تظاهر المئات من المعلمين والمدرسين من مدارس جنوبي كركوك، أمس الثلاثاء، في باحة المديرية العامة لتربية المحافظة، معلنين إضرابهم عن الدوام الرسمي احتجاجا على مقتل معلمين تركمانيين اثنين وإحراق جثتيهما، وفي حين طالبوا بتوفير الحماية لهم، حملوا رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي ووزير التربية محمد تميم مسؤولية ما حدث .
وقال علي محمد توفيق وهو احد المعلمين المضربين، في حديث إلى (المدى برس)، إن "التجمع جاء ليحمل رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير التربية محمد تميم مسؤولية حماية المعلمين والمدرسين كوننا مستهدفين، فلا قيمة لأي بلد بلا تعليم وتربية".
فيما أكد المعلم هيثم حافظ أن "المضربين لن يذهبوا من جديد لفتح المدارس الابتدائية لحين توفير الحماية لهم من الأجهزة الأمنية".
وتقول المعلمة نبراس كاظم في حديث إلى (المدى برس)، إنه "مع الأسف نحن نعلّم أطفالاً آباؤهم يدعمون الإرهاب ويتعاملون معنا بطائفية ولا يمكن لنا أن نعود إلا بعد حمايتنا وأخذ تعهدات من شيوخ العشائر بعدم التعرض لنا".
من جانبها رفضت مديرية تربية كركوك إضراب المعلمين وإيقاف الدوام في مدارس المحافظة.
وقالت مديرة تربية كركوك فوزية أوانيس في كلمة وجهتها، للمعتصمين في باحة المديرية، إن "إغلاق المدارس غير ممكن ، فما ذنب الأطفال"، مشيرة إلى أن "العملية مستنكرة وهي استهداف جبان لكن إيقاف التعليم سيزيد من الأعمال الإرهابية".
وأضافت أوانيس أن "الإرهاب ليس في هذه المنطقة وحدها بل داخل مدينة كركوك ولا يمكننا أن نتوقف".
وكان العشرات من معلمي ومدرسي ناحية الرشاد (60 كم جنوبي كركوك)، قد خرجوا، أول من أمس الإثنين، معلنين رفضهم الدوام في مدارسهم، وإضرابهم عن العمل، مطالبين وزير التربية بضرورة "التحقيق بجريمة إحراق جثة معلمين اثنين من زملائهم".
وتضم كركوك (1600) مدرسة في حين يضم قاطع الرشاد (60 كم جنوبي كركوك)، (34) مدرسة كانت قد شهدت خطف وقتل معلم مسيحي في العام (2009) وآخر تركماني في العام (2007).
وأفاد مصدر في شرطة محافظة كركوك، لـ (المدى برس)، في وقت سابق من أمس الاثنين، بأن قوة أمنية عثرت على جثتين متفحمتين جنوبي كركوك، في حين أكد مصدر في الطب العدلي أن الجثتين تعودان للمعلمين من الطائفة الشيعية التركمانية اللذين اختطفا أول من أمس.
فيما قال مصدر في شرطة محافظة كركوك في حديث إلى (المدى برس)، الأحد ( 16 من كانون الأول الحالي)، إن أربعة مسلحين ملثمين يستقلون مركبة من نوع كيا ويحملون أسلحة سوداء وبندقية قنص اختطفوا معلمين من التركمان الشيعة في قرية الزركاطة رفيعات التابعة لناحية الرشاد.
ويعد حادث اختطاف المعلمين الثاني في نوعه الذي يسجل في كركوك خلال (24) ساعة ،إذ كان مصدر في الشرطة العراقية أفاد في وقت سابق من مساء الاثنين ( 17 /12 /2012 ) بأن قوة أمنية عثرت على جثث أب وولديه من القومية العربية كانوا قد اختطفوا قبل ظهر أمس من قرية في قضاء الحويجة (55 كم غربي كركوك) كانت مصابة بطلقات نارية ومرمية في أحد المبازل على بعد نحو 25 كم إلى الشرق من مركز القضاء.
وتزامن الحادثان مع تصعيد امني تمثل بسلسلة تفجيرات استهدفت مدينة كركوك مساء الأحد 16/ 12/ 2012 وأسفرت عن مقتل 12 شخصا وجرح ما لا يقل عن 57 آخرين كما أدت إلى تدمير حسينيتي الزهراء والأمام علي وسط المدينة.
وتعد محافظة كركوك نحو 250 كم إلى الشمال من بغداد من المناطق المتنازع عليها في قسمها الأكبر، ومشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي، وكان وصول حشود من الجيش العراقي والبيشمركة إلى مواقع تابعة لها قد زاد من توتر المحافظة التي تعاني في الأصل توتراً أمنياً وسياسياً .