TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الضحك خير دواء

الضحك خير دواء

نشر في: 29 إبريل, 2011: 05:22 م

جميل الياسريمادان كاتاريا طبيب هندي دعا عام 1998 إلى الاحتفال باليوم العالمي للضحك في الثاني من شهر أيار من كل عام ولقيت دعوته تلك استجابة واسعة على النطاق العالمي، حيث تشارك العديد من الدول خصوصا في أوروبا في هذا الاحتفال الذي تحييه بفقرات متنوعة من اجل إدخال البهجة إلى النفوس مع تخصيص عدة دقائق للضحك والقهقهة، واختار أعضاء الحركة الدولية للضحك الحكمة التي تقول( الضحك هو خير دواء) شعاراً لاحتفالهم .
يختلف الناس في طباعهم وسلوكهم  فهناك شخص تراه عابسا دوماً  حتى في المواقف الكوميدية والمناسبات السعيدة وكأنه يحمل هموم الدنيا ومشاكلها على كتفه، مما يؤثر سلبا على الشخص العبوس ومن حوله ، يقابله شخص آخر على النقيض منه تماماً فتراه غير مبال بكل ما يحدث حوله أو حتى قريبا منه ويعيش حياته لا يعنيه احد غير نفسه وكلا الحالتين لا تبدو طبيعية من شخص يعيش في مجتمع يتطلب التفاعل مع الأحداث التي تحصل وعلى الأقل للأشخاص المحيطين به في الحلقة الضيقة على اقل تقدير , فلا العبوس والوجوم ولا عدم الاهتمام واللامبالاة مطلوبة، فالإنسان بحاجة إلى الضحك للترفيه عن نفسه حتى في أشد حالات التوتر لما له فوائد نفسية وصحية ، ولتقليل الإحساس بالألم خصوصا لدى الأطفال  حسبما أشار إلى ذلك عدد من الأطباء والباحثين الأمريكان، حيث يزيد الضحك من تدفق الدم إلى أعضاء الجسم ويساهم الشعور بالسعادة في تقليل نسبة المواد الكيميائية الناتجة عن التوتر ، ومن الناحية النفسية يولد الضحك الثقة بالنفس والقدرة على مسايرة الحياة . يقول أرسطو (( نحن نضحك على من هم أقل منا وعلى القبحاء من الأشخاص، والفرح يأتينا من الشعور بأننا طبقة أعلى منهم )) . الغالبية العظمى من سياسيينا الأعزاء على قلوبنا جدا جدا يطبقون هذه المقولة في تعاملهم معنا بشكل حرفي وربما بطريقة تثير دهشة أرسطو لو قدر له أن يبعث ، فهم في الطبقة الأعلى فرحون بامتيازاتهم مستبشرون بأرصدتهم وجوازات سفرهم الدبلوماسية ينظرون من شرفات قصورهم إلى الأسفل فيجدون من هو أدنى منهم منزلة من الذين لا امتيازات لهم  من عباد الله  الباحثين عن عمل يوفر قوت عيالهم  وهنا يسمع صوتا يناديه ( ارفع رأسك أنت مسؤول)، فالمسؤول لا ينظر للأسفل حتى لا يرى الواقع الذي يعيشه المواطن المكتوي بنار الفقر والإرهاب  حمايات الكبار يمكن أن تطلق عليك النار بسهولة لا لذنب ارتكبته وإنما لأجل فتح الطريق، فلا يجوز (ويجب تذكر هذا دائما) أن ينتظر المسؤول فهو من طبقة أعلى  و يضحك ملء شدقيه عندما يرى متقاعد أفنى عمره وقدم زهرة شبابه يتسلم مرتبه الذي لا يعادل في أحسن الأحوال أجر يوم واحد من راتب المسؤول أو أرملة تتسلم كل عدة أشهر بضعة آلاف تساوي مصرف جيب ابن الأكابر خلال يوم واحد ،  الضحك على الذقون يجيده المسؤول العزيز فهو يضحك حتى يسقط أرضا حين يتذكر أن الناخب الساذج صدق أكاذيبه وأعطاه صوته ، في المقابل يسقط هذا الناخب ضحية عبوة همجية ورصاصة لم تعد طائشة بعد أن اخذ الكاتم مكانته التي زرعت الرعب في قلوب الناس دون أن يرف للمسؤول جفن وهو لا يبالي بكل الإرهاب أنى ضرب ومتى إذ اكتفى  وعائلته بالسكن في  منطقة  صغيرة خضراء  لكنها محصنة بشكل جيد تاركا كل مساحة  الوطن الحمراء للمواطن. عيادات الأطباء في أوروبا وأمريكا تقوم ببث تسجيلات صوتية وعرض مشاهد كوميدية على شاشة التلفزيون الموجودة بقاعة الانتظار بالعيادة الطبية التي تترك مشاهدتها نفس الأثر الذي تعطيه أدوية القلب ويؤدي إلى توسع الشرايين ولإضفاء جو من المرح بين المرضى الجالسين وإدخال البهجة في قلوبهم لتحسين حالتهم النفسية،  يقابلها  في البلد الممنوع من الضحك  تطغى أصوات الانفجارات وقصف الطائرات وعرض مشاهد القتل والدمار وأشلاء الضحايا المتناثرة جراء العمليات الإرهابية  وغيرها من المواقف الحزينة التي تولد مشاهدتها ضغطاً نفسياً يؤدي إلى تضييق الشرايين. هل كتب علينا أن لا نفرح ؟ وبماذا يختلف العراق عن كل شعوب العالم  ؟   يبدو إن الجميع يقف بالضد من ضحكاتنا حتى هذا الطبيب الهندي الطيب القلب الذي اختار لنا يوم كان بداية لحرب عانت خلالها بغداد وعلى مدى شهر كامل قصف الطائرات والمدفعية البريطانية قبل سبعة عقود بالتمام والكمال في مغامرة من قبل بعض العسكر فيما عرف بثورة مايس . والى متى يستمر هذا الحزن الذي نجده في دموع الثكالى والمفجوعين والجياع والأيتام الذين ينتظرون من يكفكف دموعهم ويعيد البسمة إلى شفاههم . فهل سيطول الانتظار ؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram