اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > خوان ميرو: سُلّم الهروب معرض شامل للفنان الكاتالاني فـي لندن

خوان ميرو: سُلّم الهروب معرض شامل للفنان الكاتالاني فـي لندن

نشر في: 8 مايو, 2011: 07:31 م

 غريب اسكندر لندن يقام الآن في غاليري تيت مودرن Tate Modern بلندن معرض شامل للفنان الإسباني الكاتالاني خوان ميرو  يستمر حتى الحادي عشر من شهر أيلول / سبتمبر المقبل. ويعد هذا المعرض أول معرض شامل يقام لميرو بلندن منذ زهاء خمسين عاماً. والمعرض الذي حمل، الى جانب اسمه، عنوان إحدى لوحاته الشهيرة سلم الهروب Joan Miro: the Ladder of Escape ، قد احتوى على 150 عملاً من الرسم والنحت والحفر على الخشب.
 ولكن كان، بالطبع، للوحة ميرو حضورها البهي وهي تنتقل بين مدارس فنية كبرى من الانطباعية مروراً (تأسيسياً لا عابراً!) بالسوريالية الى التجريدية التعبيرية والى ما يمكن تسميته بالميرية (نسبة الى ميرو) التي تغطي تلك الأعمال العصية على التصنيف، حيث ظل، في آن، داخل وخارج كل المدارس التي انتمى لها والتي أضاف إليها ربما أكثر مما أضافت هي إليه.  ولد خوان ميرو ببرشلونة في 20 نيسان / ابريل عام 1893 وتدرب على يد الفنان الكاتالاني فرانسيسك غالي في مدرسة الفن التي كان يديرها هذا الأخير.  في اكاديمية غالي من 1912 – 1915. ومنذ عام 1921 بدا يقضي جزءاً من كل عام في باريس ليصبح شخصية مهمة في الحركة السوريالية. وليبقى في فرنسا خلال الحرب الاهلية الاسبانية ولكنه عاد الى اسبانيا عندما غزتها ألمانيا عام 1940. ليستقر في جزيرة مايوركا بشكل نهائي حيث يسافر منها لحضور المعارض الكبيرة التي تعقد في دول العالم، ويموت في 25 كانون الأول/ ديسمبر 1983. ويكشف هذا المعرض، الذي نظم بالتعاون مع مؤسسة خوان ميرو ببرشلونة، عن (الإطار) الأوسع لعمل الفنان؛ هذه الكلمة (الإطار) التي لا يحبها ميرو والتي يدحضها التنوع الهائل لصاحب المزرعة وسلم الهروب و كلب ينبح على القمر، وغيرها من أعمال أصيلة رائدة أغنت الحركة الفنية العالمية برمتها. وفضلاً عن هذا (الإطار) العام، يكشف هذا المعرض الخصوصية الفنية التي أهلته ليكون أحد ابرز فناني القرن العشرين؛ هذه الخصوصية المتمثلة بتصوير تأثيرات الهوية الكاتالانية والحرب الأهلية الاسبانية عليه وصعود نظام فرانكو وسقوطه واهتماماته السياسية التي أخذت بعداً إنسانياً جسده استعماله للنجوم والطيور والفضاءات والسلالم التي تحفل بها لوحاته.وربما كان هذا هو سبب انتمائه الى السوريالية حيث كانت ثمة حاجة الى تطوير لغة رمزية تستثير الإحساس بالحرية والحيوية بخيال غرائبي يجسد (واقعا) مختلفا تعيشه مخيلة فنان من طراز ميرو فقط. هكذا أصبح احد الموقعين على بيان السوريالية بعد ان قدمه اليها بباريس مجايله الكاتالوني الشهير بيكاسو؛ مشترياً منه عملاً من إعماله المبكرة لوحة  بورتريت شخصي (1919 )؛ وممتدحاً من مؤسس الحركة السوريالية أندريه بريتون بسبب تفرده عنهم بنزعته نحو الاختزال والتبسيط؛ الأمر الذي يعد تطويراً للسوريالية عبر تطعيمها أو اخذها نحو التجريد؛ ومتعرفاً على أعمدة الثقافة والإبداع مثل هنري ميلر واراغون وارنست همنغواي التي اشترى منه لوحة  المزرعة. وعلى رغم احتواء أعماله لاسيما الأولى منها على بعض الممارسات القلقة التي تعكس اللحظات السياسية المضطربة التي عاشها الفنان، إلا أنه يمكننا وصف عمل ميرو، ككل، ابتهاجاً بالحياة تم عبر ستة عقود من الدهشة بواسطة احتفالية لونية مثيرة وحساسة للغاية. ويبين المعرض، كذلك، اهتمامات الفنان المتنوعة عبر حياته؛ تلك الاهتمامات التي تجذرت في هوية سياسية معقدة ترتبط بأصله الكاتالوني. كما هو واضح في تقديمه المناظر الكاتالونية الطبيعية وتقاليدها التي تصور الحياة الريفية كما في المزرعة التي تعد من أعمال مرحلته الكاتالانية الأولى (1921-1922 )، أو لوحة رأس مزارع كاتالاني (1924- 1925) على سبيل المثال. بينما جاءت أعمال مثل ساعدوا  إسبانيا Aidez l’Espagne الذي كان مؤثراً وقوياً في تشكله ومعناه وسلسلة الكوكبة Constellation (1940- 1941) لتعبر عن الحرب الأهلية الاسبانية.وبينما أخذ صيت ميرو يزداد خارج اسبانيا، لا سيما في ما يتعلق بأبوته للتجريدية التعبيرية، كما يصفه بعض دارسيه، اختار الفنان ما يشبه المنفى الداخلي في ظل نظام فرانكو حيث هو في وطنه وليس فيه يعمل لأكثر من أربعين عاماً في جزيرة مايوركا حيث الضوء والبحر والروح الكاتالانية التي تجذرت بها أعماله، ولكن بعيداً عن مدينته برشلونة. فجاءت أعماله مصورة تلك المرحلة من حياته مثل عمله الثلاثي أمل رجل مدان (1973). ويكشف المعرض أيضا عن الطريقة التي رسم بها ميرو تظاهرات عقد الستينيات من القرن الماضي؛ العقد الذي شهد تحولات اجتماعية وثقافية وسياسية جذرية ليس في أوروبا وحدها حيث انطلقت تلك التحولات وتأسست، بل في العالم اجمع. وذلك عبر تسويد أو حرق أعماله كما في أيار 1968 (1968-1973) وفي كانفاسات محترقة (1973)، أو عبر ابتهاج لوني كما في ألعاب نارية (1974) مواصلاً بذلك عكس اهتماماته السياسية عبر أعماله التي تعد رائدة وجذرية بحق.وسينتقل هذا المعرض إلى برشلونة في تشرين الثاني / أكتوبر من هذا العام، ومن ثم إلى واشنطن في أيار / مايو 2012 ليعرض هناك. 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram