ترجمة: عدوية الهلالي بمناسبة صدور روايته الجديدة ( اسمي الفيلق )، اجرت صحيفة الفيغارو الفرنسية حوارا مع الكاتب البرتغالي انطونيو لوبو انتونيوس الذي يعد واحدا من الأصوات الكبرى في عالم الادب ، وتعكس كتاباته موهبة خارقة بل يتوقع البعض لعمله الجديد نيل جائزة نوبل للأدب، وهو عمل معقد وساحر يتحدث عن الحقد والعنصرية والذكريات والجنون ..
رداً على سؤاله عن نقاط الانطلاق في روايته أجاب انتونيوس انه كان يخزن في ذهنه فكرة عن مجموعة من الأولاد السود الذين ولدوا في البرتغال وأغلبيتهم ليس لديهم آباء اذ مات بعضهم خلال الحرب الأهلية ومات البعض الآخر بسبب مرض الايدز ..ولا ينتمي هؤلاء الأطفال السود الى إفريقيا التي لم يعرفوها ولا إلى أوروبا التي ترفضهم ..كانت تلك الشريحة من الأولاد هي التي منحت انتونيوس فكرة روايته، فانطلق منها ووزع الأدوار على شخصياته بروية ..وعن اعتباره روائياً شديد المعرفة بكل شيء وذا صوت مركب من عناصر مختلفة قال انه كان يشك في مسألة تعدد الأصوات لكنه ربما كان على خطأ إذ انه لا يقرأ كثيرا للآخرين بل يجيد الكتابة لهم فقط ..ويقول انتونيوس انه يرغب أحياناً بتصحيح اعمال الآخرين حين يقرأ لهم فينتزع منه هذا الامر متعة القراءة ، ولهذا السبب فهو لايقرأ إلاّ البحوث والسير الذاتية والمراسلات ، وكان قد انتهى من اعادة قراء ( صحيفة ديلاكروا ) التي يعتبرها معجزة ادبية لكنه يؤكد عدم الكتابة في الصحف او نشر القصص القصيرة لأنه يجيد كتابة الروايات اكثر ..رغم ذلك ، نشرت له الصحف البرتغالية مقالات واقعية اعتاد على ان ينظر اليها بعدم اكتراث لأنها كلمات تلد من تلقاء نفسها –كما يقول – على العكس من الرواية التي تستهلكه ويكتبها بجدية ..ويعتقد انتونيوس ان الكاتب يخوض حياته عبر الكتب ..وعن سؤاله فيما اذا كان راضيا عن عمله قال انتونيوس ان إحساس عدم الرضى يتملكه على الغالب لأن الكاتب في نظره اما ان يكتب ليكون الأفضل وان أعماله ستمثل عقبة بينه وبين الإبداع ...ويقول انتونيوس انه أدرك امتلاكه موهبة طبيعية منذ ان كان في سن الثانية عشرة لكنه كان بحاجة الى الكثير من العمل لبلوغ الموهبة الحقيقية ..انه يعترف مثلا بأنه لم يكن يمتلك موهبة الكاتب سكوت فيتزجيرالد الذي كان يبهره بكتاباته وكان يفغر فاه كلما قرأ رواية ( غاتسبي العظيم) ويستغرب كيف يمكن لشاب في الثامنة والعشرين من عمره ان ينجز عملا رائعا كتلك الرواية الكاملة ..ويكتب انتونيوس ببطء شديد ويعمل كثيرا على تصحيح كتاباته ويراوده الظن دائما بان كتاباته الأولى للرواية سيئة جدا لكنها تبدو رائعة في ما بعد ..لقد ادرك منذ خمس او ست سنوات انه كان يبكي وهو يكتب ليس حزنا او فرحا بل للتعبير عن شعور غريب بانه يقول أخيراً ما يريد قوله فهو يظن بان المرء يكتب لأن هناك أشياء لابد من ان يقولها واذا لم يكتبها فسيكون مذنبا ولن يكون لحياته أي معنى ...ورغم انه اصدر تسع عشرة رواية فمازال يشعر بان وجود اسمه على أغلفة روايته يحمله مسؤولية تقديم أعمال أفضل مما قدمه ..فالكتابة بالنسبة له بالغة الصعوبة لكن الأسوأ منها هو عدم الكتابة ..وهو يتذكر دائما ذلك الرجل في احدى روايات ديكنز الذي يسأل والدته العجوز المريضة ان كانت فعلا مريضة جدا فتقول له بأنها تشعر بوجود ألم في الحجرة لكنها لا تعرف حقا ان كانت هي التي تشعر به !!ويشبه انطون عملية الكتابة لديه بما سبق، مشيرا الى انه يمتلك دائما اسئلة بحاجة الى اجوبة وهو ما يدفعه الى محاولة تقديم أفضل ما لديه للإجابة على تلك الأسئلة ..ترجم رواية انطونيو لوبو انتونيوس عن البرتغالية الفرنسي دومينيك نيديليك وصدرت مؤخرا عن دار نشر كريستيان بورغوا في (510 ) صفحة ...
في لقاءمع الكاتب البرتغالي انطونيو لوبو انتونيوس:أكتب لأكون الأفضل..أو لا أكتب!
نشر في: 10 مايو, 2011: 05:03 م