اليوم أسود الرافدين على موعد جديد مع الاختبار الأصعب أمام المارد العُماني في مباراة نصف النهائي لبطولة غرب آسيا بكرة القدم يعوِّل عليها القائمون على الفريقين ، فمنتخب العراق بدأ البطولة بقوة وإصرار في تحقيق الفوز على منتخب الاردن إلا انه سرعان ما عاد الى حالة المــد والجزر التي عانى منها كثيراً طوال الفترة الماضية إبان فترة البرازيلي زيكو الذي هو المسؤول المباشر الذي أوصل الأسود الى خريف العمر، فيما يعوّل رئيس الاتحاد العُماني لكرة القدم خالد البوسعيدي على منتخب بلاده ان يحرز لقب هذه البطولة بعد ان وعد لاعبيه بمكافآت مالية مجزية في حال فوزهم على منتخبنا الوطني في مباراة اليوم كي يمنح لاعبيه حافزاً معنوياً عالياً للظهور المميز في خليجي 21 الذي أكد انه يحاول من خلاله اعادة سيناريو خليجي 19 عندما خطف لقبه المنتخب العُماني.
هذه المعطيات تجعل لاعبينا على أُهبة الاستعداد لاعتبارين: الاعتبار الاول العودة مجدداً الى الصورة التي رسمها الأسود عندما أقنعونا تماماً بأنهم قادرون على مواصلة المشوار في التصفيات الآسيوية والتأهل الى مونديال البرازيل من خلال المستوى الرائع الذي قدموه خلال مباراتهم امام المنتخب الاردني الذي شهد انتفاضة كبيرة للأسود توجوها بخطفهم نقاط المباراة بهدف حمادي أحمد الذي سيبقى شاخصاً في ذاكرة الجمهور العراقي كونه جاء من جملة تكتيكية للمبدع أحمد ياسين الذي تلاعب بمقدرات المدافعين الاردنيين بكل رشاقة واتقان مناولاً كرته لحمادي الذي لا يرحم اطلاقاً عندما يكون بمواجهة المرمى كونه اصبح زبونا دائما للمرمى الاردني ووضع بصمة ثانية في شباكه بينما يُعد الاعتبار الثاني هو إكمام الأفواه لكل من شكك بمستوى الشباب الذين نرى فيهم مستقبل العراق الكروي القادر على فعل الشيء الكثير للكرة العراقية خصوصا انهم يعون جيداً ان الأمر لا يحتمل أي إخفاق بعد ان كاد التعادل الايجابي أمام المنتخب السوري يضعهم خارج حسابات البطولة التي نعوّل عليها كثيراً لولا ان نظام البطولة الذي يقضي بالغاء نتائج الفريق الأخير في المجموعتين الاولى والثانية هو من أعاد الأمل للاسود مجدداً ليكون التعادل الاخير مع منتخب سوريا درساً بليغاً للاعبينا سيتعلمون منه الكثير للمستقبل القريب.
لقاؤنا مع منتخب عُمان سيكون بروفة أولية للقائنا معه في حزيران المقبل ضمن منافسات الدور المؤهل الى مونديال البرازيل لذلك يجب ان يضع جميع لاعبينا في حساباتهم ان هذه المواجهة قد تكون هي نقطة الانطلاق الحقيقية الى شواطئ البرازيل ويحاطون علماً ان لا أمان مع هذا الفريق إطلاقاً لما يضمه من لاعبين قادرين على تحقيق الفوز على اقوى الفرق من خلال ما شاهدناه له من مباريات قوية جعلته يتربع على قمة فرق المجموعة الاولى بقيادة مدربه الفرنسي فيليب بيرلي الذي سيقود فريقه اليوم من على مدرجات الملعب بسبب تعرضه الى حالة طرد في المباراة السابقة ، لذلك فعلى اُسودنا اليوم الوقوف بقوة نداً شديداً للمارد العماني وتلقينه درساً جديداً يفتح لنا آفاقاً للتفوق المقبل عليه وهي فرصة جيدة لجس نبضه ومعرفة تحضيراته للقاء المرتقب في حزيران المقبل مستثمرين حالة عدم مرافقة المدرب الفرنسي للخصم التي قد تلقي بظلالها على أداء الفريق العُماني وهو ما نتمناه بكل تأكيد لتحقيق الفوز عليه والتأهل الى المباراة النهائية.
لا أمان مع عُمان!
[post-views]
نشر في: 17 ديسمبر, 2012: 08:00 م