الكتاب:المستكشفون العظامالمؤلف: روبن هانبري – تينيسنترجمة: المدى يمكن أن أتجرأ و أقول انه – حتى في القرن الحادي و العشرين – هناك مستكشفون يقومون بأعمال ذات فائدة كبيرة. هنا يقفز الى الذهن (بين هادو) وهو يقود العلماء عبر القطب الشمالي، لكن كوكبنا العزيز الصغير لا يحتاج اليهم بالضرورة، و الأسوأ من ذلك ربما يكونون ملهاةً للفكر – أقصد هنا تهريج المغامرات التي نراها على شاشات التلفاز.
ان الذي يسمي نفسه " مستكشفا " اليوم هو ليس من الرياضيين المتباهين الذين ينتمون الى الطبقة الوسطى، و إنما هو محب للفنون رغم عدم معرفته بها، لكن لديه مهارات التواصل و صبر الجنود و الموهبة من اجل الشهرة الذاتية. بينما الاكتشاف الحقيقي يكون من خلال باحث علمي يخدّش عينات الصخر او يحدق بالمايكروسكوب الالكتروني. و لكن ما هي الغاية؟ نحن نتبختر و نتباهى بأنفسنا على المسرح العالمي بينما ذلك المسرح يحترق. كانت تلك هي استذكاراتي عندما فتحت كتاب " المستكشفون العظام "، و هو مجموعة مقالات لسير ذاتية عن الكثير من الأسماء العظيمة من الماضي و الحاضر: كولومبس، فاسكو دي غاما، الفريد راسل والاس، اموندسن، كل حسب مجال عمله. و هناك مفاجآت أيضا (المصور توماس باينس، و متسابق الدراجات النارية عبر الصحراء رالف باغنون). كما ان هناك غيابا ملحوظا لبعض الأسماء: الكابتن سكوت الذي سيسبب غيابه صدمةً للكثير من القراء خاصة الذين يعرفون ان سكوت له برنامج علمي اعظم من اموندسن. هذا كتاب رائع لكنه مكتظ ; حنين الى الماضي يجعل حتى المتأخرين من أمثال جاك كوستو يبدون و كأنهم من عهد قديم. و يبدو ان رسالة الكتاب تقول ان الاستكشاف ينتمي إلى عالم الأمس. نعود الى سؤالي المركزي: ما معنى مستكشف العصر الحديث؟ و هو نفس السؤال المطروح قبل فترة ليست بالبعيدة في الجمعية الجغرافية الملكية (RGS) التي تفضل اليوم تشجيع البحوث العسيرة اكثر من تشجيعها للحملات المجيدة التي اتسمت بها العصور القديمة. ينصح روبن هانبري – تينيسن حملة (بيغل)، و هي مجموعة من المجادلين تهدف الى تصحيح مسار الجمعية الجغرافية الملكية، كلنا نؤمن بهذه الحملة و الكثير منا انضم اليها، لكن في النهاية سادت الحقيقة. ان معركة (مجموعة بيغل) لم تكن مع السلطة الحالية للجمعية الجغرافية الملكية و انما مع مسار الزمن. في زمن ما كان أصحاب المعرفة من أمثالنا لهم فائدة كبيرة " لقد أوصلنا ما لم يكن معروفا الى شعبنا ". بعض الشخصيات مثل فرجتون نانسين و ارنست شاكلتن و هانبري – تينيسن نفسه، قدموا مجهودا علميا كبيراً. هذا الكتاب يحوي مجموعة من المقالات ذات القيمة العالية، أشياء تنظر بتردد إلى الزمن الحالي. هل كانت دراسات باغنولد الشبيهة بكثبان الرمل ستحصل على مكان في قرن آخر؟ و هل يقارن المغامر الشاب جينو واتكنس بالسير دوغلاس ماوسن الذي أكسب استراليا و العالم الكثير من القطب الجنوبي؟ إرث كوستو المدفون تحت الماء يفصله ابنه جين – ميشيل، لكن لكونه جزءاً من هذا الإرث فانه يجد نفسه يكتب عن مغامراته الخاصة بصيغة الشخص الثالث، إعجابا بنفسه.ينتهي الكتاب بصاحب الكهف المميز آندرو ايفيس الذي يحكي قصته بصيغة الشخص الأول، لكن لكونه لا يتقن التأليف فالنتيجة هي عدم تقديم أحد مستكشفينا البارزين الأحياء بشكل جيد. و تصبح نهاية الكتاب متراخية. هناك اقتباسات من 1982 عن تينيسن بانه " أعظم مستكشف في العشرين سنة الماضية " و في مكان آخر بانه " عميد المستكشفين البريطانيين ". الاستكشاف قد ابتعد عنا، و رغم ان المؤلف يعرف ذلك و يقول " لقد بدأنا الآن ندرك باننا نجهل الكثير عن افعال الطبيعة " فيبدو انه لا يريد تصديق ذلك. ليس في الكتاب شيء عن استكشافات المختصين بقيعان البحار التي تشكل ثلثي كوكبنا او عن علماء الجمعية الجغرافية الملكية التي لازالت تطلق عددا من المشاريع اكثر من السابق. المسألة هي كما يلي: من جانب، فان الأماكن غير المستكشفة توكل الآن الى باحثين لهم أهمية من امثال جغرافي المحيطات روبرت بالارد و الأخصائية بعلم الحيوان الأساسي جين غودال. و من جانب آخر، لم يعد الترحال الخارجي حكرا على الرجال الرومانسيين ذوي الامتياز، فكلنا اليوم مستكشفون. عن الغارديان
كلنا اليوم مستكشفون
نشر في: 25 إبريل, 2011: 07:34 م