اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > طب وعلوم > فـيـسـبـوك الشـبـكـة الـتــي لا تـشـبـع

فـيـسـبـوك الشـبـكـة الـتــي لا تـشـبـع

نشر في: 2 مايو, 2011: 05:38 م

 فيليب ريفيير قبل أيام، طلب مني موقع فيسبوك تغيير اسمي. ليس لكوني اخترت لنفسي تسمية قذرة قد تحرض على الكراهية العنصرية، أو سلبت مارك زوكربرغ (صاحب ومؤسس وكبير مساهمي الموقع على الشبكة) اسمه، أو حتى اقتربت في اختياري من اسم يشابه - ولو من بعيد - اسم إحدى الماركات التجارية المعروفة. ل
كن، وفقط، لأنني اخترعت لنفسي اسما مؤلفا من حروف جميلة بأبجدية المكفوفين Braille. فقد قرر مهندسو الموقع الالكتروني الكاليفورني فجأة بأن الاختيار (غير صائب.. مطبعيا)! عند التسجيل، تأكد فيسبوك من وجودي من خلال تحققه من رمز سري أرسله على هاتفي. كما شدد على أن أعطيه كلمة السر الخاصة ببريدي الالكتروني، كي يتمكن من استرداد قائمة عناويني وتسهيل التعرف على (أصدقائي)، كما يسميهم فيسبوك.صفحة فيسبوك الزرقاء، المراقبة على الدوام بواسطة الخوارزميات، وباسم شروط الاستخدام التي لا يقرأها أحد، تؤمن ملجأ دافئا لأعضائها القادرين على التواصل والمناقشة من دون أن تلاحقهم رسائل مجهولة وذبذبات تعدهم بالقمر. مربعات الدعاية متواضعة نسبيا، ويمكن الاسترسال في النظر إلى صور الأصدقاء، والتسلي- أو الاستهجان بمتابعة المعلومات نفسها التي يتلقاها أصدقاؤك، والمشاركة بالألعاب التي يحبونها، ومتابعة يومياتهم حتى التافهة منها كما المفرحة. تغطي الرسائل المتبادلة كل أطياف الفكر البشري: من ضروريات الحياة، مثل «أنا أستحم»، إلى التأمل الثاقب في الفن المعاصر، مرورا بإعلانات الولادة.التفاعل على فيسبوك إيجابي دائما، إذ يمكننا بالضغط على الإيقونة المعدة سلفا أن نقول «أحب»، لا أن نكره؛ وأن نبلغ عن كسب صداقة شخص ما، لا عن فقدان هذه الصداقة عندما يفضل مغادرة قائمتنا. وعدة حواجز رقابة تحمي المستخدم. فالمسافر الذي يحاول الدخول إلى الموقع من مكان غير معتاد يخضع لاستجواب (على شكل لعبة) على قاعدة الصور لتأكيد هويته. بالطبع لا تمر الأمور من دون استنسابية. فالصفحات الحساسة- مثل تلك العائدة إلى مجموعة دعم لمصلحة الجندي برادلي مانينغ المتهم بنقل معلومات سرية تتعلق بحرب العراق إلى موقع ويكيليكس - تتوقف أحيانا من دون تبرير ليعاد فتحها بعد أيام. وتفاديا للرسائل غير المرغوب فيها، يطلب من الأعضاء بضغطة واحدة الإشارة إلى الضارة منها، فيعمد موقع فيسبوك إلى تعليق اشتراك المتهمين بإرسالها. وتلك فجوة استغلها الناشطون من كل صوب لطرد خصومهم السياسيين من مواقعهم. كما ينقاد فيسبوك أحيانا إلى ممارسة الرقابة القمعية، ويوصد الروابط نحو مواقع للتشارك في الملفات أو نحو إنجازات فنية وسياسية- مثل موقع seppukoo.com الذي يتيح أمام مستخدمي الشبكة إمكانية إلغاء معطياتهم ومغادرة فيسبوك.500  مليون مشتركهذا المزيج الذكي من الحياة الخاصة واستراق النظر على الآخرين، وهذا النظام المتكلف بلطفه والمعتدل في تجاوزاته وحريته تحت الرقابة، قد شكل الوصفة الناجحة للسيد زوكربرغ. فبفضلها نجح زوكربرغ في جمع 500 مليون مشترك، نصفهم يدخل الموقع يوميا، ليبلغ زمن الدخول المتراكم شهريا 700 مليار دقيقة. ويتواصل 200 مليون شخص عبر هذه (الشبكة الاجتماعية) عن طريق الهاتف المحمول. ففيسبوك الذي بدأ من الصفر- تقريبا- كون شهرة جامعة هارفرد ساعدت في انطلاقته الباهرة في فبراير/ شباط 2004 قد تحول بموظفيه الـ1700 إلى أكبر موقع إلكتروني في العالم.والمعلومات التي يأتي بها المستخدمون طوعا تثير الشهيات. إذ تسمح لوكلاء التسويق باستهداف محدد للفئات - العمر، تاريخ عيد الميلاد، اللغة، البلد، المدينة، مستوى التعليم، الاهتمامات، إلخ - أكثر دقة من الاستقصاءات التي تجرى بواسطة الوسائط التقليدية. مع نسبة «مشاهدة» تقترب من تلك التي تحققها شاشات التلفزيون. ففي 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، توجهت ماركة لويس فيتون للمنتجات الفاخرة، ومن دون وسيط إلى حوالي مليون وسبعمائة مستخدم للشبكة. كلهم كانوا قد ضغطوا على أيقونة «أحب» وشجعوا أصدقاءهم على تقليدهم. وتوزعت المعروضات على صفحة صانع حقائب السفر الفارهة هذا، بين عروض الأزياء (أشرطة فيديو 360 درجة بتقنية عالية) ويوميات رحلة «في قلب أفريقيا» للمغني بونو.وفي عداد أكثر الصفحات شعبية، أمثال «ستارباكس» و «كوكاكولا» أو بسكويت «أوريو»، يصل عدد المريدين إلى ما بين 10 و25 مليون شخص. لكن العلامات التجارية الكبرى ليست وحدها من يستغل فرصة فيسبوك. فكل على مستواه، من الحرفي المحلي والكاتب المتواضع أو الشركة الصغيرة، يستفيد من هذا النظام لتسويق نفسه. و «لوموند ديبلوماتيك» لم تتخلف عن الركب، إذ تجمع صفحتها المفتوحة من نهاية 2009 على فيسبوك 45861 عضوا. منافسة غوغليتيح فيسبوك المجال أمام كل فرد لتلميع مواصفاته الشخصية، فيتحول بالتالي إلى مرآة عصرنا السحرية، الأنانية والدعائية. فتجربة فيسبوك تشعر الفرد بأنه في حال ظهور دائم أمام 130 شخصا (وهو معدل عدد الأصدقاء) يصفقون لكل حركة منه، ولكل كلمة يتفوه بها. وكلما عبر الانعكاس الالكتروني لذواتنا عن حقيقة شخص

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق
طب وعلوم

"نظارات غوغل الواقعية" قريباً في الأسواق

 نيويورك/ ا. ف. بأزاحت شركة "غوغل" الأمريكية الستار عن مشروعها الجديد الذي أطلقت عليه رسمياً اسم "Project Glass"، عارضةً للمرة الأولى شريط فيديو عن هذا المشروع عنوانه (يوم واحد (One day- تلقي فيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram