TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > كيف تستعيد الحركة العمالية دورها في العراق وماهي شروط تحقيق ذلك؟

كيف تستعيد الحركة العمالية دورها في العراق وماهي شروط تحقيق ذلك؟

نشر في: 29 إبريل, 2011: 05:20 م

طارق الجبوريرغم ما حصل من متغيرات كثيرة في العالم، انعكست على كثير مما كان سائداً فيه من مفاهيم ومصطلحات سياسية، فقد بقي العالم ومن ضمنه العراق  يحتفي - كما هو معتاد- بعيد العمال العالمي في الاول من ايار من كل عام ، اعترافاً بدورهم الكبير والمتميز في المجتمع وتضحياتهم من اجل ترسيخ قيم العدالة والتحرر والمساواة والنضال ضد كل اشكال الاستغلال والعبودية .
ولابد ونحن نتناول دور العمال من أن نستعرض جزءاً يسيراً من تاريخ الحركة العمالية الحافل بالنضال في كل المستويات الذي كانت بدايته المنظمة اواسط القرن التاسع عشرتقريباً . ورغم ان إصدار كارل ماركس مع صديق عمره انجلز البيان الشيوعي عام   1848يعد تحولاً كبيراً في مجال الحركة العمالية العالمية بوضعه ملامح برنامج وخطط منظمة للثورة على واقع العمال المزري وتركيز نضالهم ضد النظام الرأسمالي اساس الاستغلال فانه لم يكن الدعوة او الصرخة الاولى للعمال ضد الظلم ، فقد سبق اعلان البيان الشيوعي ظهور عدد من المنظمات العمالية حيث يشير موقع اتحاد نقابات عمال العراق الى   ان ( المحاولات الأولى لإنشاء أول منظمة نقابية في بريطانيا كانت عام 1831 عندما تأسست "الجمعية الوطنية لحماية العمال". وبعد ذلك وفي عام 1834 تأسست على يد روبرت أوين "النقابة الموحدة الوطنية العظمى"، ومنذ ذلك الحين بدأت تنتشر في أوروبا فكرة إنشاء النقابات للدفاع عن مصالح العمال ولكنها كانت تجابه بقمع الشرطة   ، غير انه    يمكن اعتبار الجمعية الشارتية التي أنشئت عام 1840في لندن  اول حزب عمالي في العالم بعد انهيار النقابة الوطنية المتحدة الكبرى بثلاث سنوات ، وتعد الشارتية امتداداً متطوراً لجمعية عمال لندن المتكونة عام 1836، وقد طرح الشارتيون برنامجاً ناضجاً جداً تناول فيه عديداً من القضايا التي تخص العمال ومنها تحديد ساعات العمل والظروف الصحية وحقوقهم في الاجور بما يتناسب وجهدهم ، في وقت كانت تمر فيه بريطانيا والنظام الرأسمالي برمته بأزمة اقتصادية عميقة بدأت عام 1835واستمرت الى عام 1842، غير ان خلافات قادتها كما تشير دراسة الموقع العمالي ادت الى فشل هذه الحركة وإخفاقها  في تحقيق اي من برامجها الواعدة والمتقدمة ، ليس بمفاهيم ذلك العصر فحسب ، بل حتى بمقاييس الوقت الحاضر الذي شهد تراجعاً في نشاط الحركة العمالية والنظرة الى دورهم كطبقة واعية في تحقيق التغييرات  . والشارتية ( تعني الميثاقية وجاءت التسمية نسبة الى كلمة    c  h a r te r التي تعني الشرعية ). كما ان من المعروف ان الأممية الأولى كانت قد دعت في مؤتمر جنيف عام 1866، العمال الى النضال من أجل يوم عمل من 8 ساعات  وقد لقيت هذه الدعوة صدى واسعاً لدى عمال الولايات المتحدة في الثمانينات، وفي عام 1884 دعت منظمة فرسان العمل الأميركية إلى تطبيق يوم العمل من 8 ساعات بدءاً من السبت الأول من أيار 1886 الذي عمت فيه الإضرابات والتظاهرات خصوصاً في المناطق الصناعية مما أغضب السلطات وأثار غضبها. وكانت مدينة شيكاغو أكثر المناطق التي شهدت تظاهرات ضخمة للعمال مطالبين بتحديد يوم عمل من ثماني ساعات. وعلى أثر نجاح الإضراب دعا عمال شيكاغو إلى تمديد الاضراب يومي 3/5 و 4/5/1886 حيث دعي لاجتماع سلمي في "هاي ماركت" إلا أنه تعرض لقمع السلطات الأميركية التي فتحت النيران على العمال بحجة قيام العمال بإطلاق النار على الشرطة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 (مئتي) عامل، واعتقلت الشرطة عدداً من القادة النقابيين حكمت على ثمانية منهم بالإعدام وسجنت البقية لسنوات تراوحت بين 3 سنوات و 15 سنة.وعلى أثر المجزرة التي حدثت في أيار 1886، فقد دعت الأممية الثانية عام 1889 إلى اعتبار الأول من أيار يوماً عالمياً للعمال، يرمز الى تحركهم ونضالهم من أجل حقهم في العمل والراحة والثقافة والتعليم، وحددت الأممية الثانية الأول من أيار 1990 يوماً لبدء الاحتفال بالمناسبة. ومنذ الأول من أيار 1890، بدأ العمال في دول أوروبا المختلفة بالاحتفال بالمناسبة، ثم انتشرت الاحتفالات إلى مختلف دول العالم ،حتى أصبح الأول من أيار رمزاً لوحدة العمال، ويوماً يشعرون فيه بانتصاراتهم، وقد استطاع العمال في مختلف دول العالم جعل الأول من أيار عيداً رسمياً مدفوع الأجر، ما عدا الولايات المتحدة التي تعتبر عيد العمال أول يوم اثنين من أيلول من كل عام، في محاولة لكي تنسي العمال المجزرة التي ارتكبتها الشرطة بحقهم قبل أكثر من مئة عام والتي اضطرت عام 1893 إلى إعادة النظر بها، وإعادة محاكمة القادة النقابيين والإفراج عما تبقى منهم على قيد الحياة. ولابد قبل ان نتطرق الى اوضاع العمال في العراق والظروف الصعبة  التي ألمت بحركتهم ، من أن نرى ان الواجب والموضوعية يقتضيان التنبه الى ان هيمنة القطب الواحد ممثلا بالولايات المتحدة الاميركية بعد انهيار وتفكك المعسكر الاشتراكي ورمزه الاتحاد السوفيتي وطغيان مفاهيم العولمة ، قد انعكس سلباً على مجمل اوضاع العمال وانشطتهم ، غير ان تأثير وتداعيات  هذا التغيير الكبير الذي اجتاح العالم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram