ابتسام عبد اللهتوفي أخيراً الكاتب الأرجنتيني المعروف إيرينستو ساباتو عن 99 سنة.وكان ساباتو روائياً شهيراً لأعمال مثل،"أبطال وقبور"، عندما طلب منه الرئيس الأرجنتيني راؤول ألفونسين رئاسة لجنة التحقيق في الجرائم التي ارتكبتها السلطة العسكرية للفترة من 1976-1980، إبان حكمها البلاد.
وقد وصف ساباتو عمله في توثيق تلك الجرائم، من تعذيب واعتقالات غير قانونية، بمثابة،"النزول إلى الجحيم"، واستخدم تقرير لجنة التحقيق الذي حمل عنوان،"لن يتكرر ثانية"، كأساس لمحاكمة الشخصيات المعروفة أبان الحكم الديكتاتوري، وذلك بعد عودة الحكم المدني.وقدر المسؤولون والجهات المستقلة ان ما بين 12,000 -30,000 شخص قتلوا من قبل قوات الحكومة التي حاولت القضاء على اليساريين.وساباتو، مثل بقية الأرجنتينيين، رحب بذلك  الانقلاب الذي أطاح بالرئيسة إيزابيل بيرون، إثر مشاكل اقتصادية جمة عانته البلاد وصراع دام في البلاد وقتال ما بين قوات المقاومة من اليساريين الذين قاموا بخطف المعارضين لهم وقتلهم.وقد انضم ساباتو الى عدد من الكتاب في اجتماع مع الديكتاتور رافييل فيديلا بعد الانقلاب ووصفه بـ"رجل مثقف، ومتواضع وذكي"، وحتى عندما وصلت الحكومة إلى مرحلة متقدمة من القمع والكبت  في عام 1978، أعلن ساباتو في التلفيزيون:"لقد تحسنت الكثير من الأمور، وتم السيطرة على المسلحين في معظم مناطق الأرجنتين،" لكنه انتقل الى صفوف المنتقدين للحكومة في عام 1979، مستنكراً الرقابة المفروضة على المطبوعات.ولد إيرينستو ساباتو عام 1911، في مدينة روجاس بالقرب من ريودي جانيرو. وعند دراسته الفيزياء، انضم إلى الحزب الشيوعي (منظمة الشباب) ثم تدرج فيه ليصبح السكرتير العام له في الثلاثينات من القرن الماضي. ولكنه غادر الحرب في عام 1939 إثر حملة تطهير قادها جوزيف ستالين.عائداً الى دراسته، تمكن من الحصول على شهادة الدكتوراه في الفيزياء، ثم غادر إلى باريس، للعمل في مختبراتها  للإشعاع النووي، حيث واجه مشكلة أخرى.كما عبر عن ذلك بقوله:"في باريس، حاولت تحطيم نواة اليورانيوم، وكان التنافس شديداً بين ثلاثة مختبرات حول ذلك الموضوع، وفازت ألمانيا أخيراً فيه..أما الأزمة الثالثة التي مرّ بها فجاءت عبر صداقته لرسامين سيرياليين ومنهم روبيرتو ماتا، ويلفيريد لام واندريه برتون، ولكن تلك الصداقة لم تدم بسبب ميوله العلمية المختلفة عنهم، ولذلك السبب استدار نحو الكتابة.طبع ساباتو كتابه الأول،"المروالكون"، في عام 1945، ورايته القصيرة الأولى،"النفق"، والتي امتدحت من قبل توماس مان وألبرت كامو الذي قام بترجمته إلى اللغة الفرنسية.أما رواياته الأخرى ومنها،"ملائكة الظلام"، التي كتبها بالإسبانية فقد نالت جائزة أفضل كتاب أجنبي في فرنسا عام 1976.نال ساباتو وسام جوقة الشرف الفرنسية، وجائزة ميديشي في ايطاليا وجائزة سيرفانتس في إسبانيا- وهي من أرفع الجوائز الأدبية الإسبانية.كان ساباتو، رساماً أيضاً، وقد عرضت لوحاته في مركز بومبيدو في باريس.