اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > غير مصنف > فوكو ياما وأصول النظام السياسي

فوكو ياما وأصول النظام السياسي

نشر في: 9 مايو, 2011: 05:32 م

الكتاب: أصول النظام السياسيالمؤلف: فرانسيس فوكو ياماترجمة: عبد الخالق عليفي مقدمته لكتاب " أصول النظام السياسي " يقول فوكو ياما " هذا الكتاب له أساسان، الأول بدأ عندما طلب مني صديقي صامويل هنتغتون من جامعة هارفرد، ان اكتب مقدمة للطبعة الجديدة من كتابه المنشور عام1968 " النظام السياسي في المجتمعات المتغيرة ". الأساس الثاني هو السنوات العشر التي قضاها فوكو ياما في دراسة " مشاكل العالم الحقيقي في الدول الضعيفة الفاشلة "، التي ألهمته كتابه لعام 2004 " بناء الدولة : الحكم و النظام العالمي في القرن 21 " .
كان فوكو ياما معتدلا في مناقشته لأسس "أصول النظام السياسي" . انه يشتهر بإحساسه بالدول الذي نتج عنه نشر مقالته " نهاية التاريخ " عام 1989 . هذه المقالة تمخض عنها جدلا عالميا : ان ما نشهده هو ليس فقط نهاية الحرب الباردة او مرور فترة محددة من تاريخ ما بعد الحرب، و إنما نهاية التاريخ، أي نقطة النهاية في التطور الفكري للإنسان، و تعميم الديمقراطية الليبرالية الغربية كشكل نهائي من أشكال حكم البشر . منذ ذلك الحين و على مدى عشرين عاما، كان فوكو ياما ينقح آراءه لكنه لم يلغها . في "أصول النظام السياسي " المكون من مجلدين، يقول "زعم الكسندر كوجيف، المترجم الرائع لهيغل، ان التاريخ قد انتهى عام 1806 مع معركة جينا – اورستاد، عندما دحر نابليون حكم بروسيا و جلب مبادئ الحرية و المساواة الى الجزء الأوروبي الذي كان يعيش فيه هيغل. إني اعتقد ان زعم كوجيف مازال يستحق ان يؤخذ بجدية . ان المكونات الثلاثة لأي نظام سياسي حديث – دولة قوية مقتدرة، خضوع الدولة لحكم القانون، عدالة الدولة – قد تأسست في جزء ما من العالم في نهاية القرن الثامن عشر . هذه العناصر اتحدت لأول مرة، عن طريق الصدفة، في بريطانيا رغم ان دولا أخرى في شمال غرب أوروبا تأثرت بالإصلاح مثل هولندا و الدنمارك و السويد، و التي نجحت في جمع الدولة و حكم القانون و العدالة في رزمة واحدة في القرن التاسع عشر . لكن قبل اتحادها في بريطانيا و جيرانها في عصر الثورات الصناعية و الديمقراطية ، نشأت العناصر الثلاثة للنظام السياسي الحديث بشكل منفصل في حضارات مختلفة الحداثة . فقد طورت الصين دولة قوية بوقت مبكر، و كان حكم القانون موجودا في الهند و في الشرق الأوسط، كما ظهرت في بريطانيا حكومة عادلة لأول مرة . اغلب أجزاء الكتاب مكرسة لحكاية قصة كيف ان الدولة و حكم القانون و العدالة نشأت بشكل مستقل في مجتمعات مختلفة قبل اتحادها في بريطانيا في القرن الثامن عشر . بعد اتهامه بالجبرية (أي ايمانه بان الإنسان مسير و ليس مخيرا) من قبل بعض ناقدي كتابه الأول، يؤكد فوكو ياما على دور العرضية الطارئة . كانت أصول المؤسسات السياسية الحديثة  " معقدة و محددة بالنص  "، فمثلا، تقليل  أهمية العوائل الممتدة في بداية أوروبا الحديثة التي كانت وليدة سلطة كنيسة العصور الوسطى، كان يعني ان " الاقتصاد الرأسمالي الذي ظهر في ايطاليا و انكلترا و هولندا في القرن السادس عشر لم يكن من الضروري ان يتغلب على مقاومة المجموعات الكبيرة المنظمة ذات الأملاك الكبيرة التي يجب حمايتها، كما في الهند و الصين . يرفض فوكو ياما محاولات مؤيدي مذهب التجزئة (تجزئة المكونات) في تفسير المؤسسات السياسية و الاجتماعية على انها مجرد ظاهرة تابعة للهياكل الاقتصادية و التكنولوجية البارزة " من المستحيل تطوير اية نظرية محترمة عن التطور السياسي دون معاملة الأفكار على انها أسباب أساسية لاختلاف المجتمعات و إتباعها مسالك تطوير مميزة "، و بشكل خاص " لا يمكن تفسير الدين عن طريق الرجوع إلى الظروف المادية السابقة " و لهذا فان كتاب "أصول النظام السياسي " يخالف التصعيد المعاصر للاقتصاد الكلاسيكي المحدث كعلم اجتماعي يحتذى به . صلاته الفكرية هي مع المفكرين العظام المؤيدين للتقاليد الاجتماعية في القرن التاسع عشر مثل ويبر، دوركيم، و ماركس بالإضافة إلى هيغل الذي يعرّفه فوكو ياما على انه عالم اجتماعي في" نهاية التاريخ " . مع هذا التقليد الاجتماعي، يشارك فوكو ياما رأيا في السياسة كنتاج للتاريخ و النشوء، و نتيجة للسلطة المطلقة لنظرية الحقوق الطبيعية لـ (لوكين) و مبدئية السوق، او ليبرالية مانشستر، مقابل الليبراليين مثل فردريك هايك الذي يحاول تفسير المجتمع من حيث اقتصاد هومو، يقول بان الدولة القوية المقتدرة كانت دائما شرطا مسبقا لازدهار الاقتصاد الرأسمالي . يقول فوكو ياما " البشر لم يكن موجودا في دولة ما قبل الاجتماعية "، و فكرة كون البشر تواجدوا مرة واحدة كأفراد منعزلين تداخلوا اما من خلال العنف الفوضوي (هوبز) او من خلال جدل سلمي تجاه بعضهم البعض (روسو)، هو شيء غير صحيح . قد يعتقد بعض القراء ان فوكو ياما يذهب بعيدا في عدم التأكيد على تقاليد الحقوق الطبيعية التي ألهمت عصر النهضة و ليبرالية التنوير . تاريخية فوكو ياما و إصراره على ان الأفكار نفسها تؤطر النظام السياسي، هي خلاف بحد ذاتها . انه يأخذ علوم الدين لمذهب براهما القديم بشكل خطير كتفسير لتنظيم المجتمع الهندي لكنه لا يفعل الشيء ذاته من اجل فكر أهل التسوية و اللوكين الانكليز في القرن السابع عشر الذين اثروا في الثورات الانكليزية و الأميركية و الفرنسية. و مثل مؤرخي القرن ا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الرافدين يطلق رواتب المشمولين ضمن شبكة الحماية الاجتماعية

بالوثيقة.. التعليم توضح بشأن توسعة مقاعد الدراسات العليا

العدل تعمل على خطة تجعل من النزلاء يكملون دراستهم الجامعية

ارتفاع بمبيعات الحوالات الخارجية في مزاد المركزي العراقي

رسمياً.. أيمن حسين يوقع على كشوفات الخور القطري

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

فريق ألماني يكتشف مدينة تاريخيّة وأقدم إمبراطوريّة إنسانيّة من العهد البرونزي في دهوك

مارلين مونرو.. قصة حزينة جداً!

قراءة في كتاب: دراسات في تاريخ الاقتصاد والفكر الاقتصادي

القذافي.. سيرة حياة كارثية!

السحر الغريب لألف ليلة وليلة

مقالات ذات صلة

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري
غير مصنف

بالصور| بيت المدى ومعهد غوتا يستذكران الموسيقار محمد جواد أموري

بغداد / المدىعدسة: محمود رؤوفأقام بيت المدى التابع لمؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون وبالتعاون مع معهد غوتا، اليوم الجمعة، فعالية تحت عنوان "محمد جواد أموري.. صانع النجوم"، بمناسبة مرور عشرة اعوام على رحيل الملحن...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram