تواجه شريحة كبيرة من المواطنين مشكلة من أدق وأحس المشكلات التي تترك ذيول تأثيراتها بعيدا في معظم تفاصيل حياتهم اليومية، ويجمع اغلب الخبراء الاقتصاديون على ان مشكلة السكن هي المشكلة الأولى التي تربك حياة الناس اليومية، والأمر لا ينطبق على مستأجري الدور السكنية فقط، بل يمتد ليشمل شاغلي المحال التجارية ناهيك عن التعقيدات التي ترافق عملية الايجار.. وهو الدور الذي يلعبه الوسطاء (الدلالين) في الاستفادة من طرفي الايجار و زيادة العبء على المستأجر الذي يتحمل الوطء في النهاية ... فيما تقلبات اسعار الايجارات مرتبطة بتقلبات اسعار السوق و سعر صرف الدولار و زيادة التضخم الاقتصادي كما ان زيادة الرواتب التي يقابلها ارتفاع في اسعار السلع و المنتجات هي الاخرى تؤثر في ارتفاع اسعار الايجارات و بالتالي حصول مشاكل بين طرفي عقد الايجار (المؤجر و المستأجر).
سندس سليم داود/ معلمة..تقول: استأجرت هذا المشتمل وهو عبارة عن غرفتين و صالة و مطبخ صغير بـ350 الف دينار.. و لولا اننا نعمل انا و زوجي لما استطعنا ان نوفر مبلغ الايجار المرتفع و المشكلة ان صاحبة المشتمل تأتينا كل يوم بحجج واهية لزيادة مبلغ الايجار، فيوما تقول اريد ان ازوج ابني و يوما تقول نريد ان ندمج المشتمل مع البيت، حتى اذا اعطينا الزيادة تسكت و الكثير من المؤجرين يستغلون حاجة المستأجرين بهذا السلوك المكشوف مع الاسف .. كما اننا نحافظ على البيت بكل ما نستطيع من اجل ألاّ ندخل في مشاكل مع صاحبة البيت.عباس عبد العزيز / مستأجر شقة في عمارة سكنية /يقول: لقد ذقت الأمرين حتى احصل على هذه الشقة و هي تقع في الطابق الثالث و كان سعرها(300000)الف دينار عن طريق احد مكاتب الدلالية الذي اخذ مني ايجار شهر دلالية و مقدمة ستة اشهر الى مالك الشقة، وبالإضافة الى انقطاع الماء المستمر و الذي دفعني الى ربط انابيب اضافية من الاسفل الى الأعلى و كذلك عدم وجود (بلكونة) و لا يمكننا استخدام السطح و معلوم ان الشقق في الصيف (نار) و في الشتاء( ثلج) و مالك العمارة كثيرا ما يلوح بزيادة الاجرة كلما طرأ جديد في زيادة الاسعار و انا موظف و راتبي لا يكاد يكفيني في ما احتاجه مع عائلتي ....فيما يقول احد اصحاب البنايات السكنية للاسف المستأجر عندما يأتي في البداية و يطلب (ان يسكن) يكون لسانه طيبا ومستعدا للايفاء بكل طلب، لكن ما ان يستقر بالسكن حتى يبدأ بإثارة المشاكل و احداث المزيد من الاضرار في الشقة.. فهذه عمارتي و هذا محلي، و قد ربطت (ماطور ماء) لتكون خزانات الماء ممتلئة دائما في حين ان بعض الاخوة الساكنين يترك الحنفيات مفتوحة و بالتالي يضر بالآخرين، مثلما يضر بالبناية، كما ان البعض لا يقبل بالزيادة البسيطة في مبلغ الايجار بالرغم من صعود اسعار السوق ،علما ان هذه العمارات هي مصدر رزقنا، و بالتالي نواكب بها التغييرات الحاصلة في السوق.. لكن المستأجرين يريدون مصالحهم فقط ولا ينظرون الى حالنا (كمؤجرين)، فنحن ندفع الضرائب و نرمم الشقق و هي ملك لنا دفعنا بها دماء القلوب.
أزمة السكن ..ومعاناة المستأجرين
نشر في: 4 مايو, 2011: 07:38 م