أكد سفير الفاتيكان في الشرق الأوسط أنه لا وجود للعراق "التاريخي" من دون المسيحيين، محذراً في الوقت نفسه من تنامي الهجرة المسيحية من البلاد.
وقال السفير ومبعوث البابا بندكتوس السادس عشر إلى كركوك ليوناردو ساندري في حديث تناقلته" السومرية نيوز"، إنه "لا وجود للعراق التاريخي من دون المسحيين كونهم جزءاً مهماً من حضارة وتاريخ العراق مع باقي مكوناته"، مؤكداً أن "العيش المشترك بين الجميع وتقبل الآخر سيولد الحب والطمأنينة والسلام التي ينشدها الجميع في هذا البلد".
وشدد ساندري على أنه "يحمل رسالة حب وسلام ودعاء بابا الفاتيكان بان يعم الأمن والسلام في العراق وإلى مكونات كركوك للعيش بسلام ومحبة بين الجميع وتقبل الآخرين والجلوس إلى طاولة الحوار ونبذ العنف".
وحذر ساندري من "تنامي خطورة هجرة المسحيين من العراق إلى الدول الأوروبية الذين هم ركن أساسي ومهم مع باقي مكوناته"، داعياً إياهم إلى البقاء في العراق".
من جهته، ذكر رئيس أساقفة كركوك والسليمانية لويس ساكو، أن "سفير الشرق الأوسط ليوناردو ساندري وصل إلى كركوك مساء أمس وزار جامع كركوك والتقى رجال دين من جميع مكونات كركوك"، مبيناً أن "الزيارة تحمل طابع السلام والمحبة ورسالة من البابا للحوار والسلام وتقبل الآخر والعيش المشترك بين الجميع". بدوره، أكد إمام جامع كركوك محمد أمين، "أهمية الزيارة التي تحمل رسالة محبة وسلام وتدعو للحوار وتقبل الآخر والعيش المشترك بين جميع العراقيين".
يشار إلى أن المسيحيين في العراق يتعرضون منذ العام 2003 إلى أعمال عنف واستهداف في العاصمة وفي عدد من المحافظات العراقية مثل الموصل وكركوك والبصرة، كان أعنفها حين اقتحم مسلحون كنيسة سيدة النجاة، في 31 تشرين الأول 2010، واحتجزوا عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، وتبنى تنظيم ما يعرف بـ"دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم القاعدة، الهجوم في وقت لاحق، مهدداً باستهداف المسيحيين في العراق مؤسسات وأفراداً. وفي آذار عام 2008، خطف المطران الكلداني الكاثوليكي بولص فرج رحو وعثر عليه مقتولاً في وقت لاحق، كما فجرت جماعات مسلحة بيوت مواطنين مسيحيين في 30 كانون الأول 2010.
يذكر أن المسيحيين كانوا يشكلون نسبة 3.1 بالمئة من السكان في العراق وفق إحصاء أجري عام 1947، وبلغ عددهم في الثمانينات بين مليون ومليوني نسمة، وانخفضت هذه النسبة بسبب الهجرة خلال فترة التسعينات وما أعقبها من حروب وأوضاع اقتصادية وسياسية متردية، كما هاجرت أعداد كبيرة من المسيحيين إلى الخارج بعد عام 2003.
ويضم العراق أربع طوائف مسيحية رئيسية هي:الكلدان أتباع كنيسة المشرق المتحولين إلى الكثلكة، والسريان الأرثوذكس، والسريان الكاثوليك، وطائفة اللاتين الكاثوليك، والآشوريين أتباع الكنيسة الشرقية، إضافة إلى أعداد قليلة من أتباع كنائس الأرمن والأقباط والبروتستانت.