 بغداد/ هشام الركابي تواصل الإدارة الاميركية جهودها الرامية إلى إقناع الحكومة العراقية بضرورة الإبقاء على عدد معين من القوات الاميركية بعد نهاية عام 2011 رغم معارضة عدد من القوى السياسية ذلك، من خلال الزيارات الرسمية التي يجريها عدد من الشخصيات العسكرية والسياسية الاميركية على حد سواء.
وقال رئيس الوزراء نوري المالكي، أمس خلال لقائه رئيس الكونغرس الامريكي السابق نانسي بيلوسي والوفد المرافق لها، أن مسألة التمديد لبقاء جزء من القوات الأمريكية بعد 2011 متوقف من خلال إجماع وطني تتفق عليه جميع الكتل السياسية.  وكشف مصدر حكومي رفيع المستوى لـ"المدى" أن رئيس الوزراء اطلع وفد الكونغرس على الاستعدادات التي تجريها الحكومة من خلال قواتها الأمنية بعد الانسحاب الكامل عام 2011. وتابع أن الطرفين بحثا سبل التعاون الثنائي في جميع المجالات لاسيما الأمنية وخصوصا في مجال التدريب والتسليح.  ونقل بيان عن مكتب المالكي قوله إن رئيس الوزراء أكد خلال اللقاء على ضرورة تفعيل مسارات التعاون بين العراق والولايات المتحدة في مختلف المجالات بعد الانسحاب الأمريكي من العراق. وقال المالكي إن نجاحنا في مواجهة الإرهاب ودحر أكبر موجة إرهابية في العالم يجب أن يدفعنا إلى تحقيق نجاحات في المجالات الأخرى، داعيا إلى تفعيل التعاون في الجوانب التي حددتها اتفاقية الإطار الإستراتيجي. من جانبهم دعا أعضاء وفد الكونغرس الأمريكي إلى تمتين العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، مشيدين بقدرة القوات العراقية على فرض الأمن ومواجهة التحديات، ومؤكدين استعداد الكونغرس لتفعيل التعاون مع العراق في جميع المجالات. وكان رئيس مجلس النواب قد أعلن، في الخامس من أيار الجاري، أن تمديد وجود القوات الأميركية في البلاد أمر حكومي لكنه يتطلب موافقة البرلمان.ومن المفترض أن يناقش مجلس النواب خلال جلسته المقبلة القراءة الأولى لمشروع قانون انسحاب القوات الأجنبية وفق الاتفاقية الأمنية الموقعة بين الحكومة العراقية والولايات المتحدة الأمريكية. وجدد رئيس الوزراء نوري المالكي تأكيده على قدرة القوات الأمنية العراقية على تحمل المسؤولية والحفاظ على الأمن والعمل بمهنية ووطنية، متعهدا بمواصلة تعزيز قدراتها وإمكاناتها القتالية من خلال تجهيزها بأحدث الأسلحة والمعدات. وسبق لوزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس أن حث خلال تفقده قوات بلاده المتمركزة في قاعدة ماريز بمدينة الموصل، في نيسان الماضي، المسؤولين العراقيين على الإسراع بمطالبة الولايات المتحدة الأميركية بتمديد بقاء قسم من جنودها بعد العام 2011، مؤكداً أن الوقت بدأ ينفد في واشنطن.