اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > المرأة ضحية الرجل أم إنها اختارت التهميش بإرادتها؟

المرأة ضحية الرجل أم إنها اختارت التهميش بإرادتها؟

نشر في: 10 مايو, 2011: 05:10 م

 بغداد/ شذى الشبيبيانتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الزوجة الثانية وأسباب ذلك كثيرة ومتشعبة لكنها في جميع الأحوال لا تتعدى الطرفين إلا ما ندر، ورغم أن الدين الإسلامي أجاز للرجل الزواج بأكثر من واحدة بمعنى أنه لم يتجاوز الشرع أو القانون ولكنه وضع لذلك شروطاً من بينها القدرة المالية وإمكانية العدل  وهو ما يصعب تحقيقه، لذلك بقي هذا الأمر يثير الحساسية في المجتمع، بل إن شبح الزوجة الثانية مهما كان بعيدا فهو يعد بداية النفق المرعب الذي قد يؤدي بالمؤسسة الزوجية إلى الانهيار.. لذا ولكي يمارس الرجل حقه الشرعي والقانوني دون أن يفرط بالزوجة الأولى والتي لها مكانتها عنده لابد للزوجة الثانية في أغلب الحالات أن تعيش في الظل وقد يكون الظل سببا منطقيا لديمومة حياتها الزوجية.. في هذا الموضوع.
الزوجة الثانية في التاريخلم نلاحظ على أية حضارة من الحضارات الإنسانية الموغلة في التاريخ أنها منعت تعدد الزوجات أو ألزمت الزوج بالاكتفاء بزوجة واحدة ، ففي قانون أورنمو الذي يعد الأقدم زمنا بين الشرائع والقوانين العراقية القديمة وأول قانون يصل إلينا من حضارة بلاد وادي الرافدين إشارات إلى تعدد الزوجات لكنه المح بشكل واضح  أهمية الزوجة الأصلية (الزوجة الأولى) في حياة الرجل والمجتمع.إما الحكومات الإسلامية المتعاقبة سواء الأموية أم العباسية أم العثمانية فلم نجد فيها أية إشارة إلى اكتفاء الخلفاء بزوجة واحدة أو اثنتين أو ثلاث وإنما لابد من إكمال النصاب الشرعي عدا ما يمتلكه من جوارٍ وإماء وقيان وما ملكت أيمانهم، حتى أن خلفاء تلك الدول كانوا يفردون لزوجاتهم المتعددات وجواريهم قصورا خاصة بهن سميت بـ(قصور الحريم).rnزوجة البروتوكولات وزوجة الظلإذن هناك شبه إجماع بأن الزوجة الأولى هي الزوجة الرسمية للرجل وهي صاحبة القرار في توجيه الأمور وتصريفها حتى في ما يتعلق بأمور الزوجة الثانية والثالثة و... الخ، لذا فان الزوجة الأولى يمكن أن نطلق عليها (زوجة البروتوكولات) فالملك أو الأمير أو الخليفة لا يصطحب إلا زوجته الأولى عند زيارته إلى ملك أو أمير آخر، إما الزوجة الثانية فيمكن تسميتها بـ(زوجة الظل)، وما عليها إلا أن تبقى خلف الكواليس بكامل زينتها وحليها.. كما أن تسمية الزوجة الأولى التي اعتدنا أن نسمعها من زوجات الملوك والرؤساء فلا يقصد بها إلا الزوجة الأولى، إما الزوجة الثانية فهي حالها حال بقية الرعية!ويقول الباحث الاجتماعي عبد المنعم بن عطفه في هذا المجال: إن الزوجة الأولى عند حضورها بروتوكولات الزوج عليها أن تبدو محتشمة، وقورة، وعالية الأدب.أما الزوجة الثانية المغلوب على أمرها فما عليها إلا أن ترتدي ما يريد بعلها لها من ملابس فاتنة وعطور عبقة حتى بلغ الحال ببعض الأزواج أن يكلف زوجته الأولى برعاية وتربية أبنائه من زوجته الثانية، ولله في خلقه شؤون.