اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > حفلات التخرج وصخب الفرح يصطدم بانزعاج بعض الطلـبة

حفلات التخرج وصخب الفرح يصطدم بانزعاج بعض الطلـبة

نشر في: 6 مايو, 2011: 06:35 م

 تحقيق/ عقيل محمداعتاد العراقيون منذ عدة سنين على أنواع شتى من الحزن والهموم،لم تمنح أحدا فرصة للفرح او الترويح عن النفس، لكن عملا بالمقولة المشهورة التي تقول لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة، تنفس العراقيون في الآونة الأخيرة عبق السعادة، المكحل بلون من ألوان الأمن، وان كان نسبيا،فراح الناس يحاولون العودة الى حياتهم الطبيعية التي تسودها الأفراح والمسرات بشتى أنواعها وبمختلف مناسباتها، من هذه الأفراح التي انتشرت بشكل واسع وأخذت أشكالا عديدة حفلات التخرج التي تعد تتويجاً للمحصلة النهائية في جهود الطلبة خلال أربع سنوات.
الطالب مظفر منذر  قال: ان حفلات التخرج من اجمل المناسبات التي ينتظرها كل طالب وطالبة، ويحاول الطلبة الاحتفال بهذا اليوم بشتى الطرق والاساليب كل بحسب رؤيته، فمنهم من يلبس الملابس الغريبة ومنهم من يرقص او يسمع الموسيقى وكذلك التقاط الصور الجماعية وعمل الدبكات والأهازيج الشعبية وكل ما يخطر في البال، على اعتبار ان هذه السنة هي السنة الاخيرة في المرحلة الجامعية.ثم استرسلت زميلته سمر بالحديث قائلة: ان حفلات التخرج ممتعة وجميلة جدا، ولا اخفيك سرا ان الحفلات تشوبها بعض السلبيات والفوضى والخروج عن المألوف، الا انها فرحة يوم واحد ولا بد من ان يطغى الفرح على جميع السلبيات، ومع هذا فيجب ان نذكر الايجابيات في هذه الحفلات ونرى هناك تنظيما لطيفا جدا في نشر الملصقات والجداريات التي لها دلالات ورموز تشير الى الوجبة المتخرجة وأسمائهم، والتي سيتم رفعها بعد الانتهاء من الاحتفال بكل تأكيد، لكي لا تسبب إرباكا او إزعاجا للكلية .ثم كانت لنا وقفة مع احد الطلبة الذين كانوا يحتفلون على طريقتهم الخاصة، التقينا الطالب مشرق سالم الذي كان يرتدي زيا عربيا "الدشداشة والعقال" فقال: من الطبيعي ان يكون هذا اليوم يوم فرح ومسرة، لانه اليوم الاخير في المرحلة الجامعية الذي سيتوج بتخرجنا من الكلية حاملين شهادة البكالوريوس، التي ارجو ان لا يتم تعليقها على الجدار من دون استثمارها، وهنا اريد ان اشير الى قضية مهمة ولا بد من الاشارة اليها، الا وهي فترة ما بعد التخرج، فما سيكون مصيرنا في هذه الفترة ؟ هل سيتم تعييننا ام سننضم الى قوافل العاطلين عن العمل؟، وهنا نحن نرجو من الحكومة ان توفر الدرجات الوظيفية لاستيعاب جميع العاطلين، ومنهم الخريجون الجدد .اما الطالب محمد خليل فكان هو الاخر يرتدي زيا عربيا فابتدأ رأيه بحسرة وحزن قائلا: حفلات التخرج حفلات فرح في ظاهرها لانها مؤقتة، والمشكلة العظيمة هي ما بعد التخرج إذ سوف نعاني، بكل ما لهذه الكلمة من معنى، لسبب بسيط هو عدم وجود تعيين ولا نعرف في اي مجال سنعمل من اجل توفير لقمة العيش لعوائلنا، وقد تقول ان حديثي فيه شيء من عدم التفاؤل والنظرة السوداوية، الا اني اقول من الطبيعي ان انظر هذه النظرة لاننا نواجه مستقبلا مجهولا، وبصراحة انا اتمنى ان ابقى طالبا لاطول فترة ممكنة واتمنى ان لا اخرج من الكلية اطلاقا ، لانني لا اعرف أين سأذهب بعد التخرج .ووسط جموع المحتفلين في داخل قسم اللغة الانكليزية اذ نشق طريقنا بصعوبة الى رئاسة القسم، التقينا الدكتور محمد مالك المطلبي مقرر القسم، فقال عن حفلات التخرج: تعد حفلات التخرج من المناسبات التي تتخللها السعادة والفرح والسرور، الا ان الاداء وترجمة هذه الافراح الى افعال وممارسات، وكذلك طريقة الاحتفال، كلها عوامل تؤدي اما الى انجاح هذه الفرحة، وتجعلها حضارية وراقية وتعبر عن ذوق وثقافة المحتفلين، او تجعلها سلبية وبعيدة عن الذوق، وتسبب الضرر للآخرين فضلا عن ممتلكات الكلية .واليوم اعتقد ان هذه الحفلات وصلت الى مرحلة الضرر بالاخرين، لان الطلاب المحتفلين يحتفلون في جميع الاماكن حتى في داخل القسم قرب القاعات الدراسية وبطرق غريبة حيث يرددون الاهازيج والاغاني والدبكات باصوات مرتفعة في داخل القسم، ما يؤثر على الطلبة الذين يأخذون حصصهم في القاعات، فهم يعطلون الدوام في هذه الايام اذ لا يستطيع احد ان يدرس او ان ياخذ حصة دراسية، فيفضل أن يكون هناك مكان محدد للاحتفال لا يسبب اذى للاخرين.اما عن رأيه في الملصقات الجدارية فقال: قطعا فان الملصقات التي تم الصاقها على جدران الكلية هي بموافقة الكلية، اذ لا يسمح لصق أي شيء من دون الحصول على الموافقات الاصوالية من عمادة الكلية، اما من ناحية الدلالة والغاية فللاسف دلالتها تعكس ان الطلبة ليسوا بذلك الوعي الكافي لوجود بعض الكلمات والعبارات التي تخدش الحياء ومسيئة ولا تعبر عن ان من كتبها سيكون في يوم من الايام في محل المسؤولية وفي قيادة الاجيال باعتباره مدرسا ومربيا للاجيال . بعدها انتقلنا الى كلية اللغات التي تشهد هي الاخرى حفلات صاخبة للتخرج فالتقينا الاستاذ المساعد الدكتورة شذى كريم الشمري معاون العميد للشؤون الادارية ورئيس قسم اللغة الاسبانية فقالت:في رأيي ان هذه الاحتفالات هي من اخر الموضات التي دخلت البلد، فكلنا تخرجنا في يوم من الايام ومن اهم الامور التي نمارسها قبل التخرج التقاط الصور الجماعية والفردية بشكل حضاري مع الاساتذة، ولم نقم بكل هذه البهرجة والفوضى التي تحصل اليوم، فمهما يكن نحن في حرم جامعي ويفترض ان تكون الطبقة المتواجدة في هذا الحرم ارقى من ان تمارس مثل هكذا ممارسات على اعتبار انها ارقى طبقات المجتمع وهي الطبقة الجامعية، وانا شخصيا ناقشت هذا الامر في مجلس الكلية والاجتماعات وكنت اقترح ان يكون هناك حفل تخرج للطلبة ويكون منظما من قبل الكلية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram