اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > اللامنهجية فـي عرض الكتاب

اللامنهجية فـي عرض الكتاب

نشر في: 8 مايو, 2011: 07:30 م

أ.د. عقيل مهدي يوسف نشكر (المعقب) بشـار عليوي، وهو يستعرض بحرص كتابنــا الموسوم: (نظرية العرض المسرحي العراقي الحديث) الصادر عن دار الشؤون الثقافية – 2011 والكتاب سجل نقـدي لظواهر المسرح العراقي من القرن الماضي في الثمانينات ، ولم يضع في حسبانــه قبل أكثر من عقدين تحفظات المعقب المرتبكـة عن مفهوم (( النظريــة )) و لم يكترث لرغائبه الذاتية التي تجلت ألان بعد مرور تلك العقود على حين غرة .
 فالنظرية ، كما نفهمها ، تضم جوانب معرفية ، و تاريخية ، واجتماعية وسياسية ، تتجلى في حركة الجمال المسرحي ، وقوانينه الإبداعية ، وطرائق تلقيهــا وهذا ما يدعونا لمقاربتها في عروض مسرحية . فالنظرية لا تستقل بذاتها ، بل تتجادل مع أشكال فنية ملموسة ، يتشكل منها العرض إذ لا وجود لعرض ، دون وجود نظرية تضبط حدوده ، وتنظم اتجاهاته ، تغنيه ، ويغنيها . أما مفهوم نظرية (( معجزة )) يجاهد في حجبها المعقب بشار ، عن مسرحنا ،، ويسعى إلى اقتناصها في توهمات معيارية ، و مثالية ذوقية ثملة زائفة ، منبتّة الصلة عن واقع مسرحنا العراقــي فانه سوف يبقى يغذ خطاه في سرابها ، ولن يجدها . لكننا نجدها حاضرة في هندسة العرض المعقدة ، وأسلوبياته وألعابه الأدائية الحرة ، وعند مخرجين مختلفيـــن . وفي (( نظريــة )) لا تسقط من حسابها تجارب مهمة حاسمة لمخرجين عراقيين خلاقين ، وما كرسوه من علاقة اثرائية متبادلة بين النظرية والتطبيق في مشاريعهم الواعية ، ليتركوا اللهاث وراء ماهية مزعومة لنظرية مفترضة ضبابية ، مفارقة للواقـع ، يتركوها للراغب فيها ، والغائص في طلاسمها ، باحتقانات نرجسية مرفوضة ، لأنها لا تدخل في تداولية النقد أو المشاهدة ، بعد أن قدم المخرج العراقي براهين مسرحية ، لإثبات صحة (( نظريتـه )) الفكرية وحشد طائفة من المواقف والأفكار ، لترسيخ رؤاه ، وتخيلاته المسرحية المبتكرة ، لا يعلنها في بيان مجرد معزول ، في زمن كان قد حفل بصراعات عصيبة ، وحروب طاحنة ، تخفت فيه الظلال الخائبة خلف أقنعة مراوغة مداهنة ، في حين اتخذت (( كتاباتنا )) هذه سطوعها التاريخي المسؤول والجريء ، لتعلن عن موقفها المعرفي والجمالي ، ومازالت صامدة في نسقها المسرحي . لنعد لتفحص مقالة بشار ، لنتمعن بطريقتها ألانشائيــة في جمعه للمحال ! فهو يقول أننا انتقينــا ، موضوعات الكتاب بشكل (( فوضوي )) ! هنا يجمع (( القصديــة )) مع (( فوضى القصد )) بمجانيــة سلسة ، على سطح واحد . وأترك المغزى لكل لبيـــب .ونتابع في عرضه للكتاب – أيضاً – لنوقن من طغيان ثقته بالنفس الأمّارة فيدعي عدم وجود نظريـــة خاصة بمسرح عراقي غير موجود أصلاً كما يؤكد ويباغتنا بسؤاله الإشكالي الكبيــر:    هل نملك مسرحاً عراقيـــاً ، أم لدينا مسرحيون عراقيــون ؟ ثم يوغل في برزخ ثقتـه ، ليسأل ، هل خضع الكتاب لسطوة أشواط الخبراء ؟ لتطمينه نجيب بأن الكتاب بقي منتظراً النشر الى فترة خمس سنوات بالتمام والكمال . إذن ، عن أية إنتقائية يذهب إليها " المعقّب " في تعامل الدار مع كاتب دون آخر ؟ أم تراه ينتظر طبع مخطوطته المنسية في الأدراج ؟ ثمّ يتفكك التعقيب أكثر ، لأنه يبحث عن " ماهية " نظرية لايجدها في الكتاب ، وكأنها باتت قدس أقداســه ، وفردوسه المفقود ، محاولاً طمس ملامح إعجابه الدفين في الكتاب . ثم يضيف حسرة أخرى ، لأنه افتقــد – أيضاً – أي الكتاب الى " بيان " جمالي وفكري ، يؤسس للنظريـــة !ثم يخلص الى عدم احتكام " النظريـــة " في " الكتاب " لسياق علمي ، أو بحثي ، أو ظاهراتـــي ! هنا تتألق أَلمعيـــة المعقب في تنضيـده للعلم والبحث و( الفينومينولوجيا ) في نسق واحـــد ! ثم يصّر وهو على مثل هذا الانفراط العشوائي المعرفي الغريب ، على منهجية لايراها في النقــد الوصفي / التحليلي ، ألمنشغل ( بالإنشــاء ) ! وبدورنا نغبطــه نحن على ( إنشائـه ) ,الذي ينافح عن نفسه ليبقى نافعاً عبر تعقيبه الصحفي عن الكتاب . تترادف في عرضه للكتاب  مفردات جديدة حقاً على قاموس النقـد المسرحي مثل : فعل مدجّن  منها: ضبابيــة تقسيم الكتاب إلى فصول , ثم يشجب تجاهل فنانــي المــحافظات , تـحت ذريعة غــير مقنعة عــن المركز / الهامش , ليصل إلى زبـدة تعقيبـه , بأن المخرجين المسرحين العراقيين ( بلا ابتكارات ) , لان تجاربهم مازالت ( تجتر) كما يكتب هو لأنها ظلال تجارب مسرحية أجنبيــة مستوردة من الخارج  !وان مؤلف الكتاب بقي حبيس مسارح العاصمة . ليحتفي بتجارب البعض من المخرجين دون سواهم ! وهنا سقطت الحجة في أيدينا , ونحن نرى , الكتب تتحدث عن (( عينــات )) بعينها وتركت أخرى خلف ظهرها ، والمعقب يريدها عينات شمولية , جاهزة , كاملة ! إذن , لتذهب الكتب , والاطاريح  إلى الجحيم لأنها التزمت بحدود البحث المكانية والزمانيــة , والموضوعية , أو ليكتب الناقد سفراً موسوعيـا ً في كتــاب حتى يرضى عليه المعقب .وهذا مالا يقوى علية مجمع علمــي بأسـرة , لا كاتب معين بمفردة ! في تاريخة  محــدّدة  أما غمزة من قنـاة بعض المخرجين ، فأنهم يمثلون حقيقة مسرحنا العراقـــي نوعاً وكماً 0وعند تقويمه " للحوارات " الت

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram