المدى الثقافيدخل لعبة الحياة بعد ان اغتسلت ارض الرافدين بفيضان الخمسينات من القرن الماضي ،لكنه وفي انتفاضة ثمانينية أطلق النار وأشعل الحرائق على كل أوراقه ليصير بعدها من الكتاب المكشوفين للتكرار منتصف الثمانينات ذاتها ،وفي منتصف التسعينات اختمرت ذائقته الشعرية ليسجل مجموعته الأولى – فصول التأويل – ثم – مرايا لسيدة المطر - مداهمات متأخرة – ألوان باسلة – وفي النقد صدرت له - من يفتح صناديق العائلة الشعرية العراقية – الشعرية العراقية اسئلة ومقترحات .
ضمن هذه المقدمة التي قرأها الشاعر والإعلامي عدنان الفضلي في ملتقى الخميس الإبداعي الذي احتفى بالشاعر والناقد علي حسن الفواز . تحدث الفواز عن اسرار هذا التنوع الثقافي الذي تميزت به شخصيته ،عندما كان يحث الخطى نحو اكتشافات واسئلة قلقة في مخيلته التي مازالت تضج بالاسئلة المدهشة وقال : نحن نحتاج دائما إلى أن نكون معاً لنتحاور، والمهم ان لا نحمل الاسلحة وان نمارس صناعة الحب المكشوف،عندما كنت يافعا كان لدى عمي الاعلامي كاظم لازم صندوق فيه الكثير من الاشياء المدهشة ،وحينما سطوت على هذا الصندوق الذي سحرني وجدت فيه عالمي الذي كنت ابحث عنه وهو عالم الدهشة والاسئلة ،وجدت كتب – آرسين لوبين – وتشارلز ديكنز – ودستويفسكي – وقادني هذا العالم الى عوالم اكثر سحرية هو عالم السينما ،فعرفت – كاري كوبر - وبرت لانكستر – واليزابيث تايلر – وغيرهم كذلك قادتني هذه العوالم فعرفت المسرح وكتبة المسرح مثل كريم رشيد وشوقي كريم وايضا عمي كان ايضا ضمن هذا – الكروب - ،بعدها تعرفت على علي حنون وسهيلة إدريس وجمال كريم ،وكنا نقرأ الروايات ثم نعقد جلسة نقدية ونناقش فحوى الرواية وثيمتها، واعتقد انها الخطوة الاولى نحو عالم النقد، وكان خضير ميري الذي يفضح الكتاب بالقراءة وهو كان مريضا (بنيتشه).وأضاف الفواز :كنت ألاحق أحلامي ، الحلم يجب ان يكون خارقا في تصوراتك ،فأنا أحلق عالياً وهذا التحليق لا يجعلني ان أبتعد عن الحياة ، المبدع يجب ان يرى الصور بوضوح حتى يرى كيف يصنع الشاعر القصيدة ،الحلم وما انبله من حلم وأجمل ما أملكه الآن هو الحلم ،وهي الكرة التي مازلت اركض خلفها .والمرحلة الثانية التي اكتشفتها هي اللغة وهي الشجرة التي لايمكن ان تتحول بدون هذه الاصابع وتحولها الى اشياء ،أما النقد فهو الجانب الإجرائي وهي منطقة قادتني الى مناطق اخرى ،مناطق سياسية وثقافية ،والنقد يقودك الى مناطق غير مأهولة في البحث والتقصي في النص، وهي تمظهرات المثقف العضوي كما يسميها غرامشي، ان المثقف العضوي هو الذي يصنع عالما جديداً. وأكد الفواز في حديثة :بودي ان نثير الأسئلة وان نطرح الملفات التي ينبغي ان تكون فاعلة، وهذه الأسئلة يجب ان تكون مكشوفة لأن المسائل الثقافية بحاجة الى مناطق اجتماعية، واعتقد هي مسؤولية المثقف ونحن بحاجة اليها ،ثم قرأ بعضاً من قصائد ديوانه- ألوان باسلة - . وقال الناقد خضير ميري ان علي الفواز نموذج في المشغل الثقافي وشخصية تجده في كل مكان ذي حراك ثقافي .
شـاعــر الألـوان وفـاتـح الصـنـاديـق المغـلـقـة
نشر في: 25 إبريل, 2011: 07:41 م