أ.د. عقيل مهدي يوسف نشكر (المعقب) بشـار عليوي، وهو يستعرض بحرص كتابنــا الموسوم: (نظرية العرض المسرحي العراقي الحديث) الصادر عن دار الشؤون الثقافية – 2011 والكتاب سجل نقـدي لظواهر المسرح العراقي من القرن الماضي في الثمانينات ، ولم يضع في حسبانــه قبل أكثر من عقدين تحفظات المعقب المرتبكـة عن مفهوم (( النظريــة )) و لم يكترث لرغائبه الذاتية التي تجلت ألان بعد مرور تلك العقود على حين غرة .
فالنظرية ، كما نفهمها ، تضم جوانب معرفية ، و تاريخية ، واجتماعية وسياسية ، تتجلى في حركة الجمال المسرحي ، وقوانينه الإبداعية ، وطرائق تلقيهــا وهذا ما يدعونا لمقاربتها في عروض مسرحية . فالنظرية لا تستقل بذاتها ، بل تتجادل مع أشكال فنية ملموسة ، يتشكل منها العرض إذ لا وجود لعرض ، دون وجود نظرية تضبط حدوده ، وتنظم اتجاهاته ، تغنيه ، ويغنيها . أما مفهوم نظرية (( معجزة )) يجاهد في حجبها المعقب بشار ، عن مسرحنا ،، ويسعى إلى اقتناصها في توهمات معيارية ، و مثالية ذوقية ثملة زائفة ، منبتّة الصلة عن واقع مسرحنا العراقــي فانه سوف يبقى يغذ خطاه في سرابها ، ولن يجدها . لكننا نجدها حاضرة في هندسة العرض المعقدة ، وأسلوبياته وألعابه الأدائية الحرة ، وعند مخرجين مختلفيـــن . وفي (( نظريــة )) لا تسقط من حسابها تجارب مهمة حاسمة لمخرجين عراقيين خلاقين ، وما كرسوه من علاقة اثرائية متبادلة بين النظرية والتطبيق في مشاريعهم الواعية ، ليتركوا اللهاث وراء ماهية مزعومة لنظرية مفترضة ضبابية ، مفارقة للواقـع ، يتركوها للراغب فيها ، والغائص في طلاسمها ، باحتقانات نرجسية مرفوضة ، لأنها لا تدخل في تداولية النقد أو المشاهدة ، بعد أن قدم المخرج العراقي براهين مسرحية ، لإثبات صحة (( نظريتـه )) الفكرية وحشد طائفة من المواقف والأفكار ، لترسيخ رؤاه ، وتخيلاته المسرحية المبتكرة ، لا يعلنها في بيان مجرد معزول ، في زمن كان قد حفل بصراعات عصيبة ، وحروب طاحنة ، تخفت فيه الظلال الخائبة خلف أقنعة مراوغة مداهنة ، في حين اتخذت (( كتاباتنا )) هذه سطوعها التاريخي المسؤول والجريء ، لتعلن عن موقفها المعرفي والجمالي ، ومازالت صامدة في نسقها المسرحي . لنعد لتفحص مقالة بشار ، لنتمعن بطريقتها ألانشائيــة في جمعه للمحال ! فهو يقول أننا انتقينــا ، موضوعات الكتاب بشكل (( فوضوي )) ! هنا يجمع (( القصديــة )) مع (( فوضى القصد )) بمجانيــة سلسة ، على سطح واحد . وأترك المغزى لكل لبيـــب .ونتابع في عرضه للكتاب – أيضاً – لنوقن من طغيان ثقته بالنفس الأمّارة فيدعي عدم وجود نظريـــة خاصة بمسرح عراقي غير موجود أصلاً كما يؤكد ويباغتنا بسؤاله الإشكالي الكبيــر: هل نملك مسرحاً عراقيـــاً ، أم لدينا مسرحيون عراقيــون ؟ ثم يوغل في برزخ ثقتـه ، ليسأل ، هل خضع الكتاب لسطوة أشواط الخبراء ؟ لتطمينه نجيب بأن الكتاب بقي منتظراً النشر الى فترة خمس سنوات بالتمام والكمال . إذن ، عن أية إنتقائية يذهب إليها " المعقّب " في تعامل الدار مع كاتب دون آخر ؟ أم تراه ينتظر طبع مخطوطته المنسية في الأدراج ؟ ثمّ يتفكك التعقيب أكثر ، لأنه يبحث عن " ماهية " نظرية لايجدها في الكتاب ، وكأنها باتت قدس أقداســه ، وفردوسه المفقود ، محاولاً طمس ملامح إعجابه الدفين في الكتاب . ثم يضيف حسرة أخرى ، لأنه افتقــد – أيضاً – أي الكتاب الى " بيان " جمالي وفكري ، يؤسس للنظريـــة !ثم يخلص الى عدم احتكام " النظريـــة " في " الكتاب " لسياق علمي ، أو بحثي ، أو ظاهراتـــي ! هنا تتألق أَلمعيـــة المعقب في تنضيـده للعلم والبحث و( الفينومينولوجيا ) في نسق واحـــد ! ثم يصّر وهو على مثل هذا الانفراط العشوائي المعرفي الغريب ، على منهجية لايراها في النقــد الوصفي / التحليلي ، ألمنشغل ( بالإنشــاء ) ! وبدورنا نغبطــه نحن على ( إنشائـه ) ,الذي ينافح عن نفسه ليبقى نافعاً عبر تعقيبه الصحفي عن الكتاب . تترادف في عرضه للكتاب مفردات جديدة حقاً على قاموس النقـد المسرحي مثل : فعل مدجّن منها: ضبابيــة تقسيم الكتاب إلى فصول , ثم يشجب تجاهل فنانــي المــحافظات , تـحت ذريعة غــير مقنعة عــن المركز / الهامش , ليصل إلى زبـدة تعقيبـه , بأن المخرجين المسرحين العراقيين ( بلا ابتكارات ) , لان تجاربهم مازالت ( تجتر) كما يكتب هو لأنها ظلال تجارب مسرحية أجنبيــة مستوردة من الخارج !وان مؤلف الكتاب بقي حبيس مسارح العاصمة . ليحتفي بتجارب البعض من المخرجين دون سواهم ! وهنا سقطت الحجة في أيدينا , ونحن نرى , الكتب تتحدث عن (( عينــات )) بعينها وتركت أخرى خلف ظهرها ، والمعقب يريدها عينات شمولية , جاهزة , كاملة ! إذن , لتذهب الكتب , والاطاريح إلى الجحيم لأنها التزمت بحدود البحث المكانية والزمانيــة , والموضوعية , أو ليكتب الناقد سفراً موسوعيـا ً في كتــاب حتى يرضى عليه المعقب .وهذا مالا يقوى علية مجمع علمــي بأسـرة , لا كاتب معين بمفردة ! في تاريخة محــدّدة أما غمزة من قنـاة بعض المخرجين ، فأنهم يمثلون حقيقة مسرحنا العراقـــي نوعاً وكماً 0وعند تقويمه " للحوارات " الت
اللامنهجية فـي عرض الكتاب
نشر في: 8 مايو, 2011: 07:30 م