جاسم العايف البصرةضيّف اتحاد أدباء البصرة الدكتور ناظم مجيد الديراوي للحديث عن"ترجمة الأدب الروسي إلى اللغة العربية". قدمه الدكتور عامر عبد السعد، الذي أوجز السيرة الحياتية والثقافية للضيف، واضطراره وهو في العشرينيات من عمره، تحت ضغط تعسف النظام المنهار على مغادرة العراق عند نهاية السبعينيات ، ملتحقاً بالمقاومة الفلسطينية، وعاملا محرراً في وكالة الأنباء الفلسطينية ومجلة فلسطين الثورة، وانتقل مع إعلام المقاومة الفلسطينية إلى لبنان والجزائر وقبرص، ثم أكمل دراسته في جامعة لينينغراد،
وحصل على الدكتوراه في التاريخ عام 1994 وهو يعمل الآن محاضرا في كليات الاستشراق بمدينة سنت بطرسبرغ ، ونال شهادات تقديرية في مجال الاستعراب الروسي، تقديراً لجهوده العلمية والثقافية في هذا الشأن، كما أصدر مجموعة شعرية واحدة ، وأسس المركز الروسي - العربي، ويديره حالياً ، لغرض توطيد العلاقة الثقافية بين الروس والعالم العربي. ثم تحدث د. الديراوي موضحاً بأن ترجمة روائع الأدب الروسي الكلاسيكي إلى العربية لم تخل منذ البدء من الأغراض الدينية والتوجهات السياسية للدولة القيصرية، والكنيسة الارثذوكسية، حيث تم استثمار الإمكانات المعرفية والصلات الروحية ، وممتلكات الجمعيات والمدارس والمعاهد الروسية في فلسطين وسوريا ولبنان، و القيم والتوجهات الروسية ذات الصلة بالإيمان الأرثوذكسي ، وإدراجها ضمن ملف سياسة توسيع شبكة المصالح القيصرية في ولايات السلطنة العثمانية، لغرض الاستحواذ على حصتها في التدخل بشؤون السلطنة ، وكذلك التنافس الجيو- سياسي الأوروبي على ولايات المشرق العربي الآيلة للانفصال، بعد ضعف السلطنة العثمانية وبوادر تفككها ، وكانت هذه التوجهات زمن النظام القيصري هي سياسية - دينية - اقتصادية، وبعد الثورة البلشفية وتأسيس الاتحاد السوفيتي، باتت ميولاً أيدلوجية- سياسية ، وبإشراف مقنن من قبل الدوائر الحزبية ، والأجهزة الأمنية والدبلوماسية السوفيتية، لغرض توسيع ونشر بذور الفكر الشيوعي في عالم المشرق العربي، والعمل على إسناد النظام الاشتراكي الوليد. وأضاف د. الديراوي إن بداية القرن العشرين ،وخلال المرحلة القيصرية، تميزت بالتعرف المباشر على الأدب الروسي من قبل طلاب المدارس والمعاهد الروسية في فلسطين ولبنان وسوريا ، وتم انتقال بعضهم إلى روسيا لاستكمال دراستهم فيها، وبرز بينهم بعض المترجمين الأكفاء و منهم: سليم قبعين ورشيد حداد وأنطوان بلان وعصام ناصيف ، والاديب ميخائيل نعيمة الذي واصل دراسته الجامعية في روسيا بين الأعوام( 1905 - 1911 ) و ترجم بعض قصائد بوشكين وتاراس تشيفتشينكو إلى اللغة العربية. وذكر د. ناظم الديراوي: يمكن اعتبار هذه المرحلة هي الأولى، وان المرحلة الثانية والأكثر أهمية في ترجمة الأدب الروسي إلى العربية ، بدأت في منتصف الستينيات وحتى مستهل التسعينيات من القرن المنصرم، مع إن هناك محاولات في الترجمة من الروسية إلى العربية في فترة الخمسينيات وقبلها كذلك بعقود، إلا إن مرحلة منتصف الستينيات هي المرحلة المتسمة بالحيوية والجدية، إذ نرى فيها كثافة التراجم المختلفة التي شملت الأدب الروسي الكلاسيكي والمعاصر، وتم التركيز على ترجمة ما يدعم الفكر الاشتراكي وسبل انتشاره، وعرض تلك الكتب بأسعار زهيدة جداً ، وتم خلالها تأسيس "دار التقدم" وبعدها أسست "دار رادوغا" لتشرفا على عمل الترجمة من الروسية إلى العربية، وقام بهذه المهمة أدباء عرب أكفاء من العراق ومصر وسوريا ولبنان وفلسطين والسودان ، وكانوا قد أكملوا دراساتهم العالية في الجامعات السوفيتية ، فكانت ترجماتهم تتسم بالحرفية و الدقة والفنية، وبفضل عملهم تعرف القرّاء العرب على روائع الأدب الروسي الكلاسيكي والمعاصر في الرواية و القصة والدراما والشعر، وكانت "دار التقدم" تعتبر اكبر دار نشر في العالم ، ويعمل فيها أربعمائة مترجم أجنبي ، و ثلاثة آلاف محرر روسي ، وكانوا يترجمون ملفات هائلة في الأدب والفن والثقافة والسياسة والاقتصاد والحقول المعرفية والعلمية المختلفة من اللغة الروسية، إلى تسع وأربعين لغة أجنبية منها العربية. وأكد د. الديراوي أن هذه الدار أُسست بدايةً لأغراض سياسيةٍ، لكنها مع الزمن تحولت إلى مؤسسة ثقافية كبرى ذات تقاليد عريقة علمية محترمة، ومما يؤسف له إن " دار التقدم" وكذلك "دار رادوغا" التي لا تقل عنها أهميةً، أغلقتا وتم تسريح آلاف العاملين فيهما، بعد انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي ، وباتت الترجمة من اللغة الروسية إلى اللغات الأخرى مهملةً و شأناً خاصاً. وأعقبت الجلسة حوارات ، قدم خلالها د. الديراوي إجابات دقيقة على ما طُرح من تساؤلات حول ترجمة الأدب الروسي إلى اللغة العربية، وخاصة ترجمات الدكتور سامي الدروبي ،و ترجمات في: سوريا، ومصر ، ولبنان، وأهمية دور الأدباء وال
ترجمة الأدب الروسي فـي اتحاد أدباء البصرة
نشر في: 29 إبريل, 2011: 05:08 م