عن: أفكار عن العراقفي الاسبوع الماضي، قال الناطق باسم البرلمان الاميركي جون بوينر إن القطعات الاميركية يجب أن تبقى في العراق بعد موعد الانسحاب في 31 كانون الأول.عاد بوينر من زيارة إلى بغداد الشهر الماضي حيث التقى خلالها برئيس الوزراء نوري المالكي الذي تحدث عن مشاكل تتعلق بالقوات الأمنية والوكالات الاستخبارية في العراق.جاءت ملاحظة بوينر بعد عدة لقاءات بين كبار المسؤولين العراقيين الاميركان حيث أن واشنطن تحاول الضغط على العراق لإبقاء التواجد العسكري الاميركي في البلاد لعام 2012 و ما بعده.
المحاولات الاميركية بدأت في بداية نيسان 2011. وفي السابع منه غادر وزير الدفاع روبرت غيتس إلى بغداد والتقى رئيس الوزراء المالكي و نائبه صالح المطلك والرئيس جلال طالباني ورئيس حكومة إقليم كردستان مسعود البارزاني.اخبر غيتس العراقيين بأن عليهم القرار بشأن تمديد بقاء القطعات. أثناء وجوده في بغداد، قال احد أعضاء قائمة نوري المالكي (دولة القانون) بان الاميركان يريدون إبقاء ما بين 10،000 – 20،000 مقاتل في العراق. كما ادعى الناطق باسم البنتاغون بأن القادة العراقيين اخبروا وزير الدفاع بأنهم يعرفون أن العراق لازال بحاجة إلى مساعدة الاميركان.بعد زيارة غيتس، جاءت زيارات السفير الاميركي السابق في العراق زلماي خليل زاد في 11 نيسان، ثم الناطق بوينر مع وفد من الكونغرس في 17 نيسان، ثم مساعد وزير الخارجية جيفري فيلتمان في الوقت نفسه، ورئيس أركان الجيش الجنرال مارتن ديمبسي، ثم رئيس الأركان المشتركة الادميرال مايك مولن في 21 نيسان.نائب مستشار الأمن القومي دنيس مكدونو التقى أيضاً وزير المالية العراقي رافع العيساوي أثناء زيارة الأخير إلى واشنطن لحضور اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي.العسكريون الاميركان يريدون التمديد للمساعدة في توفير الاستقرار في العراق. أنهم قلقون بشأن التوترات في المناطق المتنازع عليها في شمال العراق، وبشأن النفوذ الإيراني، وعدم قدرة العراق على حماية نفسه من التهديدات الخارجية. حاليا، لدى الولايات المتحدة 47،000 مقاتل في العراق سيبدأون انسحابهم هذا الصيف.وهذا هو سبب تكثيف الولايات المتحدة لجهودها من اجل أن يسمح العراق ببقائهم. إنهم يريدون أن تتخذ بغداد قرارها قبل سحب القوات كافة، إذ أن ذلك سيكون أسهل من الناحية اللوجستية. الأطراف العراقية مترددة، علنيا على الأقل. قال السياسيون من مختلف القوائم انه لن يكون هناك تغيير في اتفاقية القوات التي حددت موعد الانسحاب.في كانون الأول 2010 اخبر رئيس الوزراء المالكي صحيفة وول ستريت بأنه لن يكون هناك تعديل للاتفاقية. في نيسان قال إن القوات العراقية مستعدة لتولي امن البلاد.رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان العراقي، الذي هو من قائمة المالكي، طالب بمغادرة الاميركان في الموعد المقرر، كما ذكر عضو آخر من القائمة نفسها أن القائمة ستصوت ضد أي تعديل في اتفاقية القوات. كان الصدريون أكثر المصرحين بمعارضتهم لتمديد بقاء القوات الاميركية.في 9 نيسان، اصدر مقتدى الصدر بيانا يحذر فيه من انه سيعيد نشاطات جيش المهدي اذا ما بقي الاميركان بعد نهاية العام، و في 21 و 23 نيسان خرج التيار الصدري بمظاهرات في البصرة و بغداد ضد وجود الاميركان. كذلك كانت هناك احتجاجات يومية طيلة شهر نيسان في الموصل تطالب الاميركان بالرحيل. وشارك محافظ نينوى اثيل النجيفي، من قائمة الحدباء التي تشكل طرفا مهما من القائمة العراقية، بالمسيرات. كذلك شاركت في الاحتجاجات وفود من الفلوجة و الرمادي في الانبار، كما خرجت مسيرة في الفلوجة أيضا. و شاركت القائمة العراقية التي يترأسها إياد علاوي في الاحتجاج.وقال احد النواب عن القائمة بان رحيل الاميركان سيساعد في استقرار الأوضاع و ذكر ناطق باسم القائمة أن بقاء القوات الاميركية في العراق لن يساعد في تحقيق الأمن، وان القائمة قد قررت أن ضد أي تمديد للقطعات. إن المشكلة بالنسبة لواشنطن هي أن تكثيف جهودها يأتي في توقيت غير مناسب سياسيا للعراق. فالأطراف في البلاد لا تزال تتجادل في تشكيل حكومة جديدة بعد أربعة عشر شهرا من الانتخابات الوطنية. القادة يخشون من أن يتعرضوا لهجوم منافسيهم إذا ما طلبوا إبقاء القوات الاميركية في العراق، ومن أن يطلق عليهم الشارع بأنهم دمى بيد أميركا. لذا لا يستطيع أي منهم أن يغير اتفاقية القوات لأن ذلك سيكلفهم الكثير. وسط هذه التجاذبات السياسية كانت هناك تقارير بان المالكي يرغب ببقاء الاميركان. فهناك رواية بان بغداد ستعلن النهاية الرسمية للوجود الاميركي في 31 كانون الأول، ثم تمنح القوات الاميركية وضعا خاصا للبقاء. في نهاية نيسان، كان رئيس الوزراء يبدو انه يقول إن القضية لم يتم القرار عليها بعد، وبان الأطراف سوف تجتمع لمناقشة المسألة.من غير المؤكد ما إذا كانت تلك إشاعات أم أنها النية الحقيقية للمالكي. بقيت سبعة أشهر قبل نهاية العام، و لازالت واشنطن تبذل جهودها لإقناع الحكومة العراقية بالسماح لبعض قطعاتها بالبقاء خلال عام 2012. في الشهر الماضي كانت هناك اجتماعات حول هذه المسألة. ومع ذلك فالعراقيون منشغلون بنزاعاتهم السياسية، ويخشون مواجهة الشعب ومواجهة بعضهم إذا ما دعموا بقاء القوات الاميركية، فمنافسوهم قد يستخدموا ذلك ضدهم، و قد يفقدوا ماء وجوههم أمام الشعب.وهذا يعني لحد الآن، عدم وجود فرصة تسمح بغداد ببقاء القوات الاميركية بعد نهاية العام. وفي الوقت نفسه، إذا تمت تسوية تشك
بغداد وواشنطن قد تحسمان الانسحاب الكامل في "اللحظات الأخيرة"
نشر في: 9 مايو, 2011: 08:58 م