البصرة/ وكالات
أبدى مواطنون في البصرة امتعاضهم من تفاقم ظاهرة لجوء أطباء إلى الاستعانة بوسطاء يتولون تشجيع المرضى على مراجعة عياداتهم الخاصة، فيما أكد مجلس المحافظة عن سعيه لتطبيق قرار يهدف إلى القضاء على هذه الظاهرة من دون أن يحمل الأطباء المسؤولية عنها.
وقال المواطن حسن عبد الأمير في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "ظاهرة تعامل أطباء مع دلالين تفاقمت خلال العام الحالي"، مضيفا "عندما تكون في الجانب الجنوبي من سوق العشار يلاحقك الكثير من الأشخاص للسؤال عن طبيعة مرضك بهدف توجيهك إلى عيادات معينة مقابل حصولهم على مبالغ من أصحاب تلك العيادات".
وأوضح عبد الأمير أن "الأطباء الذين يتبعون هذا الأسلوب في استقطاب المرضى إلى عياداتهم الخاصة تنقص معظمهم الخبرة وليسوا من ذوي الاختصاص".
بينما اعتبر المواطن عبد الكريم راضي أن "هذه الظاهرة تتسبب بانزعاج المارة في الجانب الجنوبي من سوق العشار"، مشددا على ضرورة أن "تعمل الجهات المختصة على تخليص المواطنين منها".
وأكد راضي أن "الأطباء الذين يحرصون على سمعتهم المهنية لا يتعاملون مع دلالين".
وبحسب مدير دائرة الصحة في البصرة الدكتور رياض عبد الأمير فإن "هذه الظاهرة السلبية أدت إلى تشويه مهنة الطب في المحافظة"، مضيفاً في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "الأطباء يعانون منها، والقضاء عليها يتطلب تدخل الحكومة المحلية".
إلى ذلك، قال نائب رئيس لجنة الصحة في مجلس المحافظة الدكتور حسن خلاطي، إن "مجلس المحافظة صوت، شهر تشرين الثاني الماضي، على قرار يقضي بمنع ممارسة مهنة الدلالة بين المرضى والأطباء"، معتبراً أن "هذه الطريقة تعد نوعاً من الابتزاز يتعرض له الأطباء والمرضى على حد سواء".
وأكد خلاطي أن "هذه الظاهرة قللت من هيبة الطبيب في المجتمع، وبالتالي فان قرارنا يهدف إلى الدفاع عن سمعة الطبيب وحفظ كرامة المريض في آن واحد".
من جهته، قال نائب رئيس مجلس المحافظة الشيخ أحمد السليطي، إن "المجلس عندما اتخذ القرار لم يحمل الأطباء أو الدلالين مسؤولية نشوء وتفاقم الظاهرة، وإنما أراد القضاء عليها فحسب"، مبيناً أن "المجلس طلب من ديوان المحافظة تنفيذ القرار بعد وضع آليات مناسبة بالتنسيق مع نقابة الأطباء ودائرة الصحة والقوات الأمنية".
يذكر أن الجزء الجنوبي من سوق العشار يضم المئات من العيادات والمختبرات والصيدليات الأهلية، ومعظم الأطباء الذين لديهم عيادات خاصة في تلك المنطقة يعملون أيضاً في مستشفيات عامة وخاصة، وفيما يحظى بعضهم بإقبال كبير نتيجة خبرتهم الواسعة وسمعتهم المهنية الجيدة، يعاني بعضهم الآخر من ضعف إقبال المرضى على مراجعة عياداتهم، وهو ما دفع بعدد منهم إلى الاستعانة بأشخاص يقومون بتشجيع المرضى على ارتياد عياداتهم من خلال أساليب تشمل المبالغة في وصف مهاراتهم وخبراتهم، وذلك مقابل حصول هؤلاء الأشخاص على مبالغ من الأطباء الذين يتعاملون معهم، وفي ظل ضعف الرقابة تفاقمت هذه الظاهرة .