ترجمة عبدالخالق علي ربما يكون العنف قد انحسر في العراق بشكل كبير منذ الأيام السيئة في بداية الحرب. إلا أن ثقافة التخويف والترهيب لا تزال سائدة.إنها موجودة خلال الاحتجاجات التي انتشرت في العراق منذ بداية الانتفاضات الإقليمية. لقد أصبح التهديد بالموت عبر الرسائل ممارسة شائعة بين أطياف المحترفين المنشغلين بهموم الشعب خاصة المحامين والصحفيين والناشطين وموظفي الدولة، مما حدا بشركتي الموبايل زين واسيا سيل الى عمل ترتيبات مع أجهزة الشرطة والمحاكم العراقية لغرض التحري عن مصادر هذه التهديدات.
وسائل الإعلام الرقمية تقوم بنشر أصوات الديمقراطية الفتية التي تدور في الشرق الأوسط، الا ان التلميح هنا هو ان السلطات والمجاميع المسلحة على حد سواء لديها الخبرة في استخدام التكنولوجيا؛ خاصة الهواتف الخلوية التي لم تكن متوفرة بشكل واسع في العراق قبل عام 2003 كجزء من وسائل الترهيب.يقول مازن الاسدي، ممثل عن شركة زين" هناك تعاون كبير بين قوات الأمن والقضاء العراقي وشركة زين في مجال تبادل المعلومات. مع ذلك، فان معظم التهديدات يستحيل تعقبها لكونها ترسل من هواتف مفقودة او متروكة وكارتات يمكن شراؤها من السوق السوداء.الناطق باسم المحكمة العليا عبدالستار البيرقدار اكد انه "من المستحيل حساب تلك الرسائل". المقابلات التي أجريت مع العراقيين توحي بان هذه الظاهرة تتعرض لها كل طبقات المجتمع العراقي، و بشكل خاص رجال الصحافة الذين يتعرضون للتهديدات وخاصة خلال خروج الاحتجاجات. التقارير الاخيرة لمنظمة هيومان رايتس واتش ومنظمة العفو الدولية حول إساءات القوات الأمنية، تضمنت تهديدات من خلال الرسائل الخطية. يقول سمير مسقطي، وهو باحث في منظمة حقوق الانسان في الشرق الاوسط، والذي زار العراق مؤخرا "ان التهديدات شيء سائد في العراق، لكن يبدو انه يزداد سوءا. فكل منظمي الاحتجاجات تقريبا والصحفيين الذين تحدثنا معهم تلقوا تهديدات عبر الهاتف او من خلال رسائل خطية. واضاف مسقطي انه من الشائع بالنسبة للصحفيين العراقيين ان يظهروا على شاشات التلفاز ويتحدثوا عن مواضيع فيها خلاف كالفساد مثلا، و بعد انتهاء العرض التلفزيوني تبدأ التهديدات تنهال عليهم. تأتي رسائل التهديد بثلاثة أشكال مختلفة. البعض منها مقصود به الترهيب. ياسر الجبوري، 28 سنة، يعمل صحفيا في محافظة ديالى، في شباط تلقى رسالة خطية تقول كلماتها "لقد أصبح لسانك طويلا، وقد حان الوقت لقطعه". كما طلبت منه الرسالة أن يترك عمله.يقول "بقيت في بيتي لعدة أيام من اجل اجتناب المسلحين، لكني اعتدت على هذه الرسائل فقررت ان استأنف عملي لأني أؤمن بالقضاء و القدر". عن: نيويورك تايمز
رسائل الموت للصحفيين: لسانك طويل وبحاجة إلى قطعه
نشر في: 27 إبريل, 2011: 09:52 م