متابعة المدى بينما تقترب عقارب الزمن يوما بعد آخر من استحقاق انسحاب القوات الأمريكية من العراق نهاية العام الجاري تنفيذا للاتفاقية الأمنية المبرمة بين العراق والولايات المتحدة ، ازدادت حدة الجدل والنقاش بين الكتل السياسية العراقية حول انسحاب القوات الأمريكية او تمديد بقائها ، لاسيما بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء نوري المالكي لوكالة الانباء الكورية الجنوبية الجمعة التي أكد فيها نفيه طلب تمديد القوات الأمريكية في العراق بعد 2011 مع إقراره بوجود نقص في تجهيز الدفاعات العسكرية .
فقد رجح النائب عن القائمة العراقية زياد الذرب في حديث لوكالة السومرية نيوز ان الولايات المتحدة الامريكية ستكثف ضغوطها على الحكومة العراقية ورؤساء الكتل في مجلس النواب ، لتمديد بقاء القوات الامريكية في العراق لفترة ثانية ، مبينا ان غالبية النواب يرفضون بقاء القوات الامريكية .ورجح الذرب موافقة الحكومة العراقية على التمديد لفترة أطول بسبب تلك الضغوط مؤكدا ان مجلس النواب العراقي سيرفض بالاغلبية المطلقة التمديد حتى لو وافقت الحكومة عليه .اما النائب عن الائتلاف الكردستاني شوان محمد طه عضو اللجنة الامن والدفاع في مجلس النواب فاعتبر ان المنظومة الأمنية العرقية مازالت غير قادرة على ضبط الأمن الداخلي والخارجي مضيفا ان الحديث عن تأييد او رفض للانسحاب الأمريكي الكامل من العراق مرتبط بجاهزية القوات العراقية لتولي المسؤولية بالكامل دون وجود دعم استخباري ولوجستي .وقال طه لوكالة اكانيوز إن التقارير والمعلومات التي تتداولها لجنة الأمن والدفاع البرلمانية تشير الى وجود نقص في الدفاعات الجوية والبحرية وحتى البرية ، الى جانب الافتقار الى العنصر الاستخباري الذي يوفر معلومات أمنية استباقية لجميع القطعات ، واصفا قوات الأمن العراقية بالقوات العددية وليست النوعية .من جهة أخرى أكد الناطق باسم الحكومة علي الدباغ ان الحكومة العراقية ملتزمة بتنفيذ الاتفاقية الأمنية من خلال سحب القوات الامريكية من العراق نهاية العام الحالي . وأوضح في تصريحات نقلتها قناة العراقية أمس ان الاتفاقية الإستراتيجية تشمل تعميق العلاقات وتبادل الخبرات بين بغداد وواشنطن فيما ذكر الناطق الرسمي باسم القوات الأمريكية في العراق جيفري بوكانن أمس ان بلاده ملتزمة بتنفيذ بنود الاتفاقية الأمنية مع العراق وستستمر في العمل مع القوات العراقية كل يوم .وقال في تصريحات لقناة العراقية إن القوات الأمريكية تعمل على تدريب القوات العراقية بشكل مستمر حتى في المستقبل وهي مصممة على تقديم الدعم والنصح لهم مشددا على ان بلاده تريد بقاء علاقة قوية مع العراق بعيدا عن التفكير ببقاء عدد من جنودها فيها . من جانبه يؤكد الخبير الأمني علي الحيدري ان القوات العراقية غير جاهزة من الجانب الاستخباري كونها لا تمتلك مؤسسات قادرة على انتاج ضباط محترفين في علم الاستخبارات أسوة بباقي الدول . ودعا الحيدري في تصريحات لوكالة اكانيوز الحكومة الى توفير المستلزمات اللازمة لانتاج جيل جديد في مجال الاستخبارات والمخابرات والامن الوطني معتبرا ان القائد العام للقوات المسلحة اشار في تصريحه لوكالة الانباء الكورية الجنوبية الى تكامل قواته من الناحية التعبوية والعنصر البشري بوجود 600 الف شرطي و930 الف جندي يعد أكثر عددا من أفراد الجيش العراقي السابق .ووقع العراق والولايات المتحدة خلال عام 2008 اتفاقية الإطار الإستراتيجية لدعم الوزارات والوكالات العراقية في الانتقال من الشراكة الإستراتيجية إلى مجالات اقتصادية ودبلوماسية وثقافية وأمنية ، ونصت ايضا على وجوب ان تنسحب جميع قوات الولايات المتحدة من جميع الأراضي والمياه والأجواء العراقية في موعد لا يتعدى 31 كانون الأول من العام الجاري 2011 ، وكانت قوات الولايات المتحدة المقاتلة انسحبت من المدن والقرى والقصبات العراقية في 30 حزيران من عام 2009 .
حدة الجدل السياسـي حول بقاء القوات الأمريكية أو التمديد لها تتصاعد

نشر في: 24 إبريل, 2011: 09:54 م









