اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > أسئلة فـي الدولة ..الحداثة وأزمة الثقافات المحافظة

أسئلة فـي الدولة ..الحداثة وأزمة الثقافات المحافظة

نشر في: 10 مايو, 2011: 05:28 م

علي حسن الفوازقد لا يبدو غريبا الحديث عن الوجه الآخر للصراعات التي بدأت تتمظهر في الجغرافية السياسية، والتي ترتبط عوامل صناعتها بالشروط الداخلية المعقدة والملتبسة لهذه الجغرافيا، مثلما يمكن ان ترتبط بما تصطنعه لها القوى الكونية الجديدة من عوامل ومؤثرات ومصادر تمويل سرية ومخابراتية، وقد لا يبدو  في هذا السياق ان تحمل هواجس ما تبقى من سسيولوجيا الحداثة مفارقات أكثـر رعبا في إثارة المزيد من الأسئلة بشأن مصير الإنسان في هذه الصراعات، وحول كينونته وسط عالم يبحث عن شهوة أخرى للاندماج،
 هذه الغرابات، تضع نفسها إزاء أنماط استلابية لمظاهر هذه السياسات الصراعية، ولأنماط أخرى من الثقافات التابعة التي فقدت شرطها في البطولة الأخلاقية، والتي أوهمت الإنسان ذاته بقسوة الحرية، وعذابات السلطة، وضياع الهوية، والتباس الإرادة، إذ تبدو تلك السياسات وكأنها استعادة لقوة الأخ الكبير، الأخ العراب والماسوني، والعابر للجنوسة العائلية، والحائز على شفرة دستوفسكي وليس دافنشي براون، اذ يشاطر الآخرين في بحثه عن (الرب) القديم، الرب الحامي، والرب الذي يمكن الاطمئنان الى قداسته الحمائية.لا أظن ان العولمة في هذا السياق هي الوجه الآخر لسياسة الأزمات الصانعة لهذه الصراعات، ورغم توحشها  ورغبتها السرية في التلصص على الخصوصيات واليوميات، وأنهاك الهويات السلالية والعقائدية في صراعات ثانوية من الصعب السيطرة على قوانينها الداخلية، إلاّ ان هذه العولمة في وجهها الغامض قد جلبت للفقراء الكثير من الأوهام، مثلما جلبت للأغنياء الكثير من صكوك الغفران، والصكوك البنكية، والأدهى انها أعطت للصوص الكونيين الخرائط السرية المؤدية الى كل طرق الحرير في العالم، وأحسب ان هذه الامتيازات، هي التي جعلت السياسيين قريبين جداً من اللصوص، وجعلت الثوار والفقراء يشبهون الصعاليك في الثقافات العربية القديمة، ثوار وفقراء وأصحاب ظاهرة صوتية، لكنهم دائما خارج الأبواب، وأعطت للصراعات ملامح أكثر بشاعة، وأكثر مرونة وقابلية للترحال من جغرافيا الى جغرافياً أخرى. صناعة الخصوصيات في هذه اللعبة، والإيهام بالتخلص من لزوجة الصراعات، تظل محاولة للهروب الى أمام، ليس لان الخصوصيات والثقافات العائلية والهويات اللامركزية مضرة بالسياق والأسواق والاندماج القهري، بقدر ما ان هذه الخصوصيات تحتاج دائماً إلى  قواعد استثنائية في (سسيولوجيا) الهيمنة التي باتت تحكم الأمم، والسياسات والثروات والصراعات، وهذه القواعد تعني المزيد من الخسائر، والمزيد من الإيديولوجيات والعقائد المتشددة، وكذلك المزيد من الإرهاب والعنف والثقافات التي لا تصنع اطمئنانا للآخرين، ولعل ما يدعيه البعض من مفهوم القرية الكونية الصغيرة بات حيزا محكوما  بالقوة الاجتماعية للنظام الاتصالي، ومحكوما بالنظام المخابراتي الذي يتنصت حتى على فحيحنا الجنسي!! لم يعد مقبولا بالكامل، لان هناك الكثير من الفشل بدأ يرافق تطبيق شروط هذه اللعبة، وان الكثير من الصراعات خرجت عن(المخطط لها) خاصة في ما يتعلق بصناعة (الثورات) او السعي الى تغيير نمطية الحكم، ومفاهيم السلطة في العالم القديم الذي يريد البعض إسقاط آخر يافطاته الإيديولوجية والعسكرية مع كل تبعات السقوط الذي أنهى الشيوعية السوفيتية، والبحث عن ثوار من طراز آخر، ثوار يمكن النوم بجوارهم دون أسلحة تحت الوسادة، ويمكن قراءة ملفاتهم دونما البحث عن احكام جنائية دوغمائية.هذا التقدير (النظري) لعقدة الصراعات، وصناعة الأمكنة التي تدور فيها، وحتى صناعة (حصان طروادة) لكل صراع منها، وجد في الشارع العربي الكثير من الممانعة الإجرائية!! وأحياناً الكثير من الرفض، إذ أن الكراهية، والخوف، والإحساس بالاطمئنان، قد اقترن أيضاً بالعديد من مظاهر النسيان الحداثي التي تورطت فيها الاستعمارات القديمة والحديثة، وكذلك طبيعة ما تساقط من الصراعات الدولية وحتى الإقليمية، والذي قد اوجد نوعا من التوحش في العقائد والايديولوجيات وحتى في السياسات والدفاع عن الهويات القاتلة كما يسميها أمين معلوف، وهذا التوحش أصاب العديد من الدول والعديد من الأفكار والجماعات وأسبغ على سياساتها ملامح غرائبية من الصعب إدخالها في لعبة الاندماج الدولي القهري، ومن الصعب أكثر تركها خارج السياق، لانها ستتحول الى دول مارقة حسب التوصيف الأمريكي، والى دول لإنتاج العنف والإرهاب بشروطه الطاليبانية.تصاعد وتائر الصراعات الدولية، وفشل الدول التقليدية في التعاطي مع مفاهيم صناعة الدولة الحديثة، وفشلها أيضاً في أعطاء شعوبها المزيد من الحريات والحقوق والسلم المدني، أسهم بشكل كبير في وضع العالم أمام زحزحة كونية، وأمام اغترابات عميقة، والتي نجد في الثورات العربية وحركات الشباب والاحتجاجات الشعبية مظهراً اجتماعياً لها، وليس سياسيا!! مثلما نجد تصاعد التهديدات الإرهابية التي تهدد الغرب وأمريكا بالمزيد من الانتقام من السياسات والعولمة والحداثة، والتي تحولت الى مظاهر للحديث عن الكفر العالمي الذي يجب التصدي له. فضلا عن ان فشل النخب السياسية والثقافية العربية أسهم هو الآخر في نكوص إنتاج أية ظاهرة حقيقية للتحولات الاجتماعية الكبرى، لان هذه النخب المطرودة والمهمشة، إما تعيش بعقلية التابع، او عقلية المهاجر، وكلا الأمرين ليس صالحا لإنتاج نمط من الثوار العقلانيين او دعاة الحريات الذين يشبهون الثوار والدعاة الذين سبقوا إعلان الثورة الفرنسية!!الحداثة والنك

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram