أكدت لجنة التنسيق المشترك في المجالين الثقافي والعلمي بين العراق والولايات المتحدة، أن عدد الطلبة العراقيين المقبولين في الجامعات الأمريكية ارتفع إلى 31 % خلال العام الحالي، وفي حين أكد العراق أنه يدرس افتتاح فرع لجامعة أميركية في بغداد، أعلنت الولايات المتحدة عن تمويل سبعة برامج تعاون مشترك بين جامعات البلدين.
وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب في مؤتمر صحافي عقده بمبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء على هامش اجتماع لجنة التنسيق المشترك في المجال الثقافي والعلمي بين العراق والولايات المتحدة وحضرته (المدى برس) إن "اللجنة عقدت اجتماعها الثاني في بغداد، وهي واحدة من ست لجان تعمل على تفعيل الاتفاقية الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة".
وأضاف الأديب أن "عدد الطلبة المقبولين في الجامعات الأمريكية للعام الدراسي 2011- 2012، سجل ارتفاعا بنسبة 31%"، مشيرا إلى أن "الولايات المتحدة قبلت هذا العام 256 طالبا في جامعاتها المختلفة".
وبيّن الأديب أن "الاجتماع بحث أيضا العديد من المشاريع التي لم تكتمل ضمن إطار اللجنة بين العراق والولايات المتحدة، ومواضيع أخرى لعدد من الوزارات التي تود فتح آفاق تعاون مع الولايات المتحدة"، مؤكدا "وجود تجاوب أمريكي في التواصل والشراكة في قطاع التعليم".
ودعا الأديب الولايات المتحدة الأميركية إلى "الاستثمار في قطاع التعليم في العراق لفتح جامعات رصينة"، مبينا أن "باب الاستثمار مفتوح للولايات المتحدة والدول الأخرى لفتح جامعاتها على أن تكون ضمن المواصفات والشروط العلمية المتبعة".
وتابع وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن "لدى الوزارة عروض من جامعات عالمية ومنها جامعة أمريكية لفتح فروع لها في العراق".
ولفت الأديب إلى أن "معهدا لتعليم اللغة الإنكليزية في جامعة بغداد سيفتح قريبا بإدارة أساتذة أكفاء أمريكيين وأجانب لتعليم الطلبة العراقيين أو الموفدين إلى الولايات المتحدة أو الدول الأوروبية من اجل اختصار فترة الدراسة في الخارج والمتعلقة بفترة تعلم اللغة التي يقضيها الطالب قبل البدء بالدراسة".
من جهته قال مساعد وزير الخارجية الأمريكية ريتشارد شميرير إن "اللجنة المشتركة بحثت العديد من النقاط التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في مجال التعليم"، مشيرا إلى أن "زيادة أعداد الطلبة العراقيين الدارسين في الولايات المتحدة هي من أهم النقاط التي تطرق لها الاجتماع".
وأضاف شميرير إن "الولايات المتحدة تعمل من اجل تقديم الدعم للطلبة العراقيين في الولايات المتحدة ومساعدتهم من اجل تطوير إمكاناتهم"، مشددا على "أهمية تطوير العلاقة الثقافية والتعاون الثقافي بين البلدين".
وأوضح شميرير أن "الحكومة الأمريكية مولت سبعة برامج تعاون مشترك بين الجامعات العراقية والأمريكية لتعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية في البلدين".
وأشار شميرير إلى أن "برامج المنح والمبادرات التعليمية التي أطلقتها الحكومة الأمريكية في العراق والبرامج الثقافية المتوالية، زادت من تعزيز القيم المشتركة بين البلدين وساهمت في جلب المئات من الطلبة والمتخصصين إلى الولايات المتحدة في كل عام".
وتنص اتفاقية الإطار الإستراتيجية بين العراق والولايات المتحدة التي بدأ العمل بها بعد الانسحاب الأمريكي من العراق عام 2011، على التبادل والشراكة بين البلدين في المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والثقافية والأمنية.
وتتضمن الاتفاقية، جانبين مدني وعسكري، وتتحمل الولايات المتحدة طبقا للاتفاقية رعاية ودعم العديد من البرامج التعليمية والمنح الدراسية وغيرها من الفرص التي تقدم إلى العلماء العراقيين والطلبة والمهنيين على مدار العام، وتغطي مجموعة كبيرة من القطاعات بما فيها الاتصالات، والصحافة، والقانون، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية، والعلوم والتكنولوجيا، وتدريس اللغة الإنكليزية وغيرها من التخصصات المختلفة.
وكان وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي الأديب قد بحث، في 7 شباط 2012، مع مستشار الشؤون الإعلامية والثقافية في السفارة الأميركية ببغداد تشارلس تشوك، تسهيل إجراءات منح تأشيرات دخول للطلبة العراقيين المبتعثين إلى الجامعات الأميركية، فضلا عن تطوير التعاون في المجالات البحثية.
وأعلن وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للشؤون العلمية سلام خوشناو، في الـ13 من آب العام 2008، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع السفير الأمريكي السابق لدى العراق رايان كروكر انه أصبح بإمكان الطلبة العراقيين الحصول على تأشيرة الدخول إلى الولايات المتحدة مباشرة من بغداد.
ودعا طلبة البعثات لدراسة الماجستير والدكتوراه في جامعات الولايات المتحدة الأمريكية وكندا، في الـ19 من حزيران 2011، رئيس الحكومة نوري المالكي ومسؤولين عراقيين آخرين إلى التدخل لتمديد فترة بعثاتهم بسبب الفرق بين الفترات الزمنية للتعليم وفق النظام التعليمي العراقي وأنظمة تلك الدول، مؤكدين أن رواتبهم قطعت منذ ثلاث سنوات، فيما حذروا من فشلهم في الدراسة بسبب تلك الإجراءات.
فيما أكد رئيس الحكومة نوري المالكي خلال زيارته الجامعة التكنولوجية، في الـ21 من نيسان 2011، أن المبادرة التعليمية التي أطلقت سابقاً أوصلت المئات من الطلبة عبر بعثات إلى الخارج في جامعات عالمية، مشيراً إلى أن العملية مستمرة في إطار المبادرة التي تبنتها الحكومة على أن ترسل 10 آلاف طالب إلى جامعات علمية متينة.
يذكر أن رئيس الحكومة نوري المالكي أطلق، مطلع عام 2009، مبادرة تعليمية تتضمن زيادة البعثات الدراسية وتبادل الخبرات والانفتاح مع الجامعات العالمية وإرسال الطلبة إليها في بعثات دراسية، وأشار إلى أن الهدف من إطلاقها دفع العملية التربوية والعلمية إلى الأمام وتحقيق الاكتفاء الوطني في مجال التدريس وتحقيق أفضل فرص التعاون بين الجامعات العراقية والجامعات العالمية.