمنية سارية المفعول والقوات الاميركية ستنسحب نهاية العام الجاري. وقال عضو دولة القانون سلمان الموسوي وهو مقرب من رئيس الحكومة المالكي في تصريح له أمس إن هناك جهات خارجية قد تكون مدعومة من دول الجوار وأخرى داخلية مستفيدة من بقاء القوات الاميركية في العراق تقف وراء تصاعد وتيرة العنف في البلاد مؤخراً ، مشيرا إلى أن تلك الجهات تحاول عرقلة الانسحاب العسكري الاميركي من البلاد بنهاية العام الجاري.وفيما لم يكشف الموسوي عن هويات تلك الجهات لكنه أكد على أنه ليس هناك حاليا نية لتمديد بقاء القوات الاميركية في العراق كون الوضع الأمني يسير وفق ما خطط له.وتابع الموسوي قائلا أن العراق يسعى خلال المرحلة المقبلة لبناء علاقات متينة مع حكومة الولايات المتحدة الاميركية كدولة مقابل دولة وليس كدولة محتلة. وكان رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي مايك مولن قد وصل إلى العراق مساء الثلاثاء الماضي لمراجعة خطط انسحاب قوات بلاده من العراق نهاية العام الجاري.وتتزامن هذه المخاوف مع مخاوف أمريكية من حصول تدهور في الملف الأمني مع بداية الانسحاب الكامل نهاية العام الحالي. ونقلت صحيفة الوول ستريت جورنال عن مسؤول في إدارة أوباما قوله إن إذا سحب أوباما الجنود الأميركيين من العراق، وتصاعد العنف هناك، فانه قد يواجه أسئلة صعبة من الجمهوريين في الكونغرس عما إذا كانت واشنطن أساءت تقدير الموقف. وكان وزير الخارجية هوشيار زيباري بحث في وقت سابق ومساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان انسحاب القوات الاميركية من البلاد نهاية العام الحالي ووضع وعمل السفارة واستعرض الجانبان "العلاقات العراقية - الاميركية بعد انسحاب القوات الاميركية من البلاد نهاية عام 2011 ووضع وعمل السفارة والقنصليات الاميركية".إلى ذلك شدد زيباري على "حرص الحكومة العراقية لتوفير مستلزمات عملها وتقديم العون والمساعدة اللازمة لقيامها بمهامها على أكمل وجه لمتابعة تنفيذ اتفاقية الإطار الاستراتيجي للصداقة والتعاون بين البلدين".
مصدر لـ (المدى): الحكومة قلقة من محاولات إفشال الانسحاب الأميركي
نشر في: 23 إبريل, 2011: 09:29 م