وتشير دراسة أجريت في مصر ومن خلال استطلاع لآراء مجموعة من المتزوجين أكثر من واحدة إلى انه (لو قدر للزوج أن يعيد الاختيار بين الزوجة الأولى والزوجة الثانية أو الأخريات فأنه لا يتردد في اختيار الأولى.وعليه فان الزوجة الثانية عليها أن تقبل دورها الذي يشابه دور الجارية في غرف الحريم لقصور بني العباس.إما طلاق الرجل زوجته الأولى فانه عادة يحصل قبل زواجه من الثانية وفي هذه الحالة فان الزوجة الثانية لا يمكن وصفها بزوجة ظل بل (زوجة أصلية)، وقد قيل أن الزواج من امرأة ثانية هو حلم لكل رجل متزوج يخشى من زوجته الأولى.rnرأي الرجال والنساء في ذلكوفي استطلاع أجريناه للتعرف على آراء النساء والرجال في موضوع الزوجة الثانية اتفقنا مسبقا على عدم ذكر الأسماء الصريحة دفعا للإحراج وما يجره الحديث بهذا الموضوع من ويلات للأزواج خاصة.. فقد تباينت الآراء، حيث يقول: أبو أمجد (48) عاماً، الزوجة الثانية هي فعلا حلم وملاذ أهرب إليه من متاعبي، ولكن زوجتي الأولى بعيدة عن المقارنة.. فهي شاركتني حياتي بهمومها وقسوة الظروف ولذا يبقى اعتزازي واحترامي لها انطلاقا من مواقفها معي ولن أدير ظهري لها أبدا.أما أبو زمن (42) عاما فيقول: لولا وجود الزوجة الثانية في حياتي لما بقيت الزوجة الأولى على ذمتي، والأسباب كثيرة.. اعتزازا بها واحتراما لها ولأني لا أتصور البيت بدونها ولأن وجود بيتنا واستمراره يعتمد عليها.. لهذا تزوجت امرأة أخرى كي لا أخسرها وفي نفس الوقت كسبت راحتي الشخصية مع الثانية.ويشير أبو كرار (51) عاماً الى ان الله عز وجل قد  خلق المرأة وهي متنوعة فهي أم وأخت وزوجة وصديقة وحبيبة.. أما الرجل فيبقى طفل في داخله، ويحتاج لكل هؤلاء النساء في آن واحد.. ولكن للأسف معظم نسائنا تنسى دورها الحقيقي وتصبح مربية أطفال وطباخة وأماً وتعجز في أحيان كثيرة أن تكون صديقة لزوجها.. أتمنى أن تفهم المرأة معنى أن تحتوي الرجل.. المسألة ليست غريزة فقط وإنما هي صداقة بأعلى درجاتها وأحيانا الزوجة الثانية تصبح مثل الأولى.. أنا أعتقد إن المشكلة في التربية والثقافة الاجتماعية.وتقول أم علاء (38) عاماً: أنا زوجة ثانية ولا تزعجني تسمية (زوجة الظل) لأنني أشعر بالسعادة في ظل زوجي فما هو العيب في ذلك؟ بل أشعر بالفخر لأن علاقتنا ناجحة ومستقرة بل متميزة وقد أثرت حتى على علاقته بزوجته الأولى وأولادها وتحسنت كثيراً.. فزوجته الأولى مهمة لديه ويعتز بها ولا تقل أهميتي عنها.. ولا أنسى إنه تزوجني لأمور افتقدها في الأولى.. هي ليست سيئة ولكنها فشلت في احتوائه.. ولا يستفزني اسم زوجة الظل مازلت أساويها شرعاً وقانوناً.. بصراحة نحن نكمل بعضنا والزوج هو القاسم المشترك شئنا أم أبينا.وقال أبو جعفر (54) عاماً: رغم حبي واعتزازي بزوجتي الثانية ولكني أقدس الأولى وأعتبرها رمز

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